ولننتقل إلى الأرقام.. في عام 2018، بلغ عدد مرتادي المكتبات العامة 263780 مرتاداً، في حين انخفض هذا العدد في عام 2020، إلى مستوى 182157 مرتاداً. أي بانخفاض في عدد القراء يبلغ 81623 مرتاداً. وهو ما يساوي أقل بقليل من ثلث عدد المرتادين في عام 2018. بطبيعة الحال، إن مبعث الأسف الذي تثيره هذه الأرقام، لا يكمن في ما يمثله من إخفاق قطاعي محدود، يتعلق بالمكتبات العامة، أو الكتاب، فقط. تحديد شرط الشاعر لدخول عالم التقنيه - دروب تايمز. بل يعود كذلك إلى ما يشير إليه من تراجع مجتمعي شامل الأثر، فانخفاض أعداد مرتادي المكتبات العامة، يعني انخفاضاً في معدلات القراءة، وتدنياً في نوعيتها، فحينما يترك الناس الكتاب، فإنهم يتوقفون، بنسبة كبيرة، عن نهل المعرفة، وتطوير أنفسهم روحياً واجتماعياً ومهنياً. وهذا له انعكاساته المباشرة، الكبيرة، على التنمية والاقتصاد، بالدرجة نفسها التي يؤثر فيها على معدلات الوعي العام، ومنظومة القيم في المجتمع. حسناً، ولكن هل تعكس هذه الأرقام صورة قاتمة، فعلاً؟ معطيات مخفية تخفي هذه الأرقام معطيات أخرى تعكس الصورة، وتؤشر على مسار إيجابي في عمل المكتبات العامة، وتكشف عن كفاءتها في انتزاع دورها في الحياة، وتنبئ بمستقبل واعد، منتج ومثمر، لمن يسعى إلى الاستثمار فيه.
وعلى العكس، عندما كانت الجدات يشاهدن صور أولادهن البالغين، رصد الباحثون نشاطا مكثفا لديهن في المناطق المتعلقة بالارتباط الإدراكي، كالسعي لفهم ما يفكر فيه أبناؤهن أو يشعرون به ولماذا، من دون كثير من التفاعل العاطفي، أي أن العقل يغلب الشعور في هذه الحالة. ويمكن ربط هذه النتائج جزئياً، بحسب جيمس ريلينج، بالشكل المحبب للأطفال، وهي ظاهرة معروفة علمياً يتشارك فيها الإنسان مع عدد من الكائنات، ومن شأنها إثارة رد فعل يتعلق بالحماية. أراد جيمس ريلينج الذي سبق أن أجرى بحثاً عن الآباء، أن يركز على الجدات لاستكشاف نظرية في علم الأنثروبولوجيا تُعرف باسم "فرضية الجدة". وبحسب هذه النظرية، جعل التطور المرأة تعيش كثيراً ولمدة طويلة بعد فقدانها القدرة على الإنجاب حتى تتمكن من رعاية الأجيال اللاحقة. وأوضح الباحث أنها "المرة الأولى يدرس فيها (هذا الجانب) من أدمغة الجدات إذ غالباً ما تتعلق الدراسات التي تجرى على أدمغتهن بأمراض مثل الزهايمر. دعاك العالم الرقمي فانهض وكن بالوعي اول داخليه - موقع محتويات. وتتحدر الجدات اللواتي شملتهن الدراسة جدات من منطقة أتلانتا في ولاية جورجيا، ومن خلفيات عرقية واجتماعية متنوعة. ومقارنة بنتائج الدراسة عن الآباء، لاحظ جيمس ريلينج أن مناطق مرتبطة بالتعاطف العاطفي هي التي نشطت بشكل مكثّف في أدمغة الجدات عموماً.