& لم يكن الهدف من احتلال العراق عام 2003م من قبل الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا هو اسقاط نظام "صدام حسين" فقط، بل كان الهدف الحقيقي والأهم هو اسقاط العراق وانهاء دوره كدولة محورية في الشرق الأوسط. لهذا، كانت أولى الأوامر التي اصدرها "بول بريمر" كرئيس لسلطة التحالف المؤقتة هي منع اعضاء حزب البعث من تقلد مناصب عامة، وحل الجيش العراقي وتفكيك الأجهزة الأمنية. وخلال اشهر قليلة اندلعت في العراق واحدة من اعنف حركات التمرد في العصر الحديث، حيث انزلق العراق في الفوضى العارمة التي زعزعت استقراره الأمني والاجتماعي حتى يومنا هذا. وفي احدى المقابلات بعد انتهاء مهمته، اعترف "بريمر" أن قرار حل الجيش العراقي أقرته الحكومتان الأمريكية والبريطانية. ما بُني على باطل فهو باطل in English - Arabic-English Dictionary | Glosbe. اثبتت الأحزاب السياسية العراقية الحالية انها كيانات لا تؤمن بالديمقراطية، مارست العنف بكل انواعه واساليبه ضد بعضها البعض، ولا ترى في اللعبة الديمقراطية سوى التزام مؤقت، وسلم تصل به الى السلطة، لذلك ابقت على اجنحتها العسكرية لاستخدامها وقت الحاجة. والاحزاب التي لم يكن لديها اجنحة عسكرية منذ تأسيسها عملت منذ عام 2003م على إنشاء اجنحتها العسكرية بمساعدة بعض دول الجوار العربي والاقليمي.
ت + ت - الحجم الطبيعي ما زالت الأنظار العربية مركزة باهتمام وانتباه على القاهرة ودمشق، موزعة عيونها الحائرة ومشاعرها القلقة على المشهدين السوري والمصري، ليس فقط باعتبارهما يمثلان حجر الزاوية في الأمن القومي العربي، ولكن أيضا لأنه يتوقف على نتائج نهاية الأزمة التي تعصف بكل منهما، بوجهيها الدامي في سوريا والسياسي في مصر، العديد من التداعيات والمؤثرات العميقة على المشهد العربي كله. وربما كنت، ولا أزال، أنظر بكل القلق إلى المشهدين، مع تشابه المقدمات واختلاف الاستجابات، وتباين الدرجات بين اللونين الأحمر الدامي بالاقتتال العسكري الآثم في سوريا، والبرتقالي المنذر بالاحمرار بالاقتتال السياسي الغاشم في مصر، من منظور واحد يراهما جبهتين لمؤامرة دولية واحدة، لإشعال حروب أهلية على عدة جبهات عربية وإسلامية تحت عنوان "الربيع العربي"، بينما يثبت للجميع أنه ما كان ربيعا ولا كان عربيا، بل غربيا أطلسيا! ربما كان أملا حقيقيا في التغيير، بانتفاضات شعبية تلقائية مبررة، لمواجهة أوضاع ظالمة اتسمت بالفساد والاستبداد، غير أنها بغياب الخبرة السياسية، وشيوع المراهقة الثورية، وانقسام القوى الوطنية والثورية، واختراق الساحة العربية بأصابع وأدوات الأجهزة الأجنبية، سمحت للأدوات المحلية من جماعات دينية ومنظمات مدنية، بركوب الموجة الثورية وتوجيهها إلى وجهة غير سلمية وغير ثورية ولا وطنية!
كما يجب الغاء المحاصصة الطائفية والعرقية في تولي المناصب الرئاسية والوزارية، والوظائف العليا في الدولة وخصوصا في الأجهزة القضائية والرقابية والأمنية لتفادي وصول الفاسدين والانتهازيين وغير الأكفاء. كما يعاني العراق من الفساد الذي استشرى بشكل خطير في كل مفاصل الدولة خلال العشر سنوات الماضية، حيث اصبح المال العام مستباح لا حرمة له، وكثير من املاك الدولة تحولت الى املاك خاصة لزعماء الأحزاب السياسية. && هناك عدة دول غربية واقليمية لا تريد ان ينهض العراق من كبوته كدولة اقليمية لها دورا مهما في المنطقة كما كان قبل اسقاط النظام في عام 2003م. فالدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا لا تريد عراقا قويا يهدد أمن اسرائيل بعد تحييد مصر عبر اتفاقية كامب ديفيد، وخروج سوريا من المعادلة نتيجة الحرب الأهلية الطاحنة. ما بُني على باطل... ليس بالضرورة باطلاً! | الشرق الأوسط. وإيران لا تريد عراقا قويا ينافسها وهو الذي خاض حربا ضروسا ضدها لمدة ثماني سنوات، صحيح انه لم يستطع ان يهزمها، ولكنها في الوقت نفسه لم تستطع ان تهزمه كذلك. وتركيا لا تريد عراقا قويا ينافسها على النفوذ في هذه المنطقة الحساسة من العالم. ودول الخليج العربي لا زالوا يتحسسون من العراق بعد الحماقة التي إرتكبها "صدام" بإحتلاله الكويت في شهر اغسطس عام 1990م.
ما بُنِــيَ علــى باطِــل، فهو باطِــل بصدد «المُنَاظَرة الوطنية للثَّقافة» كنتُ، منذ أكثر من ثلاث سنوات، دَعَوْتُ لعقد مناظرة وطنية حول الثَّقافة، واعْتَبَرْتُ أنَّ هذه المناظرة، يمكنها أن تكون فُرصَةً للحوار والنقاش، بشأن الثقافة، وما يمكن أن تَقْتَرِحَه من أفكار جديدة، أو ما يمكن أن تَضَعَه من خُطوط عريضة، تكون بمثابةِ مُقدِّمةٍ لاقتراح سياسةٍ ثقافية واضحةٍ، تُخْرِجُنا من هذا الارتباك الذي نعيشه، في كل ما يتعلَّق بالشَّأن الثَّقافي، سواء على مستوى مؤسَّسات الدولة، أو على مستوى مؤسَّسات المجتمع المدني. فالمُناظرة، بهذا المعنى، هي شأنُ المثقفين، وهي تعني هذه الشَّريحة من المجتمع، ممن يعملون في هذا الحقل، سواء بإنتاج الأفكار، أو بتدبير وإدارة كل ما يتعلَّق بالثَّقافة. حَضَرْتُ اللِّقائيْن التَّحضيرِيَيْن، للمُناظرة، بدعوة من اتِّحاد كُتَّاب المغرب، إيماناً مِنِّي بالفعل الإيجابي، وبالانتقال من النَّقد إلى المُشاركَة، واقتراح الأفكار. كنتُ سعيداً بوجودي ضمن لجنة «اللغة والهوية»، إلى جانب أشخاص أُقَدِّرُهُم، وأعتبرهم من الذين يدافعون عن العربية، كلغة حَيَّة، ومُتَجَدِّدَة، تستجيب لمُتطلَّبات العصر، ومفتوحة على الإضافة والإبداع، وعن المعنى المّتَجَدِّد لمفهوم الهوية، التي كثيراً ما نعتبرها ساكِنَةً، لا تقبل الصيرورة والحياة، لأنَّها أُسِّسَت على مَعْنًى واحدٍ ومُغْلَقٍ، لا شيء يمكنه أن يُضافَ إليه، أو أنَّنا نربِطُها بالدِّين، ونحشرها في زاوية التَّحَجُّر والانغلاق.