لا زالَ يبحثُ الإنسانُ منذ القدم عن السّعادة، ويتحرّى طُرقها وكيفيّة تحقيقها، ويبذُل كلّ وسعه في ذلك، ساعياً بكلّ ما لديه من عقلٍ وفكرٍ ومادّة لإيجادها، لكنّها تَبقى سرّاً لم يدرك ماهيّته إلّا القليل؛ فهي شُعورٌ داخليّ يَشعرُ به الإنسان ليمنحه راحة النفس، والضمير، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب.
ويرى بعض الفلاسفة أن السعادة هي وزيادة الوعي والثقافة بشكل كبير، حيث أن سعادتهم الحقيقية تكون بالقراءة والتحصيل وزيادة الفهم للعقل. هل السعادة يمكن أن تكون قرار؟ بالطبع إن السعادة هي قرار في حد ذاته فإن أراد الشخص أن يسعد في حياته فسوف يرضى بأقل الأشياء ويجدها هي الأفضل، وأما إن كان لديه كل شيء يحلم به الأخريين ولم يكن لديه القرار بداخله لتحقيق السعادة فلن يشعر بها مهما كان. فمن يسعى للسعادة لا يجعل أي هموم تلحق به، ومن يسعى للمتاعب لن يشعر بالسعادة مهما كان لديه. هل هناك سعادة في الإسلام؟ بالطبع هناك سعادة في الإسلام من خلال مرحلتين معروفين وهما سعادة في الدنيا وسعادة الآخرة. سعادة الدنيا لابد من معرفة أن الدين الإسلامي أقر بأن هناك شريعة من اهتم بها فقد فاز بالحياة الدنيا وشعر بالسعادة، حيث من يفعل أي خير له في الدنيا فسوف يكرمه الله عز وجل في حياته بشكل كبير. ما هو مفهوم السعادة الحقيقية. - دليل الشركات الشامل. سعادة الآخرة وفي الآخرة يكون الكمال حيق يتضح من سوف يحيا أخرته بكل سعادة ومن دون ذلك، ومن يحيا السعادة سوف يرى جمالها كما وعده الله عز وجل. نصائح مهمة للحصول على السعادة لابد من أن تفعل الأشياء التي تسعدك ولا تنتظرها تأتي إليك لكي ترضى وتسعد بها.
فبالمقارنة مع الدنيا فإن الجنة لا تعوّض بشيء, فأقل نواقص الدنيا أنها زائلة, وأعظم ما في الجنة أنها باقية. ومن يبيع الباقي بالزائل, ودار نعيم الله تعالى بدار فتـنته, يكون إما غافلاً أو معتوهاً. لا سعادة بلا اطمئنان السعادة أن تعيش النفس الرضا والسكينة... لا سعادة بلا اطمئنان, ولا اطمئنان بلا إيمان... والإيمان يمنح السعادة من جهتين: الأولى من جهة أنه يمنعك من الانزلاق في مستنقعات الفجور والجريمة, وهي أخطر أسباب التعاسة والشقاء, فلا شيء يضمن للمرء أن لا تجرّه شهواته ورغباته إلى الموبقات إذا كان قلبه فارغاً من الإيمان بربه. والثانية من جهة أنه يعطيك أهم شرط من شروط السعادة, وهو الإطمئنان, ففي بحر المشاكل والأزمات لا مرساة للنجاة سوى الإيمان, فمن دون الإيمان تزداد عوامل الخوف والقلق, أما مع الإيمان فلا شيء يستحق الخوف سوى مقام الله تعالى. فالقلب المؤمن يستهين بكل الصعاب, لأنه يتوكل على الله. والقلب الفارغ من الإيمان كورقة مقطوعة من غصنها, تتلاعب بها الرياح الهوجاء. ترى أي شيء يُخيف الإنسان أكثر من الموت والرحيل عن هذه الحياة؟! إنه عند المؤمن ليس عامل خوف, بل عامل اطمئنان أيضاً فما أنفع الموت لمن أشعر الإيمان والتقوى قلبه.