2- ويؤخذ منه: أن الدواء قد لا يكون مادياً فحسب، بل يكون معنوياً أيضاً. وكثيراً ما يكون الدواء المعنوي أقوى تأثيراً من الدواء المادي، وذلك معروف عند أهل الطب؛ فإن أكثر الأمراض العصبية والنفسية والبدنية بوجه عام إنما تحدث بسب نقصان المناعة الروحية، وعدم الأخذ بالأدوية المعنوية، التي تتمثل في الذكر والدعاء والاتجاه إلى الله – عز وجل -. وهذه الأدوية المعنوية أو الروحية إنما يصفها للناس أرباب العلم بالكتاب والسنة، وأهل المعرفة بطبائع البشر وأمزجتهم وأحوالهم. المقصود بكلمات الله التامات - فقه. ويتلقى هذه الأدوية أصحاب القلوب الواعيىة والعقول النيرة والعقائد السليمة، فهم الذين ينتفعون بها دون غيرهم { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (سورة الذاريات: 55). من أجل ذلك صعب على الكثير من المرضى أن ينتفعوا بهذه الأدوية الروحية، ولو جاءتهم من غير طلب ولا تكلف. وذلك لأنهم لا يؤمنون بها، إلا إيماناً ظاهراً، لم يتعمق في قلوبهم، ولا يوقنون بأن الدعاء يرفع البلاء ويحقق الشفاء من كل داء. وقد يدعو الداعي بهذا الدعاء الوارد وبغيره من الأدعية الواردة دون أن يجد إجابة، فيسيء الظن بالله، ويقول: دعوت فلم يستجب لي، فيترك الدعاء ويشك في وعد الله تعالى الوارد في قوله – جلا وعلا -: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (سورة البقرة: 186) وقوله تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (سورة غافر: 60).
فَطَفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ، وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَل". أخرجه أحمد والطبراني. - ومعنى هذا الدعاء تفصيلياً فهو كما يلي: - فقول النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ: أي ألوذ وألتجئ وأحتمي بالله سبحانه وتعالى -وقوله بكلمات الله التامات: وكلمات الله تعالى التامات تعني: 1- هي أسماء الله تعالى الحسنى والتي لا يعلم عددها إلا الله تعالى- فكما ثبت هي أكثر من تسعة وتسعين اسماً التي وردت في السنة النبوية. 2- كما تعني كلمات الله تعالى صفاته العليا والتي نؤمن بها هي وأسمائه كما أنزلت في القرآن الكريم، وكما وردت في السنة النبوية من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل. 3- كما تعني كلمات الله تعالى التامات: الكتُبِ المُنزَّلةِ مِن عندِه سبحانه وتعالى وهي التوراة والزبور والإنجيل والصحف والقرآن الكريم. نصيحة لمن ابتلي بإيذاء الشياطين له في المنام. 4- وكما تعني التامات: أي الكاملات المنزه عن النقص والمقدسة عن كل عيب. 5- وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ( التي لا يجاوزهن برٌّ ولا فاجر) - فعنى قوله: (لا يجاوزهن) أي لا يستطيع أحد أن يتعداهن أو يحصيهن أو يعلمهن تمام العلم، سواء كان مؤمن تقي صالح، أو فاجر كافر أو عاصٍ أو منافق.