masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ذهب أهل الدثور بالأجور

Tuesday, 30-Jul-24 22:14:05 UTC
الفائدة الرابعة: قول النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم -: "وفي بُضع أحدكم صدقة"، فيه بيان سَعة فضل الله عز وجل على عباده، وحديث جعل إتيان المرء شهوته صدقة، واختلف هل يؤجر في إتيانه أهله من غير نية أو لا بد من نية على قولين: القول الأول: أنه يؤجر ولو من غير نية، وبه قال طائفة من أهل العلم، واختاره شيخنا ابن عثيمين؛ [انظر: شرح الأربعين النووية حديث ( 25) من (283)]. واستدلوا: بظاهر الحديث، وفيه أن الإتيان كان على سبيل الشهوة، فقال الصحابة: "يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر. والقول الثاني: أنها لا تكون صدقة إلا إذا احتسبها. لهذه الأسباب دار الإفتاء لم تخطئ عندما قالت من حسن الخاتمة موت الزوج أثناء الجِمَاع مع زوجته. واستدلوا: بهذا الحديث على أن المباحات تصير طاعات بالنيات، وهذا قول طائفة من أهل العلم، واختاره النووي؛ [انظر: شرح مسلم 7 / 93]. واستدلوا بأن حديث أبي ذر رضي الله عنه مقيَّد بالأحاديث الأخرى التي فيها ابتغاء وجه الله تعالى بالمباحات؛ كقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله، إلا أُجرت عليها، حتى ما تجعل في فيِّ امرأتك"؛ رواه البخاري، فقالوا كذلك في الجماع: لا بد للعبد أن يقصد بجماعه إعفاف نفسه وزوجته من الزنا ومقدماته؛ كالنظر المحرم والفكر فيه أو الهمِّ، أو قضاء حق الزوجة بالمعاشرة بالمعروف، أو طلب الولد الصالح الذي يعبد الله عز وجل، فيكون جماعه بهذه النية صدقة، وظاهر الحديث يدل على الأول والله أعلم.

لهذه الأسباب دار الإفتاء لم تخطئ عندما قالت من حسن الخاتمة موت الزوج أثناء الجِمَاع مع زوجته

شرح ألفاظ الحديثين: (( كُلُّ مَعْرُوفٍ)): المعروف هو ما عُرف في الشرع حسنه فيشمل أعمال البر عامة. (( صَدَقَةٌ)): الصدقة: هي العطية من مال وغيره مما يُبتغى به وجه الله تعالى ورجاء ما عنده من الثواب، وتطلق على الصدقة الواجبة كالزكاة وعلى الصدقة المستحبة وهي المرادة في حديثي الباب، فالصدقة معناها في الشريعة عام ومنها الصدقة بالمال. (( أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ)): ظاهر الحديث أنهم فقراء، ولذا شكوا للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأن أهل الأموال يتميزون عليهم بفضول أموال، أي أموال زائدة يتصدقون بها. (( ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ)): الدثور بضم الدال جمع دثر بفتحها، وهو المال الكثير [ انظر النهاية مادة (دثر)]. (( إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً... )): أي قول سبحان الله يعتبر صدقة، وكذا كل تكبيرة، وهي قول: ( الله أكبر)، وكذا كل تحميدة، وهي قول: ( الحمد لله)، وكذا كل تهليلة، وهي قول: (لا إله إلا الله)، كل واحدة صدقة، وهذا من فضل الله تعالى الواسع. (( أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللّهِ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ)): تصَّدَّقون: بتشديد الصاد والدال، هذه هي الرواية، ويجوز في اللغة أن تخفف الصاد.

عن ابي هريرة - رضي الله عنه قال- عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا و الآخرة ، و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. و من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا الى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله في من عنده ، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه). رواه مسلم بهذا اللفظ.