أشهر أقوال أبو نواس صار جَدّا ما مزحت به ربّ جدٍّ جرّه اللعب. إلهِي لَسْتُ لِلْفِرْدَوْسِ اَهلاً وَ لاَ اَقْوَي عَلَي النَّارِ الْجَحِيْمِ. وَ عُمْرِي نَاقِصٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ ذَنْبِي زَائِدٌ كَيْفَ احْتِمَالِي, وفاة أبو نواس توفي أبو نوّاس في 199 هجريًا الموافق 813 ميلاديًا، لكن اختلف المؤرخون في مكان وفاته فمنهم من قال إنه توفي في السجن ومنهم من قال إن مات بالسم المدسوس له للتخلص من لسانه السليط. دُفِن أبو نوّاس في مقبرة الشوينزية في الجانب الغربي من بغداد عند تل يسمى تل اليهود. الإنجازات مكث أبو نوّاس سنةً كاملةً في الكوفة ثم رجع للبصرة مرةً أخرى بعد أن تشبع بالكوفة وما فيها ليلتقي بالشاعر الكبير خلف الأحمر فتعلم منه الكثير في العلم والأدب وتزود من ثقافته. اتبع خلف الأحمر طريقةً مبتكرة في تعليمه الشعر، فكان يطلب منه حفظ عددٍ كبير من القصائد ثم أن ينساها ثم يحفظ غيرها قبل أن ينساها… وهكذا بأن اتبع الحفظ فالنسيان لفترة حتى أًصبح قادرًا على نظم الشعر. ملك أبو نوّاس ناصية اللغة والأدب وهو في سن صغيرة – الثلاثين من عمره – كما كان على درايةٍ بالعلوم الإسلامية من فقه وحديث وأحكام القرآن وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه، فجعل هذا القدر من العلم أبو نوّاس يطمح في الذهاب إلى بغداد التي كانت عاصمة الخلافة ومحط آمال الشعراء.
توفي والده وهو في سن صغير فتولت أمه عنايته لكنها ما لبثت أن انتقلت مرة أخرى إلى البصرة بالعراق وهو في السادسة من عمره. أرسلته أمه إلى عطّار ليعمل عنده أجيرًا، فتولى العطّار تربيته ورعايته، وكان أبو نوّاس يحب ارتياد مجالس العلم والشعر بعد انتهاء العمل مع العطّار، كما أن العطّار نفسه شجعه على التعلم والذهاب إلى الكتّاب لحفظ القرآن وكذلك تعلم الشعر. شاءت الأقدار أن يلتقي بالشاعر القدير آلبة بن الحبّاب فصحب أبو نوّاس معه إلى الكوفة (وكان ذلك بعد بداية الحكم العبّاسي). في قبيلة بني أسد؛ تولى آلبة تعليمه الشعر وحرص على اصطحابه في المجالس العلمية والأدبية والشعرية التي كانت تتنوع بين الشعر القديم والتفاسير والنقد الأدبي. الحياة الشخصية أحبّ جاريةً تُدعى جنان ووصفها بالكثير من الشعر، حقائق عن أبو نواس يُعرف آلبة بن الحباب الأسدي بأنه من شعاء التهتك والخلاعة، كما صحب مجموعةً من الشعراء. فضل الخمر على كل شيء. دس الفقه والحديث والتفسير. في الصراع بين الأمين والمأمون، كان خصوم الأمين يعيبون عليه اتخاذ شاعرٍ خليع نديمًا له، ويخطبون بذلك على المنابر. كان التكلف واضحًا في شعره إلّا الماجن منه وخمرياته، لكنه لم يكن بالعيب الواضح.
إذ إنّه مقلّدٌ ويحذو حذو الشعراء الجاهليين. ب - الخمرة الفنّية: بعد المرحلة التقليدية أدرك أبو نواس ضرورة التجديد في الشعر، فثار على الأعراف والتقاليد و القيم الأخلاقية السائدة لا تناسب أحوال مجتمعه. وهو في الحقيقة تبنّى على صعيد الشعر من الحرّية مبدأ يعبّر من خلاله عن اتّجاهه الفكري، والفنّي، واتّخذ من الخمرة وسيلهً يجسّد من خلالها إيمانه بضرورة التجديد في الشعر كما في الحياة، حيث يرى الدكتور طه حسين ويقول: «إنّه كان يُريد أن يتّخذ ويتخّذ الناس معه، في الشعر مذهبا جديدا. وهو التوفيق بين الشعر وبين الحياة الحاضرة، بحيث يكون الشعر مرآةً صافية تتمثّل فيها الحياة، ومعنى ذلك العدول عن طريقة القدماء. لأنّ هذه الطريقة كانت تلائم القدماء وما ألّفوا من ضروب العيش. فإذا تغيرّت ضروب العيش هذه وجب أن يتغيّر الشعر الذى يتغنّى به، فليسَ يُليق بساكن بغداد، المستمتع بالحضارة ولذاتها، أن يصف الخيام والأطلال، أو يتغنّى بالإبل والشاء، وإنّما يجب عليه أن يصف القصور والرياض ويتغنّى بالخمر والقيان.
أبو نواس.. التوبة من الخمر والنساء والغلمان. - YouTube
ذات صلة من هو شاعر الخمر في الشعر العربي أجمل قصائد أبو النواس أبو نوّاس شاعر الخمر أبو نوّاس هو الشاعر الحسن ابن هانئ، [١] ونشأ في العصر العباسي الذهبي في بغداد حاضرة البلاد في الحضارة والعلم، وحاضرته في اللهو والترف والمجون، حيث جمعت العلماء والأدباء من شتى أصقاع العالم، وجمعت أيضاً الحانات والملاهي والمجون. [٢] لم يكن أبو نواس يمتاز شعره لا بمدح ولا هجاء، إنما امتاز بشعره الخمريّ واقترن اسمه وأشعاره بالخمرة فكان شاعر الخمر الأشهر في الأدب العربي، ومؤسس هذا الاتجاه من الشعر بما يسمّى بالخمريات، فقد بلغ الخمر لديه مرتبة كبيرة من التعظيم والتقديس، واستطاع بشعره أن يخلق عالماً يجسّد من خلاله طاقته الروحية والإبداعية بنظرة عميقة في الحياة والوجود، فكانت خمرياته مرآة يرى من خلالها تحولات مجتمعه وتحوّلات العالم من حوله، كما جعلها وسيلة لثورته على أعراف وتقاليد بيئته ومجتمعه. [٣] الخمريات تطلق الخمريات على الأشعار والقصائد التي تتناول عالم الخمرة من أنواع وأصناف وأوانٍ، وتأثيراتها على النفس والورح، وسريانها في الجسد والمفاصل، وما تُحدث من نشوة، وتتناول أخبار مجالسها من طرائف وأحداث وطقوس، وكل ذلك جعل للخمريات مكانة بارزة في قصائد الشعر العربي ، فكادت أن تكون نوعاً مستقلاً من الشعر، لما امتازت به من خصائص عن غيرها في الوصف والقصص والأبعاد السياسية والاجتماعية، والسياق الفلسفي التأمّلي في بعض الأحيان.
أَثنِ عَلى الخَمرِ بِآلائِها وَسَمِّها أَحسَنَ أَسمائِها لا تَجعَلِ الماءَ لَها قاهِراً وَلا تُسَلِّطها عَلى مائِها كَرخِيَّةٌ قَد عُتِّقَت حَقبَةً حَتّى مَضى أَكثَرُ أَجزائِها فَلَم يَكَد يُدرِكُ خَمّارُها مِنها سِوى آخِرَ حَوبائِها دارَت فَأَحيَت غَيرَ مَذمومَةٍ نُفوسَ حَسراها وَأَنضائِها وَالخَمرُ قَد يَشرَبُها مَعشَرٌ لَيسوا إِذا عُدّوا بِأَكفائِها