masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ولا يحض على طعام المسكين

Monday, 29-Jul-24 15:47:40 UTC

(6) وأضاف «الطعام» إلى { المسكين} من حيث له إليه نسبة ما، وخصت هذه الخلة من خلال الكافر بالذكر لأنها من أضر الخلال في البشر إذا كثرت في قوم هلك مساكنهم. (7) {ولا يَحُضُّ على طعامِ المِسْكِينِ} أي لا يفعله ولا يأمر به، وليس الذم عاماً حتى يتناول من تركه عجزاً، ولكنهم كانوا يبخلون ويعتذرون لأنفسهم يقولون {أنطعم من لو يشاءُ الله أطْعَمَهُ} فنزلت هذه الآية فيهم، ويكون معنى الكلام لا يفعلونه إن قدروا، ولا يحثون عليه إن عجزوا. (8) هل الكافر الذي يحض على طعام المسكين، يكون عذابه أقل من الكافر الذي لا يحض على طعام المسكين؟ الجواب: القواعد تشير إلى الإفادة بنعم، فإن الكفار دركات: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ} [النحل:88]، فللكفر عذاب، وللصد عن سبيل الله عذاب فوق العذاب، وأيضاً: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت:12-13].

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الفجر - الآية 18

والقرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فتأمل واقع هذا الحديث عن حال الأمم التي ترى المجاعة تضرب بجرانها في القرن الإفريقي، لاسيما الصومال، ولا يحرك منها ساكناً، بينما هي قد تحرق مخزوناتها من القمح حتى لا يرخص سعره، أو تمنع غيرها أن تنتجه حتى لا يكون له اكتفاء ذاتي، عملاً بالمثل العربي« جوع كلبك يتبعك »، أو تمنع خيرها غيرها من الغذاء والدواء تصديراً أو تصنيعاً، في الوقت الذي تتباهى فيه بالرفق بالحيوان، ولربما أوصى أحدهم بماله لكلبه، فما هذه المفارقات إلا دليل صدق على أن القرآن كتاب حق تنزل به الروح الأمين، من القوي المتين!

التكذيب بالدين وسلب أموال اليتيم ومنع الماعون عن الناس كلها صفات المكذبين المعرضين الذين توعدهم الله بالويل وهو الهلاك في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة، وإذا انضم معها ترك الصلاة أو الرياء فيها فقد اجتمع الشر وحاق العذاب. بين يدي سورة الماعون تفسير قوله تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين) قال تعالى وهو يخاطب مصطفاه صلى الله عليه وسلم ورسوله، فيقول: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ [الماعون:1]. ما المراد من الدين هنا؟ وما هو الجزاء؟ وما الذي ينتظر من يكذب بالبعث الآخر، وما يتم فيه وما يحصل من حساب ثم جزاء إما بالنعيم المقيم، وإما بالعذاب الأليم نتيجة العمل الدنيوي، إذ هو إما إيمان وأعمال صالحة، أو شرك وكفر ومعاصٍ؟ يُكَذِّبُ بِالدِّينِ [الماعون:1] تعجب من هذا الشخص! والآية وإن كانت في الوليد بن المغيرة و العاص بن وائل ومجموعة من أكابر مجرمي قريش، لكنها هداية إلهية إلى يوم القيامة. يوجد هذا النوع من الناس في ديارنا نحن المسلمون.. يوجد من يكذب بالدين، يسخر إذا قلت له: تذكر يوم القيامة.. أما تخاف الله؟ أما تخشى الحساب والعقاب؟ يضحك، وما أكثر هذا النوع بين المسلمين اليوم. تفسير قوله تعالى: (فذلك الذي يدع اليتيم) قال تعالى: فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ [الماعون:2] إن أردت أن تعرفه نرشدك: الذي تراه يتكبر ويتجبر ويطغى ويسلب اليتامى والضعفة حقوقهم ويستهين بهم ولا يحسب لهم حساباً؛ هذا والله لمكذب بالدين، إذ لو كان مؤمناً بالجزاء كيف يعتدي على الضعفة من اليتامى فيأخذ أموالهم ويتكبر عليهم وقد يؤذيهم ويضربهم؟!