masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

اجمل بيت شعر قيل في الغزل قوي في الماضي - جريدة الساعة

Monday, 29-Jul-24 14:08:25 UTC

لم يقل "وجه الأطفال". لعلّها الفطرة، ولعلّه حب النساء، ولعلّه الوعي بدورهن في الحياة. وكل ذلك مشروع. ربما يكون أهمّ ما كتبه عن الوطن هو تلك القصيدة بعنوان "ما هو الوطن" (ص 163)، التي يردّ فيها على طرد المواطنين المسيحيين من وطنهم في الموصل في العراق. يقول: "لم أعد أفقه ما معنى وطن / … لكن الأرض دون ناس / بالكاد تكفي أن تكون كفن / الدين من أرسى النظام / بث المحبة والوئام / … / زرع التفاهم والسلام / … / نبذ التعصّب / الدين ليس هو الوطن / … / الإنسان في رأيي هو الوطن". يتأرجح الوطن في قصائد الديوان بين تشاؤم حزين، وبين تفاؤل حذر، ولكنّ الأمل لا تخبو مشاعله ولا تنطفئ، فهو يُطلّ بوجهه الجميل من عبارات تلك القصائد. المرأة كما ذكرت، قال الشاعر في بداية ديوانه، أنّه بكتابة الشعر يسمو إلى العلا كأنّه طفل صغير. وها هو في عقده السادس يحتفي في شعره بالمرأة كمراهق بدأ يتلمّس بداية طريقه مع النساء. إلى تلك الطفولة، تأخذنا قصيدة "الحبّ الأول". بأحاسيس مراهق يتذكّر الشاعر في القصيدة حبّه الأول، ولقائه الأول مع المرأة. وفيها يظهر حنينه إلى الماضي الذي سبق لي أن تحدّثت عنه. اجمل بيت شعر قيل في الغزل قوي في الماضي - جريدة الساعة. ويظهر أيضا كيف تُفرّق الأيام ما جمعه الحب؟ يقول: "عندما كنت صغيرا / وكان سنّها أكبر / نجمع القمح نحزمه / أعطيتها نصف ليمونة / وأعطتني قطعة سكر / وأقسمنا اليمين / بأنّا سنصون العهد / … / وجاء مساء / … / وأنا من يومها أتحسّر".

اجمل بيت شعر قيل في الغزل قوي في الماضي - جريدة الساعة

يستلهم فيها الجغرافيا والتاريخ والأسطورة. الجغرافيا تترامى بين مدينته الجليلية، طمرة، وبين أبعد نقطة على خارطة العالم العربي الذي يتمنّى أن يملك جواز سفر يُمكّنه من زيارة كل بقعة فيه. والتاريخ يترامى بين الحاضر بقسوته والماضي الجميل بإنسانه وأمجاده. والأسطورة يستلهم منها حكمة سوفوكليس إذ يقول: "أول النفق ظلمة / لا تلج الظلمة / سوفوكليس كَرِه الولوج / إلى لا شيء / وانتظر بزوغ شمس النهار / ليأتي بالحكمة / انتظرِ الصفاء " (ص 157). كما تشتمّ من هذه الكلمات رائحة الصوفية. ويتدفّق في معظم قصائد الديوان، حنين الشاعر إلى الماضي الجميل، حيث هذا الحنين إلى الماضي (نوستالجيا – Nostalgia)، هو تعبير عن قسوة الحاضر واغتراب الشاعر فيه ورغبته بالهرب والخلاص منه. سأكتفي في هذه العجالة بنماذج صغيرة من المواضيع العديدة التي يطرقها الشاعر: الحنين إلى الماضي: الحنين إلى الماضي في معظم قصائد اليوان، يعكس ثقل الراهن وألم الحاضر، وانقطاعه عن الماضي وما فيه من قيم وجمال وبهاء. في قصيدة "بلاد العرب"، نلمس بشكل واضح حنين الشاعر إلى الماضي الجميل واغترابه في الحاضر المشوّه، وغضبه وثورته عليه، حيث فقدنا فيه انتماءنا وقيمنا الجميلة.

فما قول الشاعر العربي الكبير «أبي تمام» في كلماته الخالدة سوى نبذة عن شعر زمان حتى وإن كان هذا الماضي بعيدا أو قريبا أي بالأمس القريب، وتظل معه أبياته محفوظة في وجداننا: نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلاّ للحبيب الأول كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل وحتى هذا البيت الخالد «ما الحب إلا للحبيب الأول» لم يعد مرتبطا بزمن، لأن حدود الحب نفسها تشعبت، وأصبح القلب يعشق كل جميل، يعشق الليل والقمر والفجر والصباح والمساء. الحديث عن الزمن والزمان يطول، والفكرة ليست تحسرا على ماض قريب أو بعيد، فنحن كنا شخوصه الرئيسية أو على الأقل ضمن هؤلاء الذين غابوا عنا بحبهم وحنينهم وطيبتهم وحكاويهم، ولكننا ورثنا كل هذا لتعلمنا الأيام كيف نكون جسرا لهذه المشاعر الفياضة لما بعدنا، لأولادنا وأحفادنا، لتسير رحلة الحياة بلا زيادة أو نقصان، فكما غير أسلافنا التاريخ ومعالم وملامح المكان، سرنا نحن أيضا في طريق الحداثة، رغم أننا نتحسر أحيانا على زمان وأيام زمان وحب زمان وإخلاص زمان وناس زمان و«مكان» زمان.. وكيف كان هذا العهد جميلا مثل الربيع. ولكن الأهم، أن جيل هذا الزمان الذي لا يتنكر لماضينا ويغضب عندما نحدثه عن زمان، سيأتي عليه زمن يتحسر فيه هو الاخر على زمان.