لقد فاز المقداد بن عمر في هذا الحديث بدعاء النبي «اللهم أطعم من أطعمنا واسق من سقانا» ويا لها من سعادة حتى إنه شعر بأثر هذا الدعاء من حينه فذهب حزنه وغمه لشربه اللبن الذي كان من نصيب رسول الله وكان سبباً في فوز المسلمين بعده ببركة هذا الدعاء الجميل والذي يسن لكل من قدم لأخيه طعاما أو شراباً أن يدعو له به لترد عليه ملائكة الرحمن ولك بالمثل. «هذا الذي أردت» ثم ها هو المقداد يفوز بدعاء آخر من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم له وذلك عقب غزوة بدر الكبرى قال سعيد بن جبير: قَتَلَ النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر عقبة بن أبي معيط وطعيمة بن عدي والنضر بن الحارث، وكان المقداد أسر النضر، فلما أمر بقتله؛ قال المقداد: يا رسول الله أسيري! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه كان يقول في كتاب الله عزَّ وجلَّ ما يقول». فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله، فقال المقداد: يا رسول الله! أسيري! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أغنِ المقداد من فضلك». فقال المقداد: هذا الذي أردت وقتله. لقد فاز المقداد ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فرضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين.
وأما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت. رحمة من الله قال: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فسلم كما كان يسلم. ثم أتى المسجد فصلى. ثم أتى شرابه فكشف عنه، فلم يجد فيه شيئا فرفع رأسه إلى السماء. فقلت:الآن يدعو عليّ فأهلك. فقال: (اللهم أطعم من أطعمني، واسق من سقاني). قال: فعمدت إلى الشملة فشددتها عليّ وأخذت الشفرة (آلة حادة للذبح) وانطلقت إلى الأعنز ،أيتها أسمن. فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا هي حافل، وإذا هن حفل كلهن، فعمدت إلى إناء لآل محمد صلى الله عليه وسلم، ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه. فحلبت فيه حتى علته رغوة، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أشربتم شرابكم الليلة ؟ قلت: يا رسول الله اشرب، فشرب ثم ناولني فلما عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد روي وأصبت دعوته ضحكت حتى ألقيت على الأرض. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إحدى سوأتيك يا مقداد» (أي أنك فعلت سوأة من الفعلات) فقلت: يا رسول الله، كان من أمري كذا وكذا، وفعلت كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما هذه إلا رحمة من الله(أي إحداث هذا اللبن في غير وقته وخلاف عادته وإن كان الجميع من فضل الله) أفلا كنت آذنتني، فنوقظ صاحبينا، فيصيبان منها».
تاريخ الإضافة: الثلاثاء, 13/02/2018 - 01:15 التصنيفات الشيخ: د. محمد بن غيث غيث القسم: الصحابة حمل الملف الصوتي حمّله: 2541 سمعه: 2935 الشيخ: الشيخ د. محمد بن غيث العنوان: قصة الصحابي الذي دعا له النبي ﷺ (اللهم أطعم من أطعمنا و اسقي من سقانا) الألبوم: شبكة بينونة للعلوم الشرعية المدة: 5:13 دقائق (1. 23 م. بايت) التنسيق: MP3 Stereo 22kHz 32Kbps (VBR) ▸ قصة اسلام الفاروق رضي الله عنه فوق قصة النبي مع عداس ◂ حمل الملف الصوتي
وقت قول (اللهم أطعم من أطعمنا واسق من سقانا) فتوى رقم: 18745 مصنف ضمن: الآداب لفضيلة الشيخ: سليمان بن عبدالله الماجد بتاريخ: 30/09/1434 18:35:00 س: يا شيخنا دعاء: (اللهم أطعم من أطعمنا، واسق من سقانا) هل يقال بعد الأكل أم عند طلب الطعام أو الشراب كما في قصة المقداد؟ ج: هو دعاء لمن سيحضر الطعام، ويكون لمن أحضره من باب أولى. والله أعلم.
وسكن المدينة. وتوفي على مقربة منها، فحمل إليها ودفن فيها. جوع ومشقة وعن فوزه بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم يقول توفيق عمر في «الفائزون بدعاء النبي» ملخصا ما ذكره أهل الحديث والسير والتراجم: عن المقداد بن عمرو، رضي الله عنه قال: أقبلت أنا وصاحبان لي قد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد كناية عن الجوع والمشقة فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس أحد منهم يقبلنا (لأن الذين عرضوا أنفسهم عليهم كانوا مقلين ليس عندهم شيء يواسون به) فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق بنا إلى أهله. فإذا ثلاثة أعنز. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«احتلبوا هذا اللبن بيننا». قال: فكنا نحتلب، فيشرب كل إنسان منا نصيبه، ونرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبه. فيجيء من الليل، فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويسمع اليقظان. ثم يأتي إلى المسجد فيصلي. ثم يأتي شرابه فيشرب. فأتاني الشيطان ذات ليلة، وقد شربت نصيبي. فقال:محمد يأتي الأنصار فيتحفونه، ويصيب عندهم، ما به حاجة إلى هذه الجرعة. فأتيتها فشربتها، فلما أن وغلت في بطني، وعلمت أن ليس إليها سبيل: ندمني الشيطان، فقال: ويحك، ما صنعت؟ أشربت شراب محمد، فيجيء فلا يجده، فيدعو عليك فتهلك، فتذهب دنياك وآخرتك؟ وعليّ شملة (ثوب خشن من صوف قصير لا يكاد يغطيه) إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي، وجعل لا يجيئني النوم.