ولا تكِلْني إلى نفسي طرفة عين أبداً الحمد لله وكفى، وسلام على عبده المصطفى، ونبيه المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم، أما بعد: فإن من المعلوم المقطوع به أن المؤمن الفطِن ليس له أن يستغني عن الله - عز وجل - البتة؛ فهو دومًا يعتصم بالله، ويتعلق به، ويتوكل عليه، ويلجأ إليه، وهذا والله من أعظم علامات التوفيق لهذا المؤمن؛ لأن من فعل ذلك وداوم عليه توكل الله - عز وجل - بحفظه وكلاءته وهدايته وإرشاده وتوفيقه وتسديده، أينما حل أو ارتحل، والعكس صحيح؛ فإن المخذول من خذله الله ووكله إلى نفسه، أو إلى غيره. ولذلك قال الله - عز وجل - عن يوسف - عليه السلام -: ﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ ﴾ [يوسف: 33]، والمعنى كما قال العلامة النحرير ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره (2/ 581) عند هذه الآية من سورة يوسف: "أي: إن وكلتني إلى نفسي، فليس لي منها قدرة، ولا أملِك لها ضرًّا ولا نفعًا إلا بحولك وقوتك، أنت المستعان وعليك التكلان، فلا تكلني إلى نفسي". وقال الله - عز وجل - لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 74]، ويروى عن قتادة [1]: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين نزلت هذه الآية قال: ((لا تكلني إلى نفسي)).
تاريخ النشر: الثلاثاء 10 جمادى الآخر 1425 هـ - 27-7-2004 م التقييم: رقم الفتوى: 51438 27574 0 315 السؤال ما معنى (لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) والتي وردت في أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وشكراً جزيلاً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد قال صاحب عون المعبود في شرح سنن أبي داود عند شرح هذا الحديث: لا تكلني أي: لا تتركني. وطرفة عين أي: لحظة ولمحة عين. وذكر صاحب اللسان أن معنى وكلت أمري إلى فلان أي: ألجأته إليه، ووكله إلى رأيه تركه، ووكيل الرجل الذي يقوم بأمره سمي وكيلاً لأن موكله قد وكل إليه القيام بأمره. وحمل على هذا حديث: لا تكلني إلى نفسي طرفة عين. وذكر الرازي في مختار الصحاح أن الطرفة المرة من طرف بصره إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر. والله أعلم.
نسأل الله -عز وجل- أن يصلح لنا شأننا كله ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدا. اللهم آمين. رنون من الاعضاء المؤسسين #2 بارك الله فيكي على طرح القيم خالدالطيب شخصية هامة #3 بسمه