عانيت هناك كثيراً وعرفت معنى الغربة, بعدها شعرت معنى كلمه أن يكون لك وطن تفتخر به ويفخر بك, الوطن هو ملاذك الآمن مهما حدث معك, ومهما جار عليك بالفقر والقسوة, فكأنما يلقنك درساً, ومن ثم يغدقك بالخير ويمن عليك بالحب والجود, هذا فعلاً ما أحسست به, قيمة الوطن الذي لطالما حاولت الهروب منه بأي طريقه. نموذج معروض طلب وظيفة عسكرية قررت بعدها العودة للوطن, أن أعود لوالدي وسخطه, أن أعود لخبز أمي وحبها المختبئ خلف نظرات الخوف, إلى منزلنا الصغير, إلى إخوتي, إلى وطني, وطني الذي نذرت أن أقدم له الروح مقابل أن يحيا بسلام ومن أجل أن أقدم بين يديكم طلبي, معروض تقديم على وظيفة عسكرية, وارجوا منكم الموافقة على طلبي هذا. نموذج معروض طلب وظيفة عسكرية Archives | معروض.كوم. عدت وأنا متشبع بالدروس, أطلب من هذا الوطن أن يغفر لي ما كنت مقدماً علية, وأن يفتح لي صدره الرحب لأكون أحد الذين يخدمون على أرضة, وممن يعمل جاهداً لاستقراره, وحمايته ولهذا قدمت لسيادتكم, كتابة معروض طلب وظيفة عسكرية. لذلك قمت بسرد هذا الخطاب الطويل, بحبر قلبي طالباً وراجياً من سيادتكم أن التحق بوظيفة عسكريه من خلال إرسالي لكم, خطاب طلب وظيفة عسكرية, وكلي رغبة من أبذل ما تبقى من عمر لأجل هذا الوطن, لذلك تقدمت لسيادتكم أن تقبلوا طلبي, معروض وظيفة عسكرية, وأن تمنحوني وظيفه للالتحاق بالعسكرية وخدمة هذا الوطن, أدامكم الله.
معروض توظيف عسكري ترعرعت في بيئة أستطيع أن أسميها بالبيئة شديدة التعقيد, ولامجال فيها للنقاش أو أخذ قسط من الراحة. فقد كبر في داخلي كرهه شديد تجاه كل شيء, فقد كان والدي دائماً ما يردد في مسامعي, أسعى بجد لكي تعيش, لكي تولد شيئاً تسعد به نفسك, وتخدم هذا البلد, كنت حينها أتذمر من كل ذلك, فلم يعد شيئاً يسعدني. كانت أولى الأفكار التي تطرأ على بالي دائماً, كيف أرحل بعيداً عن كل شيء, عن أهلي وعن أصدقائي وحتى عن وطني, كان هذا ما يشغل تفكيري وقتها, فلم أعد أملك صبر لتحمل المزيد من المعاناة. إلى أن أتيحت لي الفرصة أن أذهب للعمل في إحدى البلدان المجاورة مع أحد الأصدقاء, وقد استحسنت هذه الفكرة كثيراً, وشعرت أخيراً أنه سيتحقق ماكنت أسعى إلية. وبالفعل ذهبت رغماً عن الجميع رغماً عن والدي الذي كان يريدني أن التحق بالجيش, ودون أن أفكر بشيء وبالعواقب, وأمي التي كانت تجر دموع الحزن خوفاً من مستقبل مجهول وإياماً خالية من دوني. وبالفعل ودعتهم وتركت كل شيء خلفي دون أن التفت لشيء ضناً مني أني سأذهب لجنه. ولكنني لم أتوقع أبداً أن أعيش بذلك الشكل الشنيع, فقد تحولت الجنة إلى جحيم, والأمان إلى خوف, وكل شيء أنقلب ضدي دون أحسب لذلك أن يحدث معي, خدعني صديقي, وأخبرني أنه سيكون كل شيء على مرام, ولكنني لم أرى شيئاً مما تحدث عنه, فقد أخذني إلى دوله فقيره يحيط بها الخوف والقلق والنزاعات اللامتناهية, عانيت هناك ويلات الفقر, وعشت ليالي مخيفة, شديده البرد, وجوع ومرض.