لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه قال الله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ( الأحزاب: 23) — أي من المؤمنين رجال أوفوا بعهودهم مع الله تعالى, وصبروا على البأساء والضراء وحين البأس: فمنهم من وفى بنذره، فاستشهد في سبيل الله، أو مات على الصدق والوفاء, ومنهم من ينتظر إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة, وما غيروا عهد الله, ولا نقضوه ولا بدلوه, كما غير المنافقون. التفسير الميسر بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. تفسير قوله تعالى من المؤمنين رجال.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
وقوله: (وَما بَدَّلًوا تَبْديلا): وما غيروا العهد الذي عاقدوا ربهم تغييرا، كما غيره المعوّقون القائلون لإخوانهم: هلمّ إلينا، والقائلون: إن بيوتنا عورة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَما بَدَّلُوا تَبْديلا) يقول: ما شكُّوا وما تردّدوا في دينهم، ولا استبدلوا به غيره. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (وَما بَدَّلُوا تَبْديلا): لم يغيروا دينهم كما غير المنافقون. ------------------------ الهوامش: (1) هذا عجز بيت لذي الرمة وصدره * عيشـة فـر الحـارثيون بعدمـا * وهوبر: اسم رجل، أراد ابن هوبر (اللسان: هبر). وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن، عند قوله تعالى: (فمنهم من قضى نحبه): أي نذره الذي كان. والنحب أيضًا النفس: أي الموت. تفسير قوله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}. قال ذو الرمة: "قضى نحبه... " أي نفسه، وإنما هو أيضًا يزيد بن هوبر، ا هـ. وفي الديوان (طبعة كمبردج سنة 1919 ص 235) أراد يزيد بن هوبر، وهو رجل من بني الحارث بن كعب. (2) البيت لجرير بن عطية بن الخطفي (أبو عبيدة، مجاز القرآن، الورقة 174 - ب) و (اللسان: نحب) قال: وجعله جرير بن الخطفي: الخطر العظيم، قال "بطخفة... " البيت، أي خطر عظيم.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن مجاهد (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ) قال: عهده (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) قال: يوما فيه قتال، فيصدق في اللقاء. قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن مجاهد (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ) قال: مات على العهد. قال: ثنا أبو أُسامة، عن عبد الله بن فلان -قد سماه، ذهب عني اسمه- عن أبيه (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ) قال: نذره. من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله. حدثنا ابن إدريس، عن طلحة بن يحيى، عن عمه عيسى بن طلحة: أن أعرابيا أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فسأله: من الذين قضوا نحبهم؟ فأعرض عنه، ثم سأله، فأعرض عنه، ودخل طلحة من باب المسجد وعليه ثوبان أخضران، فقال: " هَذَا مِنَ الَّذِينَ قَضَوْا نَحْبَهُمْ". حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوف، عن الحسن، في قوله: (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ) قال: موته على الصدق والوفاء. (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) الموت على مثل ذلك، ومنهم من بدّل تبديلا (4). حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن سعيد بن مسروق، عن مجاهد ( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) قال: النحب: العهد. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ) على الصدق والوفاء (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) من نفسه الصدق والوفاء.
لقد كانت الأمة الإسلامية مرفوعةَ الرأس، مسموعةَ الكلمة، عزيزةَ الجانب، أيامَ أنْ كان فيها أمثال أنس بن النضْر - رضي الله عنهم - ممن يستجيبون لله وللرسول إذا دعاهم لما يُحيِيهم، لا يتخاذلون ولا يتواكلون، ولا يَهينون ولا يَضعُفون، فإذا ما زلُّوا زلَّة فسرعان ما يَرجعون وينيبون، ويتَّخِذون من الشدائد عِبرًا رائعات، وعِظات بالغات، ومنارًا من الشبهات والظلمات، ثم ضعفت التربية الإسلامية رويدًا رويدًا لما استنام المسلمون إلى الدَّعَة، واطمأنوا إلى الراحة، واستراحوا إلى التَّرَف، والترفُ آفة الأمم، وقاتِل الهمم! مصيبة المصائب: وكانت مصيبة المصائب أن تركوا الجهادَ لما خدَعهم الأعداءُ بالمدينة، ورمَوهم بالعصبية، وأعدُّوا لهم ما استطاعوا من قوَّة، وهم في غمرةٍ ساهون، حتى إذا تمكَّنوا منهم انقضُّوا عليهم من حيث لا يشعرون، ألا فليتنبَّه المسلمون وليستيقظوا، وليعودوا إلى تاريخهم الأول، ومجدهم المؤثَّل، ولا سبيل إلى ذلك - إن شاؤوا - إلا إذا جاهَدوا في سبيل الله، وأعلَوا كلمة الله ﴿ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 174]. المصدر: من ذخائر السنة النبوية؛ جمعها ورتبها وعلق عليها الأستاذ مجد بن أحمد مكي [1] مجلة الأزهر، العدد الخامس، المجلد التاسع عشر 1367.