قال ابن القيم: "منعت طائفة وجوب خدمتها عليه في شيء". وممن ذهب إلى ذلك مالك والشافعي وأبو حنيفة وأهل الظاهر. فبالنسبة للحنفية فإنهم أوجبوا على الرجل أن يوفر لزوجته من يخدمها. قال أبو جعفر الطحاوي: "على الزوج النفقة على زوجته فيما لا غنى بها عنه من طعام ومن شراب ومن خدمة بالمعروف على الموسع قدره وعلى المقتر قدره. من هو الدكتور عمر عبد الكافي - سطور. وعلى الزوج أن ينفق لزوجته على خادمها وليس عليه أن ينفق لها على أكثر منها من الخدم بعد أن تكون تلك الخادمة متفرغة لخدمتها لا شغل لها غيره". لكن هذا مقَيَّد عندهم بما إذا كانت الزوجة من أهل الإخدام وإلا فقد جاء في حاشية ابن عابدين أن المرأة إذا كانت ممن يخدم نفسها وتقدر على ذلك لا يجب عليه إخدامها ولا يجوز أخذ الأجرة على ذلك لوجوبه عليها ديانة ولو شريفة، لأنه عليه الصلاة والسلام قسم الأعمال بين علي وفاطمة فجعل أعمال الخارج على علي رضي الله عنه والداخل على فاطمة رضي الله عنها مع أنها سيدة نساء العالمين. وبالنسبة للمالكية فإنهم نظروا إلى المسألة من جانبين: أحدهما حال المرأة بحيث فرقوا بين التي هي من أهل الإخدام فهذه معفاة عندهم من خدمة البيت ويتكلف الزوج بتوفير من يخدمها وبين التي هي ليست من أهل الإخدام فتلزمها خدمة البيت.
أما وعظ عبد الكافي فإنه في قمة العبث بدليل أنه ردد كلمة "أنأ" التي يصفها بـ "الإبليسية اللفظ" عدة مرات خلال خطبته، في تناقض عجيب مع ذاته. قول العلماء في عمر عبد الكافي. تناقضات الشيخ وأجندته التخريبية معروفة وموثقة. لكن ما لا نعرفه هو كيف رحبت الوزارتان بداعية كفّر المرأة غير المحجبة وكفَّر كل فكر حر يناهض تطرفه؟ لماذا شاركت الوزارتان في الترويج لفكر يخالف المواثيق والعهود الدولية ودستور البلاد الذي ينص في تصديره على "تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء"؟ أليس في بلدنا ما يكفي من فقهاء التنوير لكي تفُتح أيضا قاعة المؤتمرات العمومية بمكناس لداعية شرقي آخر، محمد راتب النابلسي؟ ألا تخشى الوزارتان على المغرب من إسلام المشرق الغارق في حروبه الطائفية الدمية؟ هذه أسئلة ملحة تنتظر أجوبة ومساءلة كي لا يصبح بلدنا قبلة للتكفيريين. *إعلامية الناطقة الرسمية السابقة باسم بعثة الأمم المتحدة في دارفور كاتبة "مخيلة السجن عند جان جينيه"
و الجانب الثاني: حال الزوج من حيث اليسرو العسر، فيلزم الموسر وحده عندهم توفير خادم لزوجته. و في هذا قال الباجي: (عليه إخدامها إن كانت ممن لا تخدم نفسها لمالها و غني زوجها و ليس من الخدمة الباطنة في بيتها شئ و إن كانت من أهل الضعة و ليس في صداقها ما تشتري به خادماً، فليس علي الزوج أن يخدمها و عليها الخدمة الباطنة، و إن كان الزوج معسراً فليس عليه إخدامها و إن كانت ذات قدر و شرف). و لم يقبل ابن القيم الجوزية و هو من القائلين بوجوب خدمة الزوجة في بيتها التمييز بين النساء في هذه المسألة ، فذكر أنه (لا يصح التفريق بين شريفة و دنيئة و فقيرة و غنية).
يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر