masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ما حق الله على العباد - إسألنا

Monday, 29-Jul-24 20:11:58 UTC

(لاَ تُبَشِّرْهُمْ. فَيَتَّكِلُوا): أي لا تبشرهم فيعتمدوا على ذلك إذا أخبرتهم. (تَأَثُّما): أي خشية الوقوع في الإثم، وهو إثم كتمان العلم. رابعاً: من فوائد الحديثين: الفائدة الأولى: حديث معاذ فيه بيان عظم كلمة التوحيد وبيان فضلها، حيث بين النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث حقين وكلاهما مرتبط بكلمة التوحيد: الأول: حق الله على العباد: وهو أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، فلا يكفي فقط العبادة لأن الكفار كانوا يصرفون شيئا من العبادة لله تعالى لكنهم يشركون معه غيره، ولذلك لابد من عبادة الله تعالى مع عدم إشراك غيره معه. وهذا سمي حقاً، لأنه حتم لازم واجب على العبد تجاه ربه جل وعلا. والثاني: حق العباد على الله تعالى: وهو أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا، وهذا فضل عظيم من الكريم جل جلاله، ولماذا سمي هذا حقا على الله تعالى مع إيماننا بأنه لا ملزم له سبحانه ولا موجب عليه فهو لا شك ليس لزوم وإيجاب، ولذا اختلف في معنى ذلك على أقوال أظهرها قولان: قيل: سمي حقا من باب المقابلة، لما قيل للأول حق قيل لهذا حق أيضا وهذا من فضل الله تعالى ولطفه على عباده جل وعلا. وقيل: إن معنى الحق هنا أي المتحقق الثابت والخير والثواب الواقع الذي لا تردد معه.

حق الله ع العباد Pdf

الفائدة الثانية: الحديث دليل على فضل معاذ وقرب منزلته حيث تشرف بإرداف النبي -صلى الله عليه وسلم- له، وأيضا تخصيصه بهذا العلم. الحديث فيه أدب معاذ - رضي الله عنه -مع معلمه فهو حين سُئِل قال الله ورسوله أعلم، وحين علم استأذن من النبي -صلى الله عليه وسلم-أن يعلم الناس ليستبشروا، وهكذا ينبغي لطالب العلم مع شيخه، وكذلك في الحديث حسن تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي تعليمه لمعاذ تكرار وسكوت واستفهام وكل ذلك ليشد انتباه المتعلم ويشوقه ويكون أدعى في رسوخ العلم. الفائدة الثالثة: الحديث فيه تواضع النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث كانت دابته التي يركب عليها حماراً وهذا من تقلله -صلى الله عليه وسلم-وبساطة عيشه. الفائدة الرابعة: قول معاذ حين سأله النبي -صلى الله عليه وسلم- "الله ورسوله أعلم" فيه جواز التشريك بالواو بين الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-في العلم، فالنبي -صلى الله عليه وسلم-لم ينكر على معاذ قوله ذلك، فكيف نجمع بين هذا و بين حديث ابن عباس أن رجلا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله وشئت فقال النبي: "أجعلتني لله ندا؟! بل ما شاء الله وحده" رواه أحمد والبخاري في الأدب الكبير، والنسائي في السنن الكبرى، وصحح إسناده العراقي (في تخريج الإحياء 3 /200) وكذلك أحمد شاكر (في مسند الإمام أحمد 3 /203) وصححه الألباني (في صحيح الأدب المفرد 601).

حق الله ع العباد شله

الفائدة الخامسة: حديث الباب وكذلك ما تقدم من الأحاديث وكذلك حديث أبي هريرة القادم أحاديث فيها بشارات عظيمة لهذه الأمة، ولكنه إذا ساء فهم هذه الأحاديث حصل عند العبد خلل وإرجاء، فمن اعتمد على ظاهرها فقط كان على عقيدة المرجئة، الذين يقولون من جاء بكلمة التوحيد فلا يضره أي عمل ولو كان هذا العمل من نواقض الإسلام، ولذا نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذًا أن يبشر الناس لئلا يفهموه خطأ فيتوكلوا على هذا ويتركوا العمل وقال:" لاَ تُبَشِّرْهُمْ.

حق الله ع العباد وجند شداد

فهذه شُرُوط المحبَّة ولوازمها التي لا تتحقَّق بدونها، بل تنقلب نفرة وعداوة إذا اختلتْ أو عكستْ حتى في شأن الإنسان المخلوق، فكيف بالخلاَّق العليم، مالك المُلك، ذي الجلال والإكرام، وصاحب الجود والفضل، ودائم المعروف والإحسان؟!
ومن المعلوم أن النجاة والجنة تكون بفضل الله تعالى ورحمته، كما جاء في حديث النبي صلوات الله وسلامه عليه: (لن يدخل أحدا عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة) رواه البخاري. قال ابن حجر: "فالجواب أن المنفي في الحديث دخولها بالعمل المجرد عن القبول، والمثبت في الآية {ادخُلُوا الْجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ}(النَّحْل: 23) دخولها بالعمل المُتقبَل، والقبول إنما يحصل برحمة الله فلم يحصل الدخول إلا برحمة الله". يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.