masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وقالوا اتخذ الرحمن ولدا

Monday, 29-Jul-24 14:35:28 UTC
قوله: ( ذلك) أي: التكذيب. قوله: ( وشتمني)، من الشتم وهو توصيف الشخص بما هو أزرا وأنقص فيه، وإثبات الولد له كذلك لأن الولد إنما يكون عن والدة تحمله ثم تضعه، ويستلزم ذلك سبق النكاح، والناكح يستدعي باعثا له على ذلك، والله سبحانه وتعالى منزه عن جميع ذلك". وقال ابن حجر في "فتح الباري": "إنما سماه شتماً لما فيه من التنقيص لأن الولد إنما يكون عن والدة تحمله، ثم تضعه، ويستلزم ذلك سبق النكاح، والناكح يستدعي باعثاً له على ذلك والله ـ سبحانه ـ مُنزه عن جميع ذلك". وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا. وقال الهروي: "( كذبني) بسكون الباء، ويجوز فتحها، أي نسبني إلى الكذب ( ابن آدم) أي هذا الجنس، والتكذيب هو الإخبار عن كون خبر متكلم غير مطابق للواقع. ( ولم يكن له ذلك) أي ما صح وما استقام، وما كان ينبغي التكذيب له ( وشتمني): الشتم توصيف الشيء بما هو ازراء ونقص فيه، وإثبات الولد له كذلك.. (ولم يكن) لائقا.. (فأما تكذيبه إياي): تفصيل لما أجمله". وقال المناوي: "( قال الله تعالى شتمني ابن آدم) أي بعض بني آدم وهم من أنكر البعث.. ( وما ينبغي له أن يشتمني) أي لا يجوز له أن يصفني بما يقتضي النقص، ( وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني) أي ليس ذلك من حق مقام العبودية مع الربوبية.
  1. 85:45 — وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً/ تلآوة...

85:45 — وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً/ تلآوة...

رواه البيهقيُّ أيضاً بإسناد صحيح. وقال ابنُ القَيّمِ رحمهُ الله "وأما التهنئةُ بشعائرِ الكفرِ المختصةِ به فحرامٌ بالاتفاق، مثلَ أَنْ يهنِّئَهم بأعيادِهم وصومِهم، فيقولُ: عِيدٌ مباركٌ عليك، أو تَهنأُ بهذا العيدِ ونَحوِه، فهذا إن سَلِمَ قائلُه من الكفر، فهو من المحرّمات، وهو بمنزلةِ أن تهنّئهُ بسجودِهِ للصليب، بل ذلك أعظمُ إثماً عندَ اللهِ، وأَشدُّ مقتاً من التهنئةِ بشُربِ الخمرِ وقتلِ النفس، وارتكابِ الفَرْجِ الحرامِ ونحوِه. وكثيرٌ ممن لا قَدْرَ للدِّينِ عندهُ يقعُ في ذلك، ولا يدري قُبحَ ما فعل، فمن هنّأَ عبداً بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كُفرٍ فقد تعرّضَ لمقتِ اللهِ وسَخَطِه". وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم. انتهى كلامه رحمه الله. أقول هذا القولَ وأستغفرُ اللهَ لي ولكم من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبةً ولا ولدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةَ من لا يشركُ به أحداً، وأشهد أنّ محمداً عبد الله ورسوله، وصفيّهُ وخليلُه، صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلّمَ تسليماً دائماً أبداً.

وهذا شتم لله تعالى وتنقص منه، وإنزاله منزلة المخلوقين، ثم رد عليهم بقوله: ( وأنا الأحد) المنفرد المطلق ذاتاً وصفات، المنزه عن كل نقص والمتصف بكل كمال، ( الصمد) الذي لا يحتاج إلى أحد، ويحتاج إليه كل أحد غيره، الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد. ( لم يلِد) أي: لم أكن والدا لأحد، ( ولم يولد) أي: ولم أكن ولدا لأحد، لأنه أول بلا ابتداء كما أنه آخر بلا انتهاء، ( ولم يكن لي كفؤًا أحد) يعني: وليس لي مثلا ولا نظيرا، ونفي الكفء يعم الوالدية والولدية والزوجية وغيرها.. فالله عز وجل ليس كمثله شيء، فإنه سبحانه الكامل في صفاته الذي دلت النصوص والعقول على أنه لا نظير له سبحانه، قال الله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الشورى:11). 85:45 — وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً/ تلآوة.... قال ابن كثير: " { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} لأنه الفرد الصمد الذي لا نظير له". وقال السعدي: "{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} أي: ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء من مخلوقاته، لا في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، لأنَّ أسماءه كلها حسنى، وصفاته صفات كمال وعظمة، وأفعاله تعالى أوْجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارِك، فليس كمثله شيء، لانفراده وتوحده بالكمال من كل وجه.