وأغلب الظن أن هذه الليالي التي غلب الخمر فيها عقل من يهوى، والتي يصف واحدة منها بقوله: وزيارة من غير وعد... في ليلة طرقت بسعد بات الحبيب إلىالصباح... معانقي، خدا لخد يمتار في وناظري... ما شئت من خمر وورد قد كان مولاي الأجل... فصيرته الراح عبدي ليست بأول منة... مشكورة للراح عندي لم تكن مع هذه القريبة المحتشمة. شعر غزل عربي فصيح. وقد ذكرنا أن أبا فراس قد أخذ بنصيب من اللهو، ولعله كان يرى أن الحب لا يحول بينه وبين المتعة، إذا ظفر بها. ومن مجموعة شعر أبي فراس نستطيع أن نرسم صورة للمرأة المثالية عنده، فهي البيضاء، المتوردة الخد، الفاترة الجفن، ذات الشعر الفاحم، الممشوقة القد، الناهدة الصدر، الهيفاء الخصر، في غير هزال. وتغزل أبو فراس بالغلمان كذلك؛ وإن هذا الداء الوبيل قد وجد سبيله إلىقلب شاعرنا؛ وكانت البيئة التي عاش فيها تساعد عليه؛ فقد كان أميره ومثله الأعلى سيف الدولة يعشق غلاما تركيا اسمه يماك. تغزل أبو فراس في غلمانه، وترك من هذا الغزل مقطوعات قصيرة كذلك، وبعضها يفيض بالرقة والحنان، يقول: الورد في وجنتيه... والسحر في مقلتيه وإن عصاني لساني... فالقلب طوع يديه يا ظالما، لست أردى... أدعو له، أم عليه واسم هذا الغلام منصور، وله غلمان أخر، وإن كان لمنصور الغلب على قلب الشاعر.
وأهاب الخطيب بالحاضرات أن تكون المرأة اليابانية لهن مثالاً يحتذينه.. فأجبته: (لا.. كله إلا الانتحار! ) وقال الأستاذ عبد الحميد حمدي في كلمته إنه وإن كان يؤيد المرأة في المطالبة بحقوقها السياسية إلا أنه يرى الوقت الحاضر غير ملائم لدخولها مجال الانتخابات لما يلابسها من الفوضى، فقالت إحداهن: نعين في مجلس الشيوخ. أقول: ولكن عضو الشيوخ يشترط فيه ألا تقل سنه عن الأربعين فهل هناك امرأة بلغت الأربعين.. شعر فصيح غزل. ؟ الدكتور عمر بن أبي ربيعة نحن الآن أمام لون جديد من شعر الغزل، فقد كان الشاعر يتغزل في حبيبة لا يعرفها الناس، فأقصى ما يصرح به أنها (ليلى) وإن شئت فقل (زوزو) وكم في النساء من (ليلى) وما أكثر (زوزو)! وكذلك كانت تصنع من جرؤت على التغزل في الرجال، وإن كانت مرات هذه الجرأة تكاد لا تحصى.