وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا شيبان ، حدثنا مسرور بن سعيد التميمي حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، عن عروة بن رويم ، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا عمتكم النخلة ، فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم عليه السلام ، وليس من الشجر شيء يلقح غيرها ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أطعموا نساءكم الولد الرطب ، فإن لم يكن رطب فتمر ، وليس من الشجرة شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران ". إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة مريم - القول في تأويل قوله تعالى "فكلي واشربي وقري عينا "- الجزء رقم18. هذا حديث منكر جدا ، ورواه أبو يعلى ، عن شيبان ، به وقرأ بعضهم قوله: " تساقط " بتشديد السين ، وآخرون بتخفيفها ، وقرأ أبو نهيك: ( تساقط عليك رطبا جنيا) وروى أبو إسحاق عن البراء: أنه قرأها: " تساقط " أي: الجذع. والكل متقارب. وقوله: ( فإما ترين من البشر أحدا) أي: مهما رأيت من أحد ، ( فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) المراد بهذا القول: الإشارة إليه بذلك. لا أن المراد به القول اللفظي; لئلا ينافي: ( فلن أكلم اليوم إنسيا) قال أنس بن مالك في قوله: ( إني نذرت للرحمن صوما) أي: صمتا وكذا قال ابن عباس ، والضحاك. وفي رواية عن أنس: " صوما وصمتا " ، وكذا قال قتادة وغيرهما.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد لما قال عيسى لمريم (لا تَحْزَنِي) قالت: وكيف لا أحزن وأنت معي، لا ذات زوج ولا مملوكة، أي شيء عذري عند الناس يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا فقال لها عيسى: أنا أكفيك الكلام ( فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) قال: هذا كله كلام عيسى لأمه. تفسير سورة مريم الآية 26 تفسير السعدي - القران للجميع. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه ( إِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) فإني سأكفيك الكلام. وقال آخرون: إنما كان ذلك آية لمريم وابنها. * ذكر من قال ذلك: حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله ( إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا) قال في بعض الحروف: صمتا وذلك إنك لا تلقى امرأة جاهلة تقول: نذرت كما نذرت مريم، ألا تكلم يومًا إلى الليل ، وإنما جعل الله تلك آية لمريم ولابنها، ولا يحلّ لأحد أن ينذر صمت يوم إلى الليل. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، فقرأ ( إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا) وكانت تقرأ في الحرف الأوّل: صمتا، وإنما كانت آية بعثها الله لمريم وابنها.
قالَ أبو مُعاوِيَةَ عَنِ الأعْمَشِ، عن أبِي صالِحٍ قَرَأَ أبو هُرَيْرَةَ: قُرَّاتِ أعْيُنٍ). [١٢] [١٣] الآيات المُتعلِّقة بمريم عليها السلام وردت قُرّة العين في قصّة ولادة عيسى -عليه السلام-؛ فحين حلّ وقت الولادة والمخاض لأمّه مريم -عليها السلام-، أوحى الله إليها بالأكل والشراب، ووهبها قُرّة العين بالغلام الزكيّ، فقد قال -تعالى-: (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا) ؛ [١٤] وقرارة العين كناية عن السكينة والطمأنينة، إذ كانت مريم -عليها السلام- مضطربةً خائفةً، ممّا يستدعي عدم استقرار العين، وبالتالي عدم هدوئها، كما أنّ قُرّة العين مُرتبطةٌ بقُرّة النفس، والله -سبحانه- طمأن نفس مريم -عليها السلام-، وعينها.
وقال آخرون: بل كانت صائمة في ذلك اليوم، والصائم في ذلك الزمان كان يصوم عن الطعام والشراب وكلام الناس، فأذن لمريم في قدر هذا الكلام ذلك اليوم وهي صائمة. * ذكر من قال ذلك: حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ ( فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا) يكلمك (فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) فكان من صام في ذلك الزمان لم يتكلم حتى يمسي، فقيل لها: لا تزيدي على هذا.
والمراد أنهم كانوا إذا صاموا في شريعتهم يحرم عليهم الطعام والكلام ، نص على ذلك السدي ، وقتادة ، وعبد الرحمن بن زيد. وقال أبو إسحاق ، عن حارثة قال: كنت عند ابن مسعود ، فجاء رجلان فسلم أحدهما ولم يسلم الآخر ، فقال: ما شأنك ؟ قال أصحابه: حلف ألا يكلم الناس اليوم. فقال عبد الله بن مسعود: كلم الناس وسلم عليهم ، فإنما تلك امرأة علمت أن أحدا لا يصدقها أنها حملت من غير زوج. يعني بذلك مريم ، عليها السلام; ليكون عذرا لها إذا سئلت. ورواه ابن أبي حاتم ، وابن جرير ، رحمهما الله. وقال عبد الرحمن بن زيد: لما قال عيسى لمريم: ( ألا تحزني) قالت: وكيف لا أحزن وأنت معي ؟! لا ذات زوج ولا مملوكة ، أي شيء عذري عند الناس ؟ يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ، قال لها عيسى: أنا أكفيك الكلام: ( فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) قال: هذا كله من كلام عيسى لأمه. وكذا قال وهب. الآية 25
وقالت فرقة: معنى ( قولي) بالإشارة لا بالكلام. الزمخشري: وفيه أن السكوت عن السفيه واجب ، ومن أذل الناس سفيه لم يجد مسافها. الثالثة: من التزم بالنذر ألا يكلم أحدا من الآدميين فيحتمل أن يقال: إنه قربة فيلزم بالنذر ، ويحتمل أن يقال: ذلك لا يجوز في شرعنا لما فيه من التضييق وتعذيب النفس ؛ كنذر القيام في الشمس ونحوه. وعلى هذا كان نذر الصمت في تلك الشريعة لا في شريعتنا ؛ وقد تقدم. وقد أمر ابن مسعود من فعل ذلك بالنطق بالكلام. وهذا هو الصحيح لحديث أبي إسرائيل ، خرجه البخاري عن ابن عباس. وقال ابن زيد والسدي: كانت سنة الصيام عندهم الإمساك عن الأكل والكلام. قلت: ومن سنتنا نحن في الصيام الإمساك عن الكلام القبيح ؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: إذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل ، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه ، فليقل إني صائم. وقال - عليه الصلاة والسلام -: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.