masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور

Thursday, 11-Jul-24 00:30:29 UTC

قد تنوعت الفتن في هذا العصر، واشتدت فتن الشهوات والشبهات، منها فتن العقائد بانتشار الفرق والمذاهب الباطلة وكثرة الخلاف والفرقة بين المسلمين، ومنها فتن المال والدنيا التي زحفت بجميع زينتها وسحرها، ولا شك أن من أعظم الفتن وأشدها شرّاً وخطراً على الإسلام وعلى المسلمين فتنة الهرج والقتل التي استحرت بين المسلمين، فقد سفكت الدماء، وأزهقت الأرواح، واستباحت الحرمات. المؤمن عند الفتن: الحمد للّه يهدي من يشاء فيوفقه بفضله، ويضل من يشاء فيخذله بعدله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه. أما بعد فقد روى ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور » 1. قال الإمام السندي في حاشيته: "والكور لف العمامة وجمعها والحور نقضها، والمعنى الاستعاذة بالله من فساد أمورنا بعد صلاحها كفساد العمامة بعد استقامتها على الرأس" (حاشية السندي على النسائي). الحَوَر بعد الكَوَر. وفسّر الإمام الترمذي الحور بعد الكور بالرجوع من الإيمان إلى الكفر أومن الطاعة إلى المعصية. وقال المباركفوري: "أي النقصان بعد الزيادة و فساد الأمور بعد صلاحها" (تحفة الأحوذي، شرح جامع الترمذي، لمحمد بن عبد الرحمن المباركفوري).

  1. الكور بعد الحور

الكور بعد الحور

[الحور بعد الكور] الإقبال على السنن والالتزام بالدين في ازدياد وتوسع كل يوم، وفي الجانب الآخر نجد الفتور في الالتزام، والانتكاس الذي يصيب بعض الشباب، وهي ظاهرة خطيرة تحتاج منا مبادرة إلى دراسة أسبابها والعمل على علاجها.

وقال المازري: "معناها أعوذ بك من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا فيها"، يقال: "كار عمامته إذا لفها، وحارها إذا نقضها". اعوذ بالله من الحور بعد الكور. ولاشك أنها جميعاً تصب في معنى واحد، وهو تبدل حال المؤمن من الحسن إلى السيئ، وضعف إيمانه، ونقصان عمله الصالح الذي اعتاد عليه. وقد أمر الله عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله ونهاهم عن إبطال أعمالهم بمعصيته ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهََّ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد:33]. وكان صلى الله عليه وسلم يقول: « اللهم يا مقلِّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك » (رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه الألباني).