masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

مدرسة سهيل بن عمرو

Wednesday, 31-Jul-24 00:11:25 UTC

ولم يشأ الرسول الرحيم أن يتركهم طويلا تحت وطأة هذه المشاعر المذلة المنهكة.. فاستقبل وجوههم في تسامح وأناة، وقال لهم ونبرات صوته الرحيم تقطر حنانا ورفقا: " يا معشر قريش.. ما تظنون أني فاعل بكم ".. ؟؟ هنالك تقدم خصم الاسلام بالأمس سهيل بن عمرو وقال مجيبا: " نظن خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم ".. وتألقت ابتسامة من نور على شفتي حبيب الله وناداهم: " اذهبوا... فأنتم الطلقاء "..!! لم تكن هذه الكلمات من الرسول المنتصر لتدع انسانا حيّ المشاعر الا أحالته ذوبا من طاعة وخجل، بل وندم.. وفي نفس اللحظة استجاش هذا الموقف الممتلئ نبلا وعظمة، كل مشاعر سهيل بن عمرو فأسلم لله رب العالمين. "سهيل بن عمرو".. صاحب الثنية التي تنبأ بفضلها النبي. ولم يكن اسلامه ساعتئذ، اسلام رجل منهزم مستسلم للمقادير.. بل كان كما سيكشف عنه مستقبله فيما بعد اسلام رجل بهرته وأسرته عظمة محمد وعظمة الدين الذي يتصرّف محمد وفق تعاليمه، ويحمل في ولاء هائل رايته ولواءه..!! أطلق على الذين أسلموا يوم الفتح اسم الطلقاء.. أي الذين نقلهم عفو الرسول من الشرك الى الاسلام حين قال لهم: " اذهبوا فأنتم الطلقاء " بيد أن نفرا من أولئك الطلقاء جاوزوا هذا الخط باخلاصهم الوثيق، وسموا الى آفاق بعيدة من التضحية والعبادة والطهر، وضعتهم في الصفوف الأولى بين أصحاب النبي الأبرار ومن هؤلاء سهيل بن عمرو.. لقد صاغه الاسلام من جديد.. وصقل كل مواهبه الأولى، وأضاف اليها، ثم وضعها جميعا في خدمة الحق، والخير، والايمان.. ولقد نعتوه في كلمات فقالوا: " السّمح، الجواد.. كثير الصلاة، والصوم، والصدقة، وقراءة القرآن، والبكاء من خشية الله "..!!

&Quot;سهيل بن عمرو&Quot;.. صاحب الثنية التي تنبأ بفضلها النبي

‏ وأمه حبي بنت قيس الخزاعية‏.

فكان سهيل يُقبل ويُدبر آمنًا، وخرج إلى حُنين مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو على شركه، حتى أسلم بالجِعِرّانة، فأعطاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يومئذ من غنائم حُنَيْن مائة من الإبل وكتَب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى سُهَيْل بن عمرو "أن أَهْدِ لنا من ماء زمزم ولا تتركنَّه"، قال: فأرسل إليه بمزادتين مَمْلُوءَتَيْن من ماء زمزم.