masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وما تدري نفس ماذا

Wednesday, 31-Jul-24 07:16:40 UTC

إن المدى قريب والمكان قريب، فلا يعلم متى يَنزل المطر إلا الله عز وجلَّ. سبب نزول الآية " إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث " | المرسال. ﴿ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ﴾ لا يعلم ما في الأرحام إلا الله، والأجنَّة التي في الأرحام لها أحوال، منها ما يعلم إذا وجد، ولو كان الإنسان في بطن أمه، ومنها ما لا يعلم أبدًا، فكونه ذكرًا أو أنثى يُعلَم وهو في بطن أمِّه، ولكنه لا يعلم إلا إذا خلَق الله تعالى فيه علامات الذكورة أو علامات الأنوثة. وأما متى يولَد؟ وهل يولد حيًّا أو ميتًا؟ وهل يبقى في الدنيا طويلًا أو لا يبقى إلا مدة قصيرة؟ وهل يكون عمله صالحًا، أو عمله سيئًا؟ وهل يُختم له بالسعادة أو بالشقاوة؟ وهل يُبسَط له في الرزق أو يقدر عليه رزقه؟ فكل هذا لا يعلمه إلا الله. ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ﴾ يعني ماذا تكسب في المستقبل، فلا تدري نفس ماذا تكسب، هل تكسب خيرًا أو تكسب شرًّا؟ أو تموت قبل غد، أو يأتي غد وفيه ما يمنع العمل؟ وما أشبه ذلك، فالإنسان يقدر يقول: غدًا سأفعل كذا، سأفعل كذا، لكنه قد لا يفعل، فهو لا يعلم ماذا يكسب غدًا علمًا يقينيًّا، ولكنه يقدر وقد تخلف الأمور. ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ﴾ ولا يدري الإنسان بأي أرض يموت، هل يموت بأرضه، أو بأرض بعيدة عنها، أو قريبة منها؟ أو يموت في البحر، أو يموت في الجو؟ لا يدري، ولا يعلم ذلك إلا الله.

وما تدري نفس ماذا تكسب غدا و بأي أرض تموت

‏ لكن هل للساعة علامات‏؟‏ فالجواب‏:‏ نعم قال ـ تعالى ـ‏:‏ ‏ {‏فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ‏} ‏ ‏. ‏ ثانيًا‏:‏ نزول الغيث ‏{‏وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ‏}‏ وهنا لم يقل‏:‏ يعلم نزول الغيث، بل قال‏:‏ ‏{‏وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ‏} ‏، وإذا كان تنزيل الغيث ليس لأحد سوى الله، فعلم نزوله ليس لأحد سوى الله ـ عز وجل ـ‏. ‏ ولكن قد يقول قائل‏:‏ ما الحكمة في أن الله ـ عز وجل ـ قال في الساعة‏:‏ ‏ {‏إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ‏} ‏، وفي الغيث قال‏:‏ ‏{‏وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ‏} ‏، دون أن يقول‏:‏ ويعلم نزول الغيث‏؟‏ مع أن عدم العلم بنزول الغيث مستفاد من كون الذي ينزل الغيث هو الله وحده، فإذا كان الذي ينزل الغيث هو الله وحده لزم من ذلك أنه لا يعلم أحد نزول الغيث إلا من ينزله‏؟‏‏. ‏ لكن الحكمة والله أعلم أن الذي ينفع الناس ويستفيد الناس منه ويلمسونه بأيديهم هو الغيث وهو الذي يكون مفتاحًا لحياة الأرض‏. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا و بأي أرض تموت. ‏ إذًا لا يعلم متى ينزل المطر إلا الله، لأن الذي ينزل المطر والغيث هو الله‏. ‏ لكن يرد علينا أننا نسمع في الإذاعات، يقولون‏:‏ سينزل غدًا مطر في جهات معينة، فهل هذا ينافي أن علم نزول الغيث خاص بالله‏؟‏‏.

وما تدري نفس ماذا تكسب

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط

وما تدري نفس ماذا تك

* حَدَّثَنِي أَبُو شُرَحْبِيل, قَالَ: ثنا أَبُو الْيَمَان, قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيل, عَنْ جَعْفَر, عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة, عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَلَمَة, عَنِ ابْن مَسْعُود, قَالَ: كُلّ شَيْء قَدْ أُوتِيَ نَبِيّكُمْ غَيْر مَفَاتِح الْغَيْب الْخَمْس, ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَة { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْم السَّاعَة} إِلَى آخِرهَا. وَقِيلَ: { بِأَيِّ أَرْض تَمُوت} وَفِيهِ لُغَة أُخْرَى: " بِأَيَّةِ أَرْض " فَمَنْ قَالَ: { بِأَيِّ أَرْض} اجْتَزَأَ بِتَأْنِيثِ الْأَرْض مِنْ أَنْ يُظْهِر فِي أَيّ تَأْنِيث آخَر, وَمَنْ قَالَ " بِأَيَّةِ أَرْض " فَأَنَّثَ, أَيْ قَالَ: قَدْ تَجْتَزِئ بِأَيٍّ مِمَّا أُضِيف إِلَيْهِ, فَلَا بُدَّ مِنْ التَّأْنِيث, كَقَوْلِ الْقَائِل: مَرَرْت بِامْرَأَةٍ, فَيُقَال لَهُ: بِأَيَّةِ, وَمَرَرْت بِرَجُلٍ, فَيُقَال لَهُ بِأَيِّ; وَيُقَال: أَيّ امْرَأَة جَاءَتْك وَجَاءَك, وَأَيَّة امْرَأَة جَاءَتْك. آخِر تَفْسِير سُورَة لُقْمَان. وما تدري نفس ماذا تك. '

– وأن علم نزول الغيث مما اختص الله به. وما يخبر عنه خبراء الطقس والأرصاد إنما هو من باب توقع الحدوث لا الجزم بالحدوث، وعلى من يخبر بنزول المطر بناء على تلك التوقعات أن يقرن قوله بالمشيئة كأن يقول: يتوقع نزول المطر غداً إن شاء الله. – وأن الله انفرد بعلم ما في الأرحام من ذكر أو أنثى وذلك في جميع أطوار الجنين من كونه نطفة وعلقة ومضغة إلى تكونه جسداً كاملاً، ومعرف أحوال الجنين سعادة وشقاوة، ومعرفة كونه قبيحاً أم حسناً، ولا تعارض الآية والحديث بما توصل إليه العلم الحديث من القدرة على معرفة نوع الجنين، ومما يرشد إليه هذا الحديث الشريف: – لا أحد يعلم ما تكتسبه نفسه أو ما يكتسبه غيره في المستقبل من علم وعمل ومال. – ولا أحد يعلم زمن ولا مكان موته ولا موت غيره فهذا مما استأثر الله بعلمه وحجب العلم به عن جميع خلقه. إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. – وإثبات صفتي العلم والخبرة لله تعالى، واقتران علمه بخبرته هنا يدل على انصراف العلم إلى العلم بظواهر الأمور والخبرة إلى العلم ببواطنها. الدعاء