masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وجاء من أقصى المدينة

Saturday, 06-Jul-24 03:42:01 UTC

الدلالة الخامسة: مناسبة السياق: ولأنَّ السياق مهم في بيان معاني الآيات، فقد اعتمد عليه الإمام بدر الدين الزركشي (المتوفى: 794هـ) في توجيه التقديم والتأخير هنا، حيث قال: قَدَّمَ المجرور على المرفوع، لاشتمال ما قبله من سوء معاملة أصحاب القرية الرسل، وإصرارهم على تكذيبهم، فكان مظنة التتابع على مجرى العبارة، تلك القرية، ويبقى مخيلاً في فكره: أكانت كلها كذلك، أم كان فيها من على خلاف ذلك، بخلاف ما في سورة القصص(9). وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى تلاوة خاشعة للشيخ ماهر المعيقلي - YouTube. الدلالة السادسة: أنَّ الله يهدي البعيد في المكان والنَّسَب إذا أراد، ويضل القريب فيهما إن شاء. أشار إلى هذه الدلالة الإمام البِقَاعِيُّ (المتوفى: 885هـ) فقال: ولما كان السياق لأن الأمر بيد الله، فلا هادي لمن أضل ولا مُضِلَّ لمن هدى، فهو يهدي البعيد في البقعة والنسب إذا أراد، ويضل القريب فيهما إن شاء، وكان بُعد الدار ملزومًا في الغالب لبُعد النسب، قَدَّمَ مكان المجيء على فاعله بيانًا لأنَّ الدعاء(الدعوة) نفع الأقصى ولم ينفع الأدنى، فقال: {وجاء من أقصا} أي أبعد؛ بخلاف ما مَرَّ في سورة القصص؛ ولأجل هذا الغرض عدل عن التعبير بالقرية كما تقدم. وقال: {المدينة}؛ لأنها أدل على الكِبَر المستلزم لبُعد الأطراف وجَمْع الأخلاط (10).

  1. وجاء من أقصى المدينة
  2. وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين
  3. وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى تلاوة خاشعة للشيخ ماهر المعيقلي - YouTube

وجاء من أقصى المدينة

هل استوقفكم قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام حين قتل خطأ أحد المصريين وانتشر الخبر ( وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنََ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) /القصص: 20/. وقوله في قصة أصحاب القرية الذين أرسل إليهم اثنين من الرسل فكذبوهم فعززهم الله بثالث ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين) /يس: 20/. فتساءلتم: ما الحكمة من ذكر لفظ ( رجل) في آية القصص أولا ، وتقديمها على قوله ( من أقصى المدينة) ؟! وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين. بينما جاء الأمر على العكس في آية يس ، حيث قدم قوله ( من أقصى المدينة) على لفظة ( رجل) ؟!! مع الملاحظة أن كلا من الآيتين رقمها 20 في موضعها من السورة ، وهي لفتة جميلة! إن مجيء ( رجل) قبل ( من أقصى المدينة) في سورة القصص ( وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ) هو الوضع الطبيعي من حيث الصناعة النحوية، فعادة ما يكون الفاعل عقب الفعل من دون فاصل في لغة العرب، و لا يأتي خلاف ذلك إلا لحكمة واعتبارات نحوية وبلاغية. هذا أولا. وثانيا – وهو متفرع عن النقطة الأولى –: ليس هناك من داع لتقديم ( من أقصى المدينة) على اعتبار أن الخبر الذي جاء به الرجل سيكون من أطراف المدينة وأقصاها الذي هو مكان سكنى فرعون وزبانيته عادة، فتسريب الخبر وانتشاره إنما كان من هناك هذا هو المنطقي.

وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين

وحتى الآن فالمصريون الأغنياء يبنون بيوتهم بجانب النيل ، وهكذا كان قصر إمرأة فرعون التى إحتضنت الطفل موسى ، والتى دعت ربها أن يبنى لها قصرا فى الجنة( أى مصرية صميمة) أما الغلابة فعلى أطراف المدن حتى الآن ، ولم يرد فى ذكرهذا الرجل المصرى أنه ( مؤمن) بل فقط ( رجل) لأنه وقف موقفا رجوليا ، إذ سعى من أقصى المدينى لينصح موسى ويحذره من ( الملأ) الفرعونى. وجاء من أقصى المدينة. وهناك الأمير الفرعونى الموصوف بأنه مؤمن آل فرعون وهو موصوف بالصفتين ( رجل مؤمن من آل فرعون) وهو الذى نجا مما حدث لفرعون وقومه. وبالتدبر فى قصة فرعون نجد فاصلا بين: ( اهل مصر) العاديين وبنى إسرائيل ، وقد علا فرعون فى أرض مصر وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم ( بنو اسرائيل) هؤلاء جميعا أهل مصر ، ثم فى الناحية الأخرى قوم فرعو أو آل فرعون أو جند فرعون ، وهم الذين غرقوا معه. والتفاصيل فى كتابنا ( مصر فى القرآن الكريم). ونقول إن الأمر لم يختلف كثيرا فى مصر اليوم عن مصر فى عهد الرعامسة) ومن كتاب شخصية مصر يذكر الذكتور أحمد عن الرعامسة من خلال آيات القرآن: (1 ـ من القرآن نفهم أن قوم فرعون هم جنده الذين كانوا يحضرون مؤتمراه الشعبية والذين كان يستحضرهم من كل الأنحاء ليطارد بهم خصومه، فغرق فغرقوا معه تاركين خلفهم أرض مصر الزراعية عامرة بما فيها من كنوز وجنات وعيون.

وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى تلاوة خاشعة للشيخ ماهر المعيقلي - Youtube

وقوله: ( قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ) يقول جل ثناؤه: قال الرجل الذي جاءه من أقصى المدينة يسعى لموسى: يا موسى إن أشراف قوم فرعون ورؤساءهم يتآمرون بقتلك, ويتشاورون ويرتئون فيك; ومنه قول الشاعر: مَـــا تَـــأْتَمِرْ فِينـــا فـــأمْ ركَ فِـــي يَمِينِـــكَ أو شِــمالكْ (5) يعني: ما ترتئي, وتهمّ به; ومنه قول النمر بن تولب: أَرَى النَّــاسَ قَــدْ أَحْـدَثُوا شِـيمَةً وَفِـــي كُــلِّ حَادِثَــةٍ يُؤْتَمَــرْ (6) أي: يُتشَاوَرُ وَيُرْتَأَى فِيها. وقوله: ( فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) يقول: فاخرج من هذه المدينة, إني لك في إشارتي عليك بالخروج منها من الناصحين. وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى. ------------------------ الهوامش: (4) بنيات الطريق: تصغير بنات الطريق، وهي الطرق الصغار، تتشعب من الطرق الكبار. (5) في (اللسان: أمر): وفي التنزيل: (إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك) قال أبو عبيدة:أي يتشاورون عليك ليقتلوك. وجعل منه المؤلف قول الشاعر "ما تأتمر فينا". يريد أن ما تشاور فيه أهل الرأي في أمرنا، فهو أمر نافذ لا معترض عليه. لكن تفسير المؤلف البيت بقوله: "يعني ما ترتئي، وتهم به" يجعل المعنى ليس من الائتمار، بمعنى المشاورة، ولكن من الائتمار بمعنى الاستبداد بالرأي، دون مشورة أحد غير نفسه قال الأزهري: ائتمر فلان رأيه: إذا شاور عقله في الصواب الذي يأتيه، وقد يصيب الذي يأتمر رأيه مرة، ويخطئ أخرى.

كما ذكر هذا الوجه ابن الزبير الغرناطي (المتوفى: 708هـ)، وأضاف: وحاصل الإخبار من هذه الآيات مثال لحال كفار قريش من أهل مكة، وحال الأنصار من أهل المدينة، حين جاء هؤلاء وآمنوا به صلى الله عليه وسلم مع بُعد دارهم، وعاند عُتاة قريش فكفروا مع الالتحام في النسب واتحاد الدار. ويوضح هذا أن السورة مكية، وإنما افتتحت بذكر قريش... فمجيئه من أقصى المدينة مثال لمن بَعُد فلم يضره بُعْده. وذكره المجادلين للرسل من أصحاب القرية مثال لمن قَرُب وطالت مباشرته وشاهد الآيات فلم ينفعه قُرْبه، فلما قَصَد في آية (يس) بيان ذلك قَدَّم المجرور على الفاعل، فهو من قبيل ما قُدِّم للاعتبار والاهتمام. أما آية القصص فلم يقصد فيها شيء من هذا، فجاءت على ما يجب من تقديم الفاعل، ووَضَحَ أنَّ كلاً من الموضوعين لا يناسبه ولا يلائمه غير الوارد فيه، والله أعلم بما أراد ( 11). وجاء من اقصى المدينة. هذا ما تيسر لي جمعه وهو غيض من فيض، ومن تأمل ربما وقف على أكثر، فالقرآن لا تنقضي عجائبه. نسأل الله التوفيق والقبول. وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين ( [1]) دلائل الإعجاز (1/ 106). ( [2]) التحرير والتنوير (22/ 366). ( [3]) تفسير الرازي المسمى (مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير) (26/ 263).