الحمد لله. أولا: لا بد أن تعرف أولاً: أن ما نص عليه الكتاب والسنة الصحيحة نصاً لا يحتمل إلا معنى واحداً ، فإن منكره كافر لا محالة. فمن ذلك: أن الله خالق كل شيء ، الكون بما فيه ، ومن فيه ؛ فمن زعم أن شيئا في الكون ، لم يخلقه الله: فهو كافر كفرا أكبر ، خارج من ملة الإسلام. وأما ما لم يذكره الكتاب والسنة الصحيحة بخصوصه ، أو لم ينصا عليه ، فهو دون الأول. هل الشمس تدور أم تجري؟. ويخبو وهج الإنكار على المختلفين فيه ووصمهم بالبدعة أو الكفر ، كلما تضاءلت درجة دلالة النصوص على المسألة ، وظهورها فيما هو محل الإشكال ؛ حسبما هو مقرر في علم أصول الفقه. ثانيا: ومن الأمور التي لم ينص عليها صراحة ، بخصوصها: حركة الأرض ؛ فإن الكتاب والسنة الصحيحة ، لم يعمدا إلى بيان حال ذلك ؛ إثباتاً أو نفياً. نعم توجد بعض النصوص التي تشير إليها ، كعادة القرآن والسنة في الإشارة إلى بعض الظواهر العلمية التي لم يتوصل إليها أهل ذلك العصر ، فيشير إليها القرآن بإشارة تثبتها ، ولكن دون صراحة تُنَفِّرُ الناس حينها وتشككهم في القرآن لقصور معارفهم العلمية الطبيعية. وتكون هذه الإشارة دليلاً لأهل العصور التالية ، حين يتقدم العلم وينكشف المزيد من الحقائق ، فيتطابق حينها العلم مع إشارات القرآن ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) سورة فصلت /53.
وإنما هي – أصالة - مسألة من مسائل العلوم الطبيعية والتجريبية ، تبحث في علمها وفي بابها ، بحسب الأدوات الموصلة إلى اليقين ، أو الظن فيها. وقد جعل الله لكل شيء قدرا. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وفي قوله تعالى: (إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ) (وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُم): دليل على أن الشمس هي التي تتحرك ، وهي التي بتحركها يكون الطلوع والغروب. خلافاً لما يقوله الناس اليوم ، من أن الذي يدور هو الأرض، وأما الشمس فهي ثابتة. كيف تدور الأرض حول الشمس - موضوع. فنحن لدينا شيء من كلام الله، الواجب علينا أن نجريه على ظاهره ، وألا نتزحزح عن هذا الظاهر إلاَّ بدليل بَيِّن. فإذا ثبت لدينا بالدليل القاطع: أن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض ، فحينئذ يجب أن نؤول الآيات ، إلى المعنى المطابق للواقع. فنقول: إذا طلعت في رأي العين ، وإذا غربت في رأي العين، تزاور في رأي العين، تقرض في رأي العين. أما قبل أن يتبين لنا بالدليل القاطع ، أن الشمس ثابتة ، والأرض هي التي تدور ، وبدورانها يختلف الليل والنهار ؛ فإننا لا نقبل هذا أبداً، علينا أن نقول: إنَّ الشمس هي التي بدورانها يكون الليل والنهار، لأن الله أضاف الأفعال إليها ، والنبي صلى الله عليه وسلم حينما غربت الشمس قال لأبي ذر: "أتدري أين تذهب؟ " ؛ فأسند الذَّهاب إليها.
في هذه الآية كلمة عجيبة وهي ( كِفَاتًا) فما معنى هذه الكلمة؟ دعونا نذهب لمعجم المعاني على الإنترنت وندقق في معاني واستخدامات هذه الكلمة في اللغة العربية. وسوف نجد لهذه الكلمة ثلاثة معاني رئيسية: 1- معنى السرعة هذه الكلمة تعبر أساساً عن السرعة، فالكُفْتُ من الخيل: الشديدُ الوثْب. ويقال رجلٌ كَفْتٌ: خفيف سريع. وبالفعل فإن الأرض تسير بسرعة هائلة عبر المجرة مع المجموعة الشمسية وهذه السرعة تصل لأكثر من سبع مئة ألف كيلومتر في الساعة. ففي كلمة ( كِفَاتًا) إذاً إشارة إلى أن حركة الأرض حركة سريعة جداً. 2- معنى التقلب والسرعة مع الحركة صعوداً وهبوطاً كَفَتَ الشيءُ: تقلَّب ظهرًا لبطن وبطنًا لظهر. كَفَتَ الطائرُ وغيرُه: أَسرع في الطير وتقبَّض فيه. هل تعتقد أن الأرض تدور حول الشمس في مسار إهليجي أم دائري ؟! – مركز فجر للأبحاث والمقالات العلمية. يقال فرسٌ كفتٌ: أي سريع، شديد الوثب. وهذا المعنى يعبر تماماً عن تقلب الأرض وصعودها وهبوطها مع المجموعة الشمسية بحركة اهتزازية وذلك حول مركز المجرة مثل الفرس الذي يثب سريعاً فيصعد ويهبط.. أي في كلمة ( كِفَاتًا) إشارة إلى الحركة التقلبية للأرض مثل طيران الطير، فالطير لا يسير بخط مستقيم بل نجده يصعد ويهبط تماماً مثل حركة الأرض صعوداً وهبوطاً. هكذا يرسم الطائر مساراً يشبه المسار الذي ترسمه الأرض أثناء حركتها عبر المجرة.
مواضيع ذات صلة: مغالطة الفيديو الشهير: "حركة نظامنا الشمسي حركة دهليزية" مغالطة الفيديو الشهير: " حركة نظامنا الشمسي حركة دهليزية " كيف يمكننا حساب عمر الشمس؟ كيف تكونت الشمس؟ هل من الممكن أن نختبر شروق الشمس من الغرب؟ إعداد: روان خاشوق المصدر
فمن ينظر بقليل من الإمعان في هذا الفيديو يجد فيه عدة أخطاء، أذكر منها فقط الأبرز: أن الشمس والكواكب لا تدور عموديا على مستوى المجرة، بل بزاوية 60 درجة (وليس 90 درجة)، ولهذا الأمر أهمية لأن الكواكب تكون أحيانا "متقدمة" وأحيانا "متأخرة" بالنسبة للشمس في مسارها، مما يلغي ما قاله الفيديو: "انظروا الى الشمس كيف تجري والكواكب تلحق بها"… أن الشمس لا ترتفع وتنخفض "كالطير" بتلك الصورة المتسرعة والمتكررة، إنما ترتفع وتنخفض قليلا بالنسبة لمستوى المجرة مرة كل 60 مليون سنة تقريبا (أي ببطء شديد)! هل تدور الشمس حول الارض. تجاهل الفيديو أمرا هاما جدا هو أن كل النجوم تتحرك حول مركز المجرة، وبالتالي فالنجوم التي في منطقتنا من المجرة، وحتى التي تقع على بعد مئات السنوات الضوئية منا، كلها تدور حول مركز المجرة وبنفس سرعة دوران الشمس تقريبا. ولذا فلا يختلف الموضع بالنسبة لنا لو كانت الشمس ثابتة أو متحركة: الأرض والكواكب تدور حول الشمس بنفس الشكل. هذا يفسّر لماذا في معظم الصور والتمثيلات التعليمية تقدّم الشمس وكأنها ثابتة، لا لأن الفلكيين كانوا يقولون بثبات الشمس إلى أن ظهرت "نظرية" هذا الفيديو (الذي هو غير دقيق أصلا)، بل لأن تمثيل حركة الكواكب والمجموعة الشمسية كلها يبقى صحيحا لو ثبّتنا الشمس في المركز.
إجابة محطة لتبادل الأفكار والخبرات والتجارب © 2011/2021 إجابة. الخصوصية سياسة الاستخدام النقاط والشارات عن إجابة تم تطوير هذا الموقع بناءً على طلبات مستخدميه. ejaaba v2. 10. 0