التعريف بسورة المائدة سورة المائدة سورةٌ مدنية، وهي من أواخر ما نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقيل إنها نزلت عليه في حجة الوداع، وتذكر بعض الروايات أنها نزلت دفعة واحدة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو على ناقته، فلم تستطع حمله من شدّة ما عاناه أثناء تنزّل الوحي، فنزل عن الناقة. سورة المائدة من المصحف بطريقة تقليب الكتاب. [٢] وهي السورة الخامسة في ترتيب المصحف الشريف، وعدد آياتها مئة وعشرون آية عند الكوفيين، ومئة واثنتان وعشرون آية عند الحجازيين، ومئة وثلاث وعشرون آية عند البصريّين. [٢] وتُسمّى سورة "المائدة" بذلك لورود قصة طلب النصارى من سيدنا عيسى -عليه السلام- أن يُنزل الله -سبحانه وتعالى- عليهم مائدة من السماء، وسمّاها بعض العلماء بسورة "العقود"، لأن العديد من آياتها تتحدّث عن العقود. [٢] أمور انفردت بها سورة المائدة عن غيرها من السور المدنية من الأمور اللافتة للنظر في سورة المائدة أنها تميّزت في طرحها عن بقيّة السور المدنيّة وحتى الطويلة منها، ومن ذلك ما يأتي: [٣] لم تتحدث عن الشرك ولا عن المشركين على الطريقة المألوفة في القرآن الكريم من محاجّتهم، وتسفيه أحلامهم، وتحقير شركائهم؛ وذلك لأن الشرك حينئذٍ كان قد اندحر، وصار المشركون في قهرٍ وذلة ويأس.
شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. تحميل المصحف الشريف
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) ثم أخبر تعالى بما أعد لأعدائه الكفار من العذاب والنكال يوم القيامة ، فقال: ( إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم) أي: لو أن أحدهم جاء يوم القيامة بملء الأرض ذهبا ، وبمثله ليفتدي بذلك من عذاب الله الذي قد أحاط به وتيقن وصوله إليه ما تقبل ذلك منه بل لا مندوحة عنه ولا محيص له ولا مناص; ولهذا قال: ( ولهم عذاب أليم) أي: موجع