وفيه أيضا حديث: « قرصت نملة نبيًا من لأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه: أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح » (رواه البخاري)، وإن كان المراد به أمته الذي بعث فيهم، لم يكن فيه ما ينفي سؤال غيرهم من الأمم، بل قد يكون ذكرهم إخبارًا بأنهم مسئولون في قبورهم، وأن ذلك لا يختص بمن قبلهم، لفضل هذه الأمة وشرفها على سائر الأمم. وكذلك قوله: « أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم » (صحيح الجامع، رقم:5722)، وكذلك إخباره عن قول الملكين: « ما كنتَ تَقولُ في هذا الرجلِ؟ قال: فأمَّا المؤمنُ فيقولُ: أشهدُ أنهُ عبدُ اللهِ ورسولُهُ » (رواه مسلم)، هو إخبار لأمته بما تمتحن به في قبورها، والظاهر -والله أعلم- أن كل نبي مع أمته كذلك، وأنهم معذبون في قبورهم بعد السؤال لهم وإقامة الحجة عليهم، كما يعذبون في الآخرة بعد السؤال وإقامة الحجة، والله سبحانه وتعالى أعلم". ـــــــــــــ كتاب الروح المصدر: الموقع الرسمي للشيخ ابن قيم الجوزية 4 2 11, 758
هذا وأستغفر الله لي ولكم. الخطبة الثانية: إن الحمد لله نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهْدِيهِ ونشكُرُه ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيِّئاتِ أعْمَالِنا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِي لهُ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين وعلى إخوانه النبيّين والمرسلين، ورضي الله عن أمهات المؤمنين وءال البيت الطاهرين وعن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعن الأئمة المهتدين أبي حنيفة ومالك والشافعيّ وأحمد وعن الأولياء والصالحين، أما بعدُ عبادَ الله فإنِّي أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليّ العظيم فاتقوه.