masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

معنى كلمة ربيون- تفسير قاتل معه ربيون كثير - منتديات الهدى

Monday, 29-Jul-24 22:01:41 UTC

وما ضعفوا أي عن عدوهم. وما استكانوا أي لما أصابهم في الجهاد. والاستكانة: الذلة والخضوع; وأصلها " استكنوا " على افتعلوا; فأشبعت فتحة الكاف فتولدت منها ألف. ومن جعلها من الكون فهي استفعلوا; والأول أشبه بمعنى الآية. وقرئ " فما وهنوا وما ضعفوا " بإسكان الهاء والعين. وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ | وكالة النيل للأخبار. وحكى الكسائي " ضعفوا " بفتح العين. ثم أخبر تعالى عنهم بعد أن قتل منهم أو قتل نبيهم بأنهم صبروا ولم يفروا ووطنوا أنفسهم على الموت ، واستغفروا ليكون موتهم على التوبة من الذنوب إن رزقوا الشهادة ، ودعوا في الثبات حتى لا ينهزموا ، وبالنصر على أعدائهم. وخصوا الأقدام بالثبات دون غيرها من الجوارح لأن الاعتماد عليها. يقول: فهلا فعلتم وقلتم مثل ذلك يا أصحاب محمد ؟ فأجاب [ ص: 219] دعاءهم وأعطاهم النصر والظفر والغنيمة في الدنيا والمغفرة في الآخرة إذا صاروا إليها. وهكذا يفعل الله مع عباده المخلصين التائبين الصادقين الناصرين لدينه ، الثابتين عند لقاء عدوه بوعده الحق ، وقوله الصدق. والله يحب الصابرين يعني الصابرين على الجهاد. وقرأ بعضهم " وما كان قولهم " بالرفع; جعل القول اسما لكان; فيكون معناه وما كان قولهم إلا قولهم ربنا اغفر لنا ذنوبنا ومن قرأ بالنصب جعل القول خبر كان.

وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ | وكالة النيل للأخبار

والثاني عن قتادة وعكرمة. والوقف - على هذا القول - على " قتل " جائز ، وهي قراءة نافع وابن جبير وأبي عمرو ويعقوب. وهي قراءة ابن عباس واختارها أبو حاتم. وفيه وجهان: أحدهما أن يكون " قتل " واقعا على النبي وحده ، وحينئذ يكون تمام الكلام عند قوله " قتل " ويكون في الكلام إضمار ، أي ومعه ربيون كثير; كما يقال: قتل الأمير معه جيش عظيم ، أي ومعه جيش. وخرجت معي تجارة; أي ومعي. الوجه الثاني أن يكون القتل نال النبي ومن معه من الربيين ، ويكون وجه الكلام قتل بعض من كان معه; تقول العرب: قتلنا بني تميم وبني سليم ، وإنما قتلوا بعضهم. ويكون قوله فما وهنوا راجعا إلى من بقي منهم. قلت: وهذا القول أشبه بنزول الآية وأنسب ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقتل ، وقتل معه جماعة من أصحابه. وقرأ [ ص: 218] الكوفيون وابن عامر قاتل وهي قراءة ابن مسعود; واختارها أبو عبيد وقال. إن الله إذا حمد من قاتل كان من قتل داخلا فيه ، وإذا حمد من قتل لم يدخل فيه غيرهم; فقاتل أعم وأمدح. و " الربيون " بكسر الراء قراءة الجمهور. وقراءة علي - رضي الله عنه - بضمها. وابن عباس بفتحها; ثلاث لغات. والربيون الجماعات الكثيرة; عن مجاهد. وقتادة والضحاك وعكرمة ، واحدهم ربي بضم الراء وكسرها; منسوب إلى الربة بكسر الراء أيضا وضمها ، وهي الجماعة.

كذلك أيضًا: فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ ، ما قال: وهو يحب الصابرين؛ لأن اسم الجلالة مذكور قبل ذلك، فأظهره هنا، وكما عرفنا أن الإظهار في مقام يصح فيه الإضمار يكون لنُكتة بلاغية، فهنا يمكن أن يُقال: هذا لمزيد التفخيم والتعظيم لمحبته لهؤلاء من أهل الصبر، والثناء على هؤلاء بحُسن صبرهم، والإشعار بعلة الحكم وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين. والحكم المعلق على وصف -كما ذكرنا- مرارًا يزيد بزيادته، وينقص بنقصانه، يقوى بقوته، ويضعف بضعف هذا الوصف، فهنا وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين ، فالصبر وصف، والحكم المرتب عليه هو محبة الله وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين ، فبقدر ما يكون عند الإنسان من الصبر؛ يكون له من محبة الله  ، فإذا ضعُف صبره؛ ضعُفت محبة الله له. هذه معاني كبار -أيها الأحبة-، يقولها الإنسان في حال العافية، ونسأل الله  أن يشملنا وإياكم بعافيته، لكن إذا وقع البلاء، واستشعر الإنسان المرارة التي يتجرعها من الصبر، ففي هذه الحالة قد لا يتمالك، وينسى هذه المعاني والمفاهيم. فنسأل الله  أن يربط على قلوبنا، وأن يُثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وفي هذا أيضًا تأكيد لهذه بالجُملة الاسمية وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين ، فالجملة الاسمية تدل على الثبوت، فهذا أمر ثابت لهم.