وهذا من دلائل إعجاز الله سبحانه وتعالى في خلق الإنسان، لأنه لولا قدرة الله على جعل الخلايا تنقل من الصلب والترائب إلى مكانهما لتحولت إلى خلايا سرطانية غير نافعة. والحكمة من تفصيل خلق الإنسان، أن ينتبه إلى قدرة الله وعظمته، ويكون سبباً ليقوى إيمانه، ويتعامل مع جسده على أنه نعمة عظيمة جداً من الله عز وجل يجب الحفاظ عليها ورعايتها، لأنها أمانة يسأل عنها الإنسان يوم القيامة.
ما تفسير قوله تعالى يخرج من بين الصلب والترائب
تفسير و معنى الآية 7 من سورة الطارق عدة تفاسير - سورة الطارق: عدد الآيات 17 - - الصفحة 591 - الجزء 30. ﴿ التفسير الميسر ﴾ فلينظر الإنسان المنكر للبعث مِمَّ خُلِقَ؟ ليعلم أن إعادة خلق الإنسان ليست أصعب من خلقه أوّلا خلق من منيٍّ منصبٍّ بسرعة في الرحم، يخرج من بين صلب الرجل وصدر المرأة. إن الذي خلق الإنسان من هذا الماء لَقادر على رجعه إلى الحياة بعد الموت. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «يخرج من بين الصلب» للرجل «والترائب» للمرأة وهي عظام الصدر. ﴿ تفسير السعدي ﴾ المني الذي يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ يحتمل أنه من بين صلب الرجل وترائب المرأة، وهي ثدياها. المقصود بالصلب والترائب - إسلام ويب - مركز الفتوى. ويحتمل أن المراد المني الدافق، وهو مني الرجل، وأن محله الذي يخرج منه ما بين صلبه وترائبه، ولعل هذا أولى، فإنه إنما وصف الله به الماء الدافق، والذي يحس [به] ويشاهد دفقه، هو مني الرجل، وكذلك لفظ الترائب فإنها تستعمل في الرجل، فإن الترائب للرجل، بمنزلة الثديين للأنثى، فلو أريدت الأنثى لقال: " من بين الصلب والثديين " ونحو ذلك، والله أعلم. ﴿ تفسير البغوي ﴾ ( يخرج من بين الصلب والترائب) يعني صلب الرجل وترائب المرأة ، و " الترائب " جمع التريبة ، وهي عظام الصدر والنحر.
تتحدث هذه الآية الكريمة عن خلق الإنسان، ومعناها، أن الماء الدافق (أي المني) يخرج من بين الصلب والترائب، وعلمياً، فإن الصلب هو العمود الفقري والترائب هي أضلاع الصدر ، ولكن قد يتبادر ذهنك التالي: من المسلمات العملية والطبية أن الجنين يتكون من التقاء الحيوان المنوي مع البويضة، والآية تقول بخروجه من بين العمود الفقري والصدر، وقد يخلق هذا حيرة عندك. لذا دعني أخبرك بالمعلومة التالية، عند تكون الجنين فإن من أول ما يتشكل من جسمه هو العمود الفقري والصدر، وتكون الخصية والمبيض في هذه المنطقة، وعندما ينمو الجنين بجحمه تبدأ الخصية بالانحدار تدريجياً إلى خارج الجسم وتستقر في مكانها المعروف، وأما بالنسبة للمبيض فينزل إلى منطقة الحوض ويبقى هناك، ويكون بالشكل المعروف أيضاً. ما بين الصلب والترائب. وتبقى الخصية والمبيض تستمدان تغذيتهما من دماء وأعصاب من المنطقة التي خرجا منها وهي الصلب والترائب، لأن تغذية المبيض والخصية تأتي من الشريان الأبهر وهو شريان موجود بين الصلب والترائب، كذلك بالنسبة للمجموعة العصبية الموجودة في الخصية والمبيض فتأتي من بين الصلب والترائب. وبهذا نفهم، أن أصول خلايا الخصية أو المبيض تتكون في ظهر الأم والأب وهما في طور الجنين، ثم تنقل الخصية من الظهر إلى الخارج والمبيص يستقر بالحوض.
هذه الآية من الآيات العلميّة التي ما كان العرب يَعرفون عنها شيئًا، وبالتالي لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليعلَم عنها شيئًا لولا نزول القرآن عليه من الله، "واللهُ يَعْلَمُ وأَنْتُم لاَ تَعْلمونَ". وذلك من أدلة صِدق النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعواه الرسالة. وقد ظل الناس قرونا طويلة يَجهلون كيف يتخلّق الجَنين في بطن أمّه حتى نزل القرآنَ فبيّن ذلك بدقة في سورة "المؤمنون" ووضّحه النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه، وهو لا ينطِق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحَى. وبيّن أن الإنسان يُجمَع خلقُه في بطن أمِّه أربعين يومًا نطفةً ثم أربعين يومًا عَلقة ثم أربعين يومًا مُضْغة. والمفسِّرون للقرآن والشارِحون للأحاديث كانوا يوضِّحون ذلك حسب المعلومات التي كانت عندهم مع استعانتِهم بمعاني الألفاظ العربيّة التي نزل بها القرآن والتّرائبِ هي عِظام الصدر، وهل المُراد صدر الرّجل، أو صَدر المرأة الذي يُقابله الصُّلب في الرّجُل؟ رأيان وإليك نموذجًا من التفاسير: (أ) جاء في تفسير القرطبي ( الصلب والترائب) أن الإنسانَ يُخلَق من ماء الرّجُل الذي يخرج من صُلبه العظم والعَصَب، ومن ماء المرأة الذي يخرج من ترائبِها اللحم والدم، وقيل من صُلب الرجل وترائِبِه، ومِن صلب المرأة وترائِبِها.
قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: قال غيره: الترائب: ماء المرأة وصلب الرجل. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ): عيناه ويداه ورجلاه. وقال آخرون: معنى ذلك، أنه يخرج من بين صلب الرجل ونحره. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) يقول: يخرج من بين صلب الرجل ونحره. وقال آخرون: هي الأضلاع التي أسفل الصلب. * ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: الترائب: الأضلاع التي أسفل الصلب. وقال آخرون: هي عصارة القلب. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني الليث، أن معمر بن أبي حَبِيبة المَدِيني حدّثه، أنه بلغه في قول الله: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: هو عُصَارة القلب، ومنه يكون الولد. والصواب من القول في ذلك عندنا، قولُ من قال: هو موضع القِلادة من المرأة، حيث تقع عليه من صدرها؛ لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب، وبه جاءت أشعارهم، قال المثقَّب العبدي: وَمِــنْ ذَهَـبٍ يُسَـنُّ عَـلَى تَـرِيبٍ كَلَــوْنِ العَـاجِ لَيْسَ بِـذِي غُضُـونِ (1) وقال آخر: وَالزَّعْفَــرَانُ عَـلَى تَرَائِبِهَـا شَـرِقا بِــــهِ اللَّبَّــــاُت والنَّحْــــرُ (2)