فضل سورة الإنسان وخواصها.
كان يستند على عصاه يراقب الجن الذين سخرهم الله تعالى له لخدمته لكي يصنعون ويعملون له ما يريد من محاريب وجفان. فلم يتمكن الجن من معرفة موت سيدنا سليمان عليه السلام إلا عندما أكلت الأرضة عصاه. والأرضة هي عبارة عن دويبة تأكل الخشب. وبمجرد أن أكلت تلك الأرضة جزءًا من عصا النبي سليمان عليه السلام وقع على الأرض. وهنا تأكد الجن تمامًا أنهم لا يعلمون الغيب، حيث إنهم لو كانوا يعلمون الغيب لكانوا علموا بموت سيدنا سليمان عليه السلام قبل أن يقع على الأرض. ومن الدروس المستفادة أيضًا، أهمية مراقبة العمال حتى لا يهملون في أعمالهم، ويجب على كل عامل أن يخلص في عمله ويتقنه. وتعلمنا سورة سبأ أهمية شكر الله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. حيث أوضح لنا الله أن قوم سبأ كانوا يتمتعون بنعم كثيرة ورزقًا وفيرًا. وأفاض الله تعالى عليهم بنعمه حينما عبدوه واتبعوا الصراط المستقيم. فضل سورة سبأ - إقرأ يا مسلم. حيث قال الله تعالى: "لقد كان لسبإٍ في مسكنهِم آية جنتان عن يمينٍ وشمالٍ كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور". فلما بدأوا يجحدون نعم الله عليهم، حل عليهم غضب الله وتبدلت النعم إلى نقم. حيث قال تعالى:" فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكلٍ خمطٍ وأثلٍ وشيءٍ من سدرٍ قليلٍ".
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «للحمدين جميعا- حمد سبأ ، وحمد فاطر- من قرأها في ليله لم يزل في ليلته في حفظ اللّه وكلاءته ، ومن قرأها في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه ، وأعطي من خير الدنيا وخير الآخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلغ مناه» «1». ومن خواص القرآن: روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «من قرأ هذه السورة لم يبق شيء إلا كان يوم القيامة رفيقا صالحا ، ومن كتبها وعلقها عليه لم يقربه دابة ولا هوام وإن شرب ماءها ، ورش عليه ، وكان يفرق من شيء ، أمن وسكن روعه ولا يفزع إن غسل وجهه بمائها» «2». وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «من كتبها وعلقها عليه لا يقربه دابة ولا هوام ومن كتبها وشربها بماء ، ورشّ على وجهه منها ، وكان خائفا ، أمن مما يخاف منه ، وسكن روعه» «3». وقيل: من كتبها في قرطاس وجعلها في خرقة بيضاء وحملها أمن من الهوام ومن العقوبة والنبل والحجارة والحديد «4». ____________________ (1) ثواب الأعمال ، ص 139. (2-3) تفسير البرهان ، ج 6 ، ص 323. (4) مصباح الكفعمي ، ص 609.