عانى البطل فوق الفقر من العنف بنوعيه البدني والنفسي، فكان إخوته الكبار يضربونه بقسوة، وأبوه يخرج غضبه وقلة حيلته على ذلك الطفل المسكين، الذي لم يكن عليه أن يتحمل عبء مجيئه إلى الحياة، كما أن من حوله كانوا يرون في شقاوته وطاقته الكبيرة شرًا وإثمًا، فاعتبروا أن الشيطان يتحكم فيه، ووصفوه بالثعبان والأفعى في كثير من الأحيان، حتى أنه كان يصدق أنه سيئ رغم طيبة قلبه وعطفه على من حوله في حدود إمكانياته الفقيرة والطفولية. أجهشت بالبكاء خلال قراءتي لهذه الرواية، وظللت مأخوذة بأسلوب الكاتب الرقراق، خاصة أثناء فترة المرض التي عانى فيها زيزا حتى ظن أهله أنه سيموت، بعدما تعرض لصدمة بوفاة فالداريس أبوه وصديقه الذي جعله يدرك أن للحياة جانب رقة وعذوبة كما لها من قسوة وألم. "عرفت فعلًا ما الذي يعنيه الألم. شجرتي شجرة البرتقال الرائعة. الألم ليس في تلقي الضرب حتى الإغماء. وليس في انغراز قطعة من الزجاج في إحدى قدميك تستوجب نقلك إلى المستشفى لرتق جرحك. الألم هو هذا الشيء الذي يحطم قلبك، الألم هو الموت دون القدرة على البوح بسرنا لأي كان". يعترف الكاتب "فاسكونسيلوس" في نهاية رواية "شجرتي – شجرة البرتقال الرائعة" إلى عزيزه الراحل فالداريس باجتياح شعور الطفولة له على الدوام، رغم أنه أثناء الرواية كان قد أتم الـ 48 عامًا، ويؤكد على استمرار الألم الذي نتج عن إدراكه المبكر للحياة.
وحديثاً ثبت أن ثمرة النارنج القوية الحموضة تنبه وتفرج انتفاخ البطن، ونقيع الثمرة يخفف الصداع ويهدئ الخفقان والحمى المتدنية، ويساعد عصير الثمرة الجسم في التخلص من الفضلات، ونظراً لغناه بفيتامين "ج" فهو يساعد جهاز المناعة على مجابهة البكتيريا.
قال داود الأنطاكي في تذكرته أن النارنج أو في قشر النارنج "تفريح عظيم، وفي بذره ودهنه وعروقه التي في الأرض نجاة من السموم الباردة، وحماضه يكسر الصفراء، وشدة الحرارة والعطش، وقشره يسكن المغص والقيء والغثيان والنزلات الباردة والتخمة، يجلو الكلف والآثار، ويحسن اللون طلاءً، يحفظ الثياب من السوس، ورائحته تدفع الطاعون والهوام وفساد الهواء، ويسهل الولادة".