masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

تحميل كتاب التخلف الاجتماعي Pdf - مصطفى حجازي | كتوباتي | انهم كانوا يسارعون في الخيرات

Monday, 29-Jul-24 12:58:38 UTC

وضعت خطط مستوردة عن نماذج طبقت ونجحت في بلدان صناعية، ولكن مسيرة هذه الخطط لم تخط بعيدة، فلقد أخففت التجارب المستوردة، والمشاريع الملصقة من الخارج، كما فشلت المشاريع ذات الطابع الدعائي الاستعراضي في تحريك بنية المجتمع ككل، وفي الارتقاء بإنسان ذلك المجتمع. ذلك لأن إنسان هذه المجتمعات لم ينظر إليه باعتباره عنصرة أساسية ومحورية في أي خطة تنموية. التنمية، مهما كان میدانها، ثمن تغير الإنسان ونظرته إلى الأمور في المقام الأول. لا بد إذا من وضع الأمور في إطارها البشري الصحيح، وأخذ خصائص الفئة السكانية التي يراد تطوير نمط حياتها بعين الاعتبار. التخلف الاجتماعي : مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور. ولا بد بالتالي من دراسة هذه الخصائص ومعرفة بنيتها ودينامينها، وهو ما ترومه هذه المحاولة، بما قد تحمل من ثغرات، تطمح إلى فتح الطريق أمام أبحاث نفسية ميدانية ، تحاول فهم الإنسان المتخلف بنوعيته وخصوصية وضعه، وبشكل حي وواقعي، لتكون مرتكزات علم نفس التخلف. مصطفى حجازي: أكاديمي ومفكر مصري. خبير دولي في مجال التطور المؤسسي والتخطيط الإستراتيجي وحوكمة الكيانات الاقتصادية والاجتماعية ، وصاحب دعوة إحياء التيار الرئيسي المصري. فيديو: كتاب التخلف الاجتماعي (سيكولوجية الانسان المقهور) للدكتور مصطفى حجازي/ تقديم و تلخيص يوسف حسين

  1. من هو الإنسان المقهور ؟ (1 ـ 4) - إسلام أون لاين
  2. التخلف الاجتماعي : مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور
  3. تحميل كتاب المدخل لفهم سيكولوجية الإنسان المهزأ pdf – كيرلس بهجت - بالعربى AR/كتب
  4. سر على طريق الأنبياء.. "إنهم كانوا يسارعون في الخيرات"
  5. يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
  6. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنبياء - الآية 90

من هو الإنسان المقهور ؟ (1 ـ 4) - إسلام أون لاين

هذا الإسقاط المباشر ليس على المتسلط، و إنما على شبيهه في القهر. لتأخذ هذه العدوانية المتراكمة لديه طابع الحقد المُتشَفِّي بهدف تحطيم الصورة الذاتية المقهورة لديه. أما من جهة المتسلط، فالإنسان المقهور يختار العدوانية الغير مباشرة، و المقتصرة على التغييرات الرمزية واللفظية فقط متجنبا أية مواجهة مباشرة. مرحلة الاضطهاد تستنزف طاقة الإنسان المقهور، حيث يعيش فيها حالة دائمة من توقع الخطر التي لا تسمح له بالارتياح. ليجد نفسه في دائرة الغضب والعدوانية مع أشخاص اعتبرهم أعداءه الحقيقيين و لكنهم بالأحرى من نفس فئته، تعيش نفْس حالته و قهره. و الجامع بينهم وجب أن يكون عطفا تجاذبيا بدل العدوانية المباشرة. لتبقى علاقات الإنسان المقهور في دوامة الاضطهاد المحض و التعاطف الخالص. تحميل كتاب المدخل لفهم سيكولوجية الإنسان المهزأ pdf – كيرلس بهجت - بالعربى AR/كتب. لهذا فالحل الاضطهادي لا يجدي نفعا مما يجعله يبحث عن حل آخر. فما هو الحل للخروج من هذا القهر؟ التمرد، هذا هو الحل الذي اختاره الإنسان المقهور ليكون وسيلة لكسر كل القواعد التي هدمت حياته و يصبح التمادي و تقليد المتسلط من أدوات تمرده. التسلح، حمل السلاح بدون سياسة ثقافية كافية تجعل الإنسان المقهور يعيد لعب دور المتسلط على تابعيه ممن هم أقل منه قهرا فيحكمهم بطشا و عدوانا.

التخلف الاجتماعي : مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

يبرز معيار التخلف في الفئات الأقل حظا في المجتمع، وعلى المستوى العالمي بين المجتمعات. حيث يختل التوازن بين السيد و الإنسان المقهور في هذه العوالم اللاديموقراطية. و قد يصل هذا الاختلال بالإنسان إلى أن يصبح شيئا لا قيمة له بدل أن تكون العلاقة بيننا هي علاقة إنسانية بين أنا و أنت تملأها المساواة و الإعتراف بوجود الآخر. يخبرنا الكاتب مصطفى حجازي أن الوضعية التي يعيشها الإنسان المقهور تؤدي إلى ظهور مجموعة من العقد التي تميزه و أهمها عقدة النقص وعقدة العار. هذه العقد تجعل من هذا الإنسان اتكاليا و مستسلما للطغيان و للخرافة التي تسيطر على تفكيره، منتظرا المنقذ الساحر الذي سينتشِله من وضعيته. عقدة النقص: تتميز بالمشاعر الدونية التي تجعل هذا الإنسان المقهور مفتقرا الإحساس بالقوة و القدرة على المجابهة، ليجد نفسه دائما في وضعية المغلوب على أمره؛ المستسلم؛ المنسحب؛ المتجنب؛ المنعدم الثقة بالنفس. عقدة النقص تجعل الخوف يتحكم في الإنسان المقهور. سيكولوجية الانسان المقهور pdf. الخوف من السلطة. الخوف من قوى الطبيعة. الخوف من المواجهة. الخوف من شر الآخر. …الخوف من كل شيء. إذن، هذه العقدة تجعل الإنسان يتجنب كل ما هو جديد و كل وضع غير مألوف.

تحميل كتاب المدخل لفهم سيكولوجية الإنسان المهزأ Pdf – كيرلس بهجت - بالعربى Ar/كتب

إلا أنه ضمن ضباب هذه المرحلة المظلمة توجد بذور تمرد وانتفاضة تنمو في الأحشاء بصمت وبطء ولكن بشكل أكيد وحتمي، وعندما تحين ساعة الانتفاض تتفجر الطاقات التغييرية التي تفاجء أو ما تفاجئ الفئة المتسلطة داخليا وخارجيا، كما في حالة الربيع العربي مثلا. أبرز مظاهر هذه المرحلة (مرحلة القهر) هو انتقال تبخيس إنسانية الإنسان المقهور من المتسلط إلى الإنسان المقهور نفسه في شكل مشاعر دونية وتأثيم، يرى من خلالها ـ مع مرور الوقت ـ أنه أهل لما نزل به من قسوة الطبيعة واستبداد المتسلط، وهنا يصبح حليفا له على نفسه. من هو الإنسان المقهور ؟ (1 ـ 4) - إسلام أون لاين. لكن الإنسان المقهور الذي اقتنع بالدربة أنه يستحق تلك الدونية وذلك التسلط الممارس عليه، ما يلبث أن تنشأ بينه وبين أمثاله من المقهورين علاقة ازدراء ضمني، ثم يتحول عنده ذلك القهر إلى رغبة داخلية يسعى لممارستها على من تطالهم يده (أسرته ـ زوجته ـ أبناؤه). الغريب في نفسية الإنسان المقهور في هذه المرحلة (مرحلة القهر والخضوع) هو تحولها من كره المتسلط إلى حبه وتقديره، إن الإنسان المقهور كلما احتقر نفسه ازداد إعجابه وتقديره للمتسلط، حيث يرى فيه إنسانا ذا خصائص إلهية تخوله حق السيادة والتمتع بكل الامتيازات، ومن هنا تنشأ حالات التقرب والاستزلام والتزلف والتقرب للمتسلط.

فالمرأة المقهورة قد لا تطرح التساؤلات الصعبة التي يمكن أن تزيد معاناتها، وعدم تقبُّلها للأمر الواقع. فمثلًا: نجدها في الدين لا تعترض على بعض التفسيرات الدينية -وإن كانت قاسية عليها-؛ إذ إنَّ هذه التفسيرات التي تميل إلى الرجل ومصلحته وتعُود عليه بالنفع، حيث تعطيه في الدنيا حقوقًا أكثر من المرأة، وتعِدُه في الآخرة بالكثير من الميزات – لا تَخْلق أي تساؤلات عند المرأة المقهورة، لأن إيمان هذه المرأة في كثير من الأحيان ليس نابعًا من فهمها لتلك التفسيرات، ولا من اقتناعها بها. تَشدُّد المرأة في إيمانها غيْر نابع من انتظار فرج في الآخرة، ثم من النادر أنْ تفكِّر المرأة فيما ستجده في الجنة، لأنه أمر مبهم وغير معروف، ولا يجري التحدث به بكثرة كما يحصل عند التحدث بما سيجده الرجل في الجنة. إيمان المرأة في كثير من الأحيان من النوع الاتكالي، وفي ذلك تتشارك مع الرجل المقهور. هذا النوع من الإيمان دافِعُه القدرة على التحمل والصبر، ورفع عبء مسؤولية الخضوع عن الفرد. إيمانٌ مريح لها، يعطيها الإحساس بأنها مسيَّرة تمامًا، ليس لها حيلة. هذا قدَرُها، وعليها التسليم والصبر وانتظار الأجر. فإنْ كان الإنسان مسيَّرًا من رب العباد، فلِمَ المجابهة والمواجهة والرفض؟ هذه إرادة الله، والكل يجب أن يسلِّم بها.

كل نوع من أنواع العلاج قادر على تزويد الأفراد بالمساعدة اللازمة في مجال علم نفس المضطهد. يجب أن يكون للطبيب المتخصص في هذا المجال تدريب وخبرة في كلا التخصصين. يجب على من يرغب في العلاج أن يستشير طبيبًا نفسيًا متخصصًا في علم نفس المظلوم.

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) يقول الله جلّ ثناؤه: فاستجبنا لزكريا دعاءه ، ووهبنا له يحيى ولدا ووارثا يرثه ، وأصلحنا له زوجه. واختلف أهل التأويل في معنى الصلاح الذي عناه الله جلّ ثناؤه بقوله ( وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) فقال بعضهم: كانت عقيما فأصلحها بأن جعلها وَلُودا. انهم كانوا يسارعون في الخيرات. *ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي ، قال: ثنا حاتم بن إسماعيل ، عن حميد بن صخر ، عن عمار ، عن سعيد ، في قوله ( وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) قال: كانت لا تلد. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال: قال ابن عباس ، في قوله ( وأصلحنا له زوجه) قال: وهبنا له ولدها. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) كانت عاقرا ، فجعلها الله ولودا ، ووهب له منها يحيى. وقال آخرون: كانت سيئة الخلق ، فأصلحها الله له بأن رزقها حُسن الخُلُق. قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أصلح لزكريا زوجه ، كما أخبر تعالى ذكره بأن جعلها ولودا حسنة الخُلُق ، لأن كل ذلك من معاني إصلاحه إياها ، ولم يخصُصِ الله جلّ ثناؤه بذلك بعضا دون بعض في كتابه ، ولا على لسان رسوله ، ولا وضع ، على خصوص ذلك دلالة ، فهو على العموم ما لم يأت ما يجب التسليم له بأن ذلك مراد به بعض دون بعض.

سر على طريق الأنبياء.. &Quot;إنهم كانوا يسارعون في الخيرات&Quot;

أيها المسلمون! إن للمسارعة في الخير حظوةً عند المولى - جل وعلا -؛ تجعل المؤمن يقف إزاءها متدبراً لحاله، ساعياً في كماله. يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. فهي سبب لرضا ربه عنه، كما قال موسى - عليه السلام -: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84]، وظَفِرَ بذلك الرضا السابقون من المهاجرين والأنصار والتابعون لهم بإحسان. وتلك المسارعة سبيل لغفران الذنوب، كما قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [آل عمران: 133]، وكان ذا مطمعَ سحرة فرعون حين آمنوا: ﴿ إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِين ﴾. والجنة جزاء من سارع في الخير: ﴿ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين ﴾. وليس دخول الجنة جزاء المسارعة فحسب، بل هو دخول صفوٍ وهناءٍ؛ من غير حساب، ولا عذاب؛ فقد قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - قول الله - تعالى -: ﴿ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾، وقال: " الذين سبقوا؛ فأولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب " رواه أحمد بأسانيد أحد رجالها رجال الصحيح - كما قال الهيثمي -.

وفي ذلكَ المضمارِ ستجدُ أنَّ السيرَ مستمرٌ لا يتوقفُ، دائمٌ لا ينقطعُ، في رمضانَ وفي غيرِ رمضانَ، قد يتباطَأُ حينًا ولكنه لا يتوقفُ، فالسائرونَ يداومونَ على العملِ كما كانَ حالُ النبيِّ-صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلمَ-الذي "كانَ عَمَلُهُ دِيمَةً -دائمًا لا ينقطعُ- " ، والذي كان يقول: "إنَّ أحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللَّهِ ما دَامَ وإنْ قَلَّ". تلك هي بعضُ معالمِ المضمارِ، فإن توقدتْ عزيمتُك، واشتعلتْ همتُك لتكونَ من المتسابقينَ فيه، فأنصتْ إلى كلامِ ربِّك يصفُ لكَ حالَ المسارعينَ وصفاتِهم التي تحلّوا بها فسبقوا وفازوا، قال-سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ*وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ*وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ*وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ). فهؤلاءِ هم المسارعونَ في مضمارِ الخيراتِ، وهؤلاء هم السابقون إلى الجناتِ، جعلنا الله وإياكم والمسلمينَ منهم، أستغفر اللهَ لي ولكم وللمسلمين... الخطبة الثانية الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ: فإنَّ حياةَ الصالحينَ كلَّها سباقٌ ومسارعةٌ إلى مغفرةِ اللهِ وجناتِه، وفي المواسمِ الفاضلةِ يحمى السباقُ، ويشتدُ السيرُ، وتتضاعفُ السرعةُ.

يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

ومن مسارعة المنافقين في الكفر اتخاذهم الكفار أولياء من دون المؤمنين ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ﴾ [المائدة: 52]. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنبياء - الآية 90. ومن أهل الكتاب من آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن سلام رضي الله عنه، وكان من علماء اليهود وأحبارهم، فكانوا مسارعين في الخير، وفيه وفي أمثاله نزل قول الله تعالى ﴿ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 113 - 115]. فمدحهم سبحانه بمسارعتهم في الخيرات. وأثنى الله تعالى على جملة من الأنبياء في سورة الأنبياء بمسارعتهم في الخيرات؛ فختم أخبارهم بقوله سبحانه ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90].

والمسارعة سبيل لنيل السعادة؛ فقد فسر ابن عباس - رضي الله عنهما - قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 61] بسبق السعادة لهم. والمسارعة شعار الصالحين على مَرِّ الزمان، يقول الله - تعالى - عن مؤمني أهل الكتاب: ﴿ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾. فلا غرو أن أَمَرَ الله - سبحانه - بها في غير ما آية وقد بوّأها هذا القدر العلي. وذاك مشعر بنفاسة التحصيل وفدح الخسار، وتنبيه لما يعرض لها من المشاغل والصوارف، يقول خالد بن معدان: " إذا فُتح لأحدكم باب خير فليسرع إليه؛ فإنه لا يدري متى يُغلق عنه ". عباد الله! ولئن كان الإغراء بالمسارعة في الخير عاماً في الأحوال؛ فإن ذلك يتأكد حال اشتداد داعي الحاجة، ومواتاة الفرص التي تمتاز بالقلة وسرعة الانقضاء؛ قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لرجل وهو يعظه: " اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك " رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما، وأوصى الشافعيُّ أحمدَ بن صالح فقال: " تعبّد من قبل أن ترأس؛ فإنك إن ترأس لم تقدر أن تتعبد ".

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنبياء - الآية 90

* روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ: يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» * وأثنى الله على أنبيائه ورسله فقال حكاية عن نبي اللَّه موسى عليه السَّلام: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)} [طه]. * وقال تعالى عن نبي اللَّه زكريا: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِين (90)} [الأنبياء]. * وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه، فقيل له: ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال المصطفى: أفلا أكون عبداً شكوراً) * تقول عائشة رضي الله عنها: (قام صلى الله عليه وسلم ليلة بآية يرددها حتى الفجر وهو يبكي: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} * قال له ربه: {قُمْ فَأَنذِرْ} [المدثر:٢]، فانطلق يبلغ دعوة الله.

أولئك يسارعون في الخيرات إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ... ﴾ [النساء: 1]. أيها المؤمنون! الدنيا مزدرع الأعمال، ومضمار تنافس الخيرات، ينال لذَّ فوزها المسارعون؛ فما حقيقة تلك المسارعة؟ وما وزنها عند الله – جل وعلا -؟ ومتى تتأكد؟ وما أسباب دركها؟ إن المسارعة في الخير مبادرة للبر، وعجلة محمودة إليه، يقودها حب لله - جل وعلا -، وخوف منه، ورجاء فيه، من حين يسنح ذلك الخير؛ لتبيِّنه، وحسن عاقبته،؛ وذا ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: " التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة " رواه أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. فإقامة الصلاة أول وقتها، والتبكير إلى الجمعة، ومبادرة الزكاة بإلإيتاء حين دوران حولها، وتعجيل الفطر بغروب الشمس، والتعجل للحج والعمرة، والهرع في التوبة من الخطايا واستحلال المظالم، والسبق في قضاء الدين عند الوجد، والحضور بداية وقت الوظيفة - صور للمسارعة في الخيرات وفق حقيقة العبودية الشاملة كافةَ جوانب الحياة، كما قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].