masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

جريدة الرياض | لا يعرف الشَّوق إلا من يكابدُهُ...

Tuesday, 30-Jul-24 13:45:57 UTC

مع أنني لست شاعراً، ومع أن أعباء التربية وشؤونها أبعدتني عن الأدب، لكني لا أنكر حبي للشعر واعجابي بالأدب، ولعل هذا هو سرُّ اختياري شطر هذا البيت عنواناً لمقالتي؟ فالشاعر يقول: لا يعرف الشوق إلا مَنء يُكابِدُهُ ولا الصّبابة إلا من يُعانيها والآخر يقول: والخدُّ يعلم ما في الدمع من حُرَق …. ومن أمثال العرب المشهورة: ويل للشّجيّ من الخليّ. لا يعرف الشوق «للوطن».. إلا من يكابده. أتتني هذه "الأفكار" قبل أن أمسك بالقلم لأكتب هذا المقال، بل هي – في الحقيقة – إحدى الدوافع لكتابة هذا المقال. أما الدافع الأول فهو: الهمُّ المؤرِّق الذي لا ينام معي ولا يصحو؛ لأنه دائماً مستيقظ لا ينام: همّ التربية والتعليم!! ومناسبة العنوان لموضوع المقال هو: أن بعضاً من الذين يتحدثون عن واقع التربية والتعليم في بلادنا (خَلِيّون)، أما (الشجيون) – وأنا واحد منهم – فهم ألوف مؤلفة من أبناء هذا الوطن: ومن المعلمين المخلصين الأكفياء والمعلمات، والمشرفين والمشرفات، والمديرين والمديرات… ومن على شاكلتهم. هؤلاء هم أعرف الناس بالداء والدواء، وإذا سألت جلهم عن حل المشكلة قالوا: لقد بحثنا، ودرسنا، وحللنا، واستقصينا، وشخصنا الأمراض والأعراض، ووصفنا الأدوية، ونحن الآن بحاجة إلى التطبيق الصحيح.

لا يعرف الشوق «للوطن».. إلا من يكابده

@ تعليم مفتوح القنوات موجه للمواطنين كافة دون تمييز، يمكن المتعلمين - وفق استعداداتهم وإمكاناتهم - من خلال صيغه وأشكاله المتعددة من التهيؤ للالتحاق بعالم العمل والمهنة، أو مواصلة الدراسة لمراحل تالية إذا رغبوا، ويعدهم أيضاً للمشاركة في أوجه نشاط مجتمعهم ومسؤولياته. @ تعليم يدرب على مهارات التفكير وينمي ملكته لدى الدارس، ويبين مزالق التفكير التي تحيد به عن الصواب لاجتنابها، وليكون قادراً على التحليل والاستنباط. كما يعلم (طريقة البحث) عن المعلومة الصحيحة ليتمكن الدارس من الاعتماد على نفسه ويكون قادراً على البحث عن المعلومة من مصادرها الموثقة. @ يعلّم أصول الحوار، وأدب الاختلاف، وقواعد الائتلاف، وروح البحث عن الحقيقة، والتسليم بالخطأ، والرجوع إلى الصواب. @ يربي على الأخلاق الإسلامية الفاضلة، والسلوك المستقيم، ويغرس في النفوس الاعتدال، والرفق، والمحبة، والتواضع، واحترام الآخرين، ونبذ التعصب، والعنف، والكراهية، والاستعلاء. @ تعليم يستقي مضمونه وهياكله وطرائقه من مجموعة الحاجات الإنسانية الأساسية اللازمة للفرد بما يكفل تفتح شخصيته وتنمية طاقاته وإمكاناته، واكتسابه الكفايات اللازمة لمواصلة تعلمه الذاتي، والإسهام الإيجابي الفعال في أوجه النشاط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في مجتمعه، وهو بذلك برنامج تعليمي متكامل في حد ذاته وليس مجرد حلقة تعليمية تستقي أهدافها من متطلبات حلقات تعليمية تليها.

لمتابعة التقدم التقني الهائل المتمثل في وسائط الاتصال، وتقنية المعلومات، وغيرها مما هو قائم حولهم، والمشاركة في صنعه، لأن من يملك المعلومة ويحسن استخدامها يملك واحداً من أهم أسباب القوة. @ تعليم يشارك المستفيدون منه والمعنيون به في التقويم المستمر لبرامجه، لضمان تجدده المستمر في تلبية حاجاتهم واهتمامهم، ومتابعة مطالب سوق العمل وأولوياته، بحيث يتطور باستمرار في مناهجه، وأساليبه، وطرائق تقويمه، وتجهيزاته، ومبانيه، وإدارته. @ تعليم يعنى بالمعوقين ويتوجه إلى دمجهم مع العاديين ليعيشوا حياة واقعية عملية، ويعدهم ليكونوا عناصر فعالة في مجتمعهم. @ تعليم يُعنى عناية خاصة بالموهوبين باكتشافهم أولاً، ثم برعاية مواهبهم، وتوجيهها، وإتاحة الفرصة أمامهم لتنميتها والاستفادة منها، وتوظيفها في خدمة المجتمع خاصة والإنسانية عامة. @ تعليم يعطي التقنية ووسائل الاتصال حقها من الاهتمام بها، وتعليمها، وإتقانها، ثم المشاركة في صنعها، لأنها تمثل أهم عناصر المدنية الحديثة، وامتلاكها امتلاك لناصية القوة. ومرادي من ذلك أنه لا تنقصنا الرؤية المستشرفة للمستقبل، ومتابعة ما يجري في العالم والإفادة منه، لكن المعضلة تكمن – في المقام الأول – في بعض المتوجسين الذين يعيقون – بفاعلية كبيرة – تنفيذ بعض عناصر الخطط التطويرية وليس كلها، بل ويحرفون المسار أحياناً في اتجاه معاكس، ثم لا بد من تقرير حقيقة ناصعة هي أن قفزات نوعية قد تحققت بحمد الله في بعض مكونات نظامنا التعليمي (في كل مراحله العام والجامعي)، وأخرى جاهزة تنتظر التنفيذ وتحظى بعناية من مسؤولي التربية والتعليم، والتعليم العالي.