وهذا إسناد منكر أيضا ، فيه عدة علل: 1- محمد بن صالح بن عمر، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/581): مجهول. 2- سويد بن سعيد الحدثاني: ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/275) وفيها تضعيف كثير من أهل العلم له، وأنه كان يقبل التلقين. 3- أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس (378هـ): ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" (26/633) وقال: شيخ صالح مسند. الدليل الثالث: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة وهي في الموت فقال: ( يا خديجة! القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة آل عمران - الآية 42. إذا لقيت ضرائرك فأقرئيهن مني السلام. فقالت: يا رسول الله ، وهل تزوجت قبلي ؟ قال: لا ، ولكن الله زوجني مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وكلثم أخت موسى) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/118) قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن عمرو بن محمد الشيرازي بأصبهان ، أنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المقرئ ، نا القاضي أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد البردي إملاء ، أنا أبو بكر هلال بن محمد بن محمد بالبصرة ، نا محمد ابن زكريا الغلابي ، نا العباس بن بكار ، نا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس به. وهذا إسناد منكر أيضا. أبو بكر الهذلي: ترجمته في "تهذيب التهذيب" (12/46) وفيها اتفاق المحدثين على تضعيفه جدا ، وأنه أخباري متروك الحديث.
وهذا إسناد ضعيف جدا. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/218): " رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم " وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (7053): " فيه من يعرف بالضعف... محمد بن سعد - هو: ابن محمد بن الحسن بن عطية -: قاضي بغداد ، وفيه لين ، وأبوه سعد مثل يونس بن نفيع ؛ لم أجد لهما ترجمة. مريم بن عمران. وعمه هو: الحسين بن الحسن بن عطية ؛ قال الذهبي في " المغني ": " ضعفوه ". انتهى. الدليل السابع: عن ابن أبي رواد ، قال: ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة وهي في مرضها الذي توفيت فيه ، فقال لها: بالكره مني ما أرى منك يا خديجة ، وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا ، أما علمت أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران ، وكلثم أخت موسى ، وآسية امرأة فرعون ؟ قالت: وقد فعل الله بك ذلك يا رسول الله ؟ قال: نعم. قالت: بالرفاء والبنين) رواه الطبراني (22/451) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/119) وأبو نعيم الأصبهاني في "معجم الصحابة" (رقم/6738) ، ورواه ابن الجوزي في "المنتظم في التاريخ" (1/267/ ترجمة خديجة) من طريق ثنا الزبير بن بكار ، حدثني محمد بن حسن ، عن يعلى بن المغيرة ، عن بن أبي رواد به. وهذا سند منقطع معضل.
وهذا إسناد ضعيف. صالح بن حيان: جاء في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/386) قول ابن معين فيه: ليس بذاك ، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي ، شيخ ، وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حبان: يروى عن الثقات أشياء لا تشبه حديث الأثبات ، لا يعجبنى الاحتجاج به إذا انفرد. كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ( دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم بمارية القبطية سريته ببيت حفصة بنت عمر ، فوجدتها معه... - فذكر حديثا طويلا ، جاء في آخره -: فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم امرأة فرعون وأخت نوح ، ومن الأبكار مريم بنت عمران ، وأخت موسى عليهم السلام) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/13) قال: حدثنا إبراهيم ، قال حدثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي إمام مسجد صنعاء ، قال أخبرنا موسى بن جعفر بن أبي كثير مولى الأنصار ، عن عمه ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة به. ثم قال: " لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به هشام بن إبراهيم " انتهى. الموقع الرسمي للدكتور علي الصلابي - مريم بنت عمران (عليها السلام) ودورها في تاريخ الإنسانية. وهذا إسناد منكر. موسى بن جعفر جاء في ترجمته في "لسان الميزان" (6/113) قول الذهبي: " لا يعرف وخبره ساقط " انتهى.
الحمد لله. جاء في بعض الأحاديث المروية ما يدل على أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم سيتزوج في الجنة كلا من السيدة مريم البتول أم عيسى عليه السلام ، وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون ، وكلثوم أخت موسى عليه السلام.
- أكرم كسّاب، علاقة الإسلام بالنصرانية في القرآن والسنة عبر التاريخ، مركز التنوير الإسلامي للخدمات المعرفية والنشر، القاهرة، 2007م، ص 17. - هدى عبد اللطيف عريان، الشخصية النسائية في القصة القرآنية، دار غار حراء للطباعة والنشر، دمشق. سوريا، ط1، 2005م، ص 216.