masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

&Quot;تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام&Quot;: ذاكرة أركيولوجية أخرى

Tuesday, 30-Jul-24 00:11:13 UTC

[١] سكان شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام قد لا يصحّ الحديث عن شبه الجزيرة العربية، إن كان قبل الإسلام أو بعده، دون ذكر سكانها، ولذلك فإن سكان شبه الجزيرة العربية قياسًا باسمها، هم العرب، وإليهم تنسب، والعرب أمةٌ ساميةٌ، نسبةً إلى ابن نوح -عليه السلام- سام، ولا يوجد ما يشير إلى موعد أو وقت نزول العرب في شبه الجزيرة، وتأتي لغتهم، وهي اللغة العربية فرعًا من فروع الأرومة السامية، ويشار إلى أن أغلب الروايات التاريخية تقول: بأن تسمية العرب عربًا، هي في الأصل نسبةٌ إلى "يعرب بن قحطان". [٢] كما ولا بد من الإشارة إلى الاختلاف الجوهري بين كلمتي، العرب والأعراب، تجنبًا للبس، فالعرب هم الأمة التي سبق ذكرها، وهم سكان المدن من الحضر، والأعراب هم البدو، سكان البادية، وقد يكونوا عربًا أو غيرهم. [٢] شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام شهدت شبه الجزيرة العربية نزول السكان منذ فجر التاريخ، وكانت حاضنة العرب ولا تزال، غير أنّه -وكما أسلف الذكر- لا يوجد ثابتٌ تاريخيٌ لميقات نزولهم بها، وفي هذا الحديث حول شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، خاصةً في الجاهلية قبل الإسلام مباشرةً، سيُسلط الضوء على أهم مظاهر الحياة الاجتماعية والدينية في تلك الفترة.

خريطة شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام سؤال وجواب

(نقائش نبطية في موقع الحجر، السعودية، تصوير: فائز نورالدين) لا يزال تاريخ شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام شبه منسيّ في المدونة التاريخية المعاصرة التي أسّسها الأوروبيون على اعتبار أن حوض البحر الأبيض المتوسط هو مركز حضارات العالم التي تبتدئ بأثينا ثم روما مروراً بالعصر الوسيط، وهو تحقيب يُقصي جغرافيا ممتدّة من خليج عُمان إلى البحر الأحمر، ولا يراها سوى كممر تجاري ربط الشرق بالغرب في فترات معينة.

خريطة شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام على خمس

وعليه ، يسهل التعرف على أعراض الجاهلية فهناك ظلم وفساد ، لأن أبرز سمات هذا المجتمع هي الكفر والانحراف وخرق الوصايا الإلهية وانتشار الظلم والرذائل كالربا وشرب الخمر والزنا و القمار وإراقة الدماء والانحطاط الأخلاقي وغيرها من أسوء الصفات وبالتالي فإن أي مجتمع تسود فيه هذه الانحرافات هو بلا شك " جاهلية ". وكانت هذه هي الحالة المحزنة التي عاشها البشر ، قبل أن يرسل الله لهم نبيًا واصفًا إياه بـ " رحمة الخلق " ، كان العرب الذين ولد بينهم محمد (صلى الله عليه وسلم) مجزئين إلى عدد من القبائل غير المتجانسة المنخرطة باستمرار في إراقة دماء مميتة، لقد استبدلوا توحيد إبراهيم بعبادة الأوثان والنجوم والملائكة والشياطين ، وحولوا الكعبة المبنية للخالق الوحيد ، إلى مجمع من الأصنام المنافسات والحروب تشتعل بينهم مثل رمال الصحراء المتأججة. لم يقتصر الجهل على العرب وحدهم ، لأنه على أطراف الجزيرة العربية حيث تفسح الصحراء الطريق للأراضي المضيافة ، واجهت الحدود المتغيرة باستمرار لـ " الغطرسة العالمية " ، والقوتان العظميان في ذلك العصر ؛ الإمبراطوريات الفارسية والبيزنطية كلاهما كانا يتنافسان على الهيمنة على العالم المعروف وعلى الرغم من أراضيها الشاسعة ، كان من الواضح أنهما كانتا في مخاض موتهما بسبب كثرة الحروب.

يشير الكتاب لتعدّد الأديان وتنظيم العلاقات بين أتباعها " الكتاب الذي تجاوز ستمئة وأربعين صفحة، يطرح ما قدّمته بعثات المكتشفات الأثرية الأوروبية والعربية المتأخرة، وأحدث الدراسات التي وضعها باحثون متخصّصون في هذا المجال، في محاولة لتفكيك العديد من المفاهيم المغلوطة السائدة التي تتصل بالتجارة وظهور الكتابة والعقائد والديانات والفنون والأوضاع الاجتماعية والثقافية والسياسية في هذه المنطقة. يلفت كفافي في مفتتح حديثه إلى الجهود في جمع وتبويب المعلومات الواردة في كتابه واتبّاعه منهجاً علمياً بحتاً بحيث يساهم في "تبيان الوحدة الحضارية للجزيرة العربية دون التفات للتقسيمات السياسية الحالية"، و"فهم الطبيعة المتنوعة للمكان من سواحل ومرتفعات جبلية وصحارى وواحات والتي كانت عاملاً في تواصل سكّانه وارتباطه مع بعضهم بعضاً"، لكن ذلك لم يمنع من أن تكون "بعض المناطق قد فاقت غيرها حضارياً"، وهو ما يُبقي كثيراً من التساؤلات بلا إجابات محدّدة عنها. أبرز هذه التساؤلات "لماذا سمّيت الجزيرة العربية بهذا الاسم؟"، إذ يشير المحاضر إلى أن "أول ذكر مسجل كتابياً لكلمة (عرب، وعربي) كان في السجلات الآشورية من زمن الملك شلمناصر الثالث في حوالي 853 قبل الميلاد، لكنها لم تكن تعني عندهم من حيث الجنس ما تعنيه في الوقت الحاضر، بل قصدوا بها بداوة ومشيخة حكمت في البادية المتاخمة لحدود دولتهم، وأنها كانت تعني (أعرابا) تمييزاً لها عن القبائل التي استقرّت في البادية".