وما أصدق الشاعر حين قال: قَسَا لِيَزْدَجِرُوا وَمَنْ يَكُ حَازِمًا *** فَلْيَقْسُ أَحْيَانًا عَلَى مَنْ يَرْحَمُ في ظلال رحمة عمر بن الخطاب: الرعية هم عِبَاد الله، وحق على كل من تولى أمرهم أن يحسن إليهم ويرعى أمورهم ويقضي حوائجهم، وقد قام الفاروق بذلك قيامًا حسنًا، واجتهد في الوصول إلى تلك البغية اجتهادًا شديدًا. يروي ابن عباس رضي الله عنهما يقول: كان عمر بن الخطاب كلما صلى صلاة جلس للناس، فمن كانت له حاجة نظر فيها، فصلى صلوات لا يجلس فيها، فأتيت الباب فقلت: يا يرفأ، فخرج علينا يرفأ، فقلت: أبأمير المؤمنين شكوى؟ قال: لا. فبينا أنا كذلك إذ جاء عثمان فدخل يرفأ، ثم خرج علينا فقال: قم يا ابن عفان، قم يا ابن عباس. فدخلنا على عمر وبين يديه صبر من مال، على كل صبرة منها كتف. فقال: إني نظرت فلم أجد بالمدينة أكثر عشيرة منكما, خذا هذا المال فاقتسماه بين الناس، فإن فضل فضل فردّا. فأما عثمان فحثا، وأما أنا فجثيت لركبتي فقلت: وإن كان نقصانًا رددت علينا؟ فقال: شنشنة من أخشن -قال سفيان يعني حجرًا من جبل- أما كان هذا عند الله إذ محمد وأصحابه يأكلون القد؟! قلت: بلى، ولو فتح عليه لصنع غير الذي تصنع. قصص عمر بن الخطاب عن العدل. قال: وما كان يصنع؟ قلت: إذًا لأكل وأطعمنا.
فأقبل عليه عبدالله بن مسعود وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما وهو يكلم السيدة ، فقالوا له السلام عليك يا أمير المؤمنين فوضعت السيدة يدها على رأسها وقالت أشتم أمير المؤمنين في وجهه فقال لها عمر لابأس عليك ، وطلب رقعة يكتب فيها فلم يجد فأحضر قطعة من ثوبه وكتب فيها بأنه اشترى مظلمتها بـ25 دينار وأنها تدعى عند وقوفه بين يدي الله عزوجل في المحشر وأنه بريء وشهد عليه كل من عبدالله بن مسعود وعلي بن أبي طالب. قصة عمر بن الخطاب والأطفال: يحكى أسلم مولى عمر بن الخطاب أنه خرج ذات ليلة مع عمر رضي الله عنه إلى حرة مكان ممتلئ بالصخور ويصعب المشي فيه وأقمنا به فإذا بنار فقال له عمر يا أسلم هنا ركب قد قصر بهم الليل فأنطلق إليهم فإذا بسيدة ومعها صبيان يبكون من الجوع وعلى النار قدر منصوبة فقال لها عمر السلام عليكم يا أصحاب الضوء فدنا منها وقال ما بك فقالت قصر بنا الليل والبرد فقال لها فما بال الصبية فقالت يبكون من الجوع وقال وأي شيء على النار فقالت ماء أعللهم به حتى يناموا فبكي عمر رضي الله عنه. وأسرع لبيت المال يهرول لدقيق فأخرج دقيق وجراب شحم وحمله على ظهره وانطلق للسيدة فوضع الدقيق على الشحم في القدر ثم انزله من على النار بعد ساعة وترك الطعام بين يدي الصبيان فأكلوا حتى شبعوا والسيدة تدعو ولا تعرفه فلم ينزل بهم حتى نام الصغار وأوصى بنفقة وانصرف عنهم ثم قال لأسلم إن الجوع الذي أسهرهم وأبكاهم.
قصة الفاروق عمر بن الخطاب | قصص الإسلام | Islam stories - YouTube