masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

Wednesday, 10-Jul-24 19:51:33 UTC

إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194) القول في تأويل قوله: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه لهؤلاء المشركين من عبدة الأوثان، موبِّخهم على عبادتهم ما لا يضرهم ولا ينفعهم من الأصنام: (إن الذين تدعون) أيها المشركون، آلهةً = (من دون الله), وتعبدونها، شركًا منكم وكفرًا بالله = (عباد أمثالكم) ، يقول: هم أملاك لربكم, كما أنتم له مماليك. فإن كنتم صادقين أنها تضر وتنفع، وأنها تستوجب منكم العبادة لنفعها إياكم, فليستجيبوا لدعائكم إذا دعوتموهم, (44) فإن لم يستجيبوا لكم، لأنها لا تسمع دعاءكم, فأيقنوا بأنها لا تنفع ولا تضر; لأن الضر والنفع إنما يكونان ممن إذا سُئل سمع مسألة سائله وأعطى وأفضل، ومن إذا شكي إليه من شيء سمع، فضرّ من استحق العقوبة، ونفع من لا يستوجب الضرّ. ---------------- الهوامش: (44) انظر تفسير (( الاستجابة)) فيما سلف 3: 483 ، 484 / 7: 486 - 488 / 11: 341.

إن الذين تدعون من دون الله

انتهى من "العذب النمير" (4/425). وينظر أيضا: "تفسير ابن كثير"(3/ 529). وقال العلامة ابن عاشور ، رحمه الله ، في تقرير وجه الإنكار عليهم ، وتوجيه إطلاق "عباد" ، على "أصنامهم": ".. المراد بـ: ( الذين تدعون من دون الله): الأصنام. فتعريفها بالموصول: لتنبيه المخاطَبين على خطأ رأيهم ، في دعائهم إياها من دون الله، في حين هي ليست أهلا لذلك!!... و (العبد) أصله المملوك، ضد الحر، كما في قوله تعالى: ( الحر بالحر والعبد بالعبد) [البقرة: 178]. وقد أطلق في اللسان على المخلوق ، كما في قوله تعالى: ( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) [مريم: 93]... والمشهور أنه لا يطلق إلا على المخلوقات من الآدميين ؛ فيكون إطلاق العباد على الأصنام ، كإطلاق ضمير جمع العقلاء عليها ؛ بناء على الشائع في استعمال العرب يومئذ من الإطلاق. وجعله صاحب الكشاف: إطلاق تهكم واستهزاء بالمشركين ؛ يعني: أن قصارى أمرهم أن يكونوا أحياء عقلاء ؛ فلو بلغوا تلك الحالة ، لما كانوا إلا مخلوقين مثلكم!! قال: ولذلك أبطل أن يكونوا عبادا بقوله: ( ألهم أرجل) [الأعراف: 195] إلى آخره. والأحسن عندي أن يكون إطلاق العباد عليهم: مجازا ؛ بعلاقة: الإطلاق عن التقييد.

روى أبو بكر عن عاصم وهبيرة عن حفص { يدعون} بالياء، وهي قراءة يعقوب. فأما قوله { ما تسرون وما تعلنون} فكلهم بالتاء على الخطاب؛ إلا ما روى هبيرة عن حفص عن عاصم أنه قرأ بالياء. { لا يخلقون شيئا} أي لا يقدرون على خلق شيء { وهم يُخلقون}. { أموات غير أحياء} أي هم أموات، يعني الأصنام، لا أرواح فيها ولا تسمع ولا تبصر، أي هي جمادات فكيف تعبدونها وأنتم أفضل منها بالحياة. { وما يشعرون} يعني الأصنام. { أيان يبعثون} وقرأ السلمي، { إيان} بكسر الهمزة، وهما لغتان، موضعه نصب بـ { يبعثون} وهي في معنى الاستفهام. والمعنى: لا يدرون متى يبعثون. وعبر عنها كما عبر عن الآدميين؛ لأنهم زعموا أنها تعقل عنهم وتعلم وتشفع لهم عند الله تعالى، فجرى خطابهم على ذلك. وقد قيل: إن الله يبعث الأصنام يوم القيامة ولها أرواح فتتبرأ من عبادتهم، وهي في الدنيا جماد لا تعلم متى تبعث. قال ابن عباس؛ تبعث الأصنام وتركب فيها الأرواح ومعها شياطينها فيتبرءون من عبدتها، ثم يؤمر بالشياطين والمشركين إلى النار. وقيل: إن الأصنام تطرح في النار مع عبدتها يوم القيامة؛ دليله { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} [الأنبياء: 98]. وقيل: تم الكلام عند قوله { لا يخلقون شيئا وهم يخلقون} ثم ابتدأ فوصف المشركين بأنهم أموات، وهذا الموت موت كفر.