– إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة. – تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين. البيان في تفسير القرآن - تفسير قوله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين... الآية). – تصفية العمل من كل شائبة. المخلص هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله. قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) (البينة:5) وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((قل الله أعبد مخلصاً له ديني)). (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)). قال تعالى(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الملك:2) أحسن عملاً أي أخلصه وأصوبه.
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد الله الذي أوجب لعباده توحيده وشكر له الذي وعد من وحده الجنة ويزيده من فضله وأشهد أن لا إله إلا الله مالك الخلق وكلهم عبيده وأشهد أن محمد عبده ورسوله أعظم الموحدين وقامع المشركين وعلى آله وصحبه أجمعين فأعمال القلوب اهتم بها العلماء فصنفوا فيها المؤلفات ، وابتدءوا أعمالهم بالتذكير والحث عليها. ولذلك فإن أعمال القلوب تحتاج إلى مجاهدة وعناية، وبما أن النجاة مدارها على أعمال القلوب بالإضافة إلى أعمال الجوارح التي لابد أن تأتي إذا صحّت أعمال القلوب ، فلا يمكن أن تصح أعمال القلوب ولا يكون هناك أعمال الجوارح فإذ صحت أعمال القلوب جاءت أعمال الجوارح صحيحة تبع لذلك. الإخلاص هو أولها وأهمها وأعلاها وأساسها، هو حقيقة الدين ومفتاح دعوة الرسل عليهم السلام(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5) (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) (الزمر:3) – الإخلاص هو لب العبادة وروحها، قال ابن حزم: النية سر العبودية وهي من الأعمال بمنزلة الروح من الجسد، ومحال أن يكون في العبودية عمل لا روح فيه، فهو جسد خراب.
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: « إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم »؛ رواه مسلم (رقم: 2564/ 33، وأخرجه أيضًا برقم: 2564/ 34، بلفظ: « إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ». وروى البخاري ومسلم - بل هو في "مسند أحمد"؛ رقم: 10846 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه: « لو أن أحدكم يعمل في صخرة صمَّاء؛ ليس لها باب ولا كوَّة[7] - لخرج عمله كائنًا ما كان ». وأخرج الشيخان (البخاري، رقم: 123؛ مسلم، رقم: 1904/ 150)؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه: سُئل رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عن الرجل يقاتل شجاعةً، ويقاتل حميَّةً[8]، ويقاتل رياءً؛ أي ذلك يكون في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « مَنْ قاتل لتكون كلمة الله هي العليا؛ فهو في سبيل الله ». عن ابن عمر رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « إذا أنزل الله بقومٍ عذابًا؛ أصاب العذاب مَنْ كان فيهم، ثم بُعثوا على نيَّاتهم »[9]؛ رواه البخاري (رقم: 7108] ومسلم (رقم: 2878). عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: « إنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أُجِرْتَ عليها، حتى ما تجعل في فم امرأتك » رواه البخاري (رقم: 56).