يستعيذ من القلب الذي لا يستجيب لأي موعظة حسنة تقدم له ويظل القلب قاسيًا. يستعيذ الإنسان من ذلك لأن هؤلاء الأشخاص يرتكبون خطأ كبير وذلك عقابه عند الله كبير. استدل على ذلك من قول الله تعالى في كتابه الكريم ( فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ. شرح ومن نفس لا تشبع دعاء الشخص بالاستعاذة من نفس لا تشبع معناه إنه لا يريد أن يكون من الأشخاص الذين لا يمتلكون الرضا على النعم التي من الله سبحانه وتعالى عليهم بها، وكلما أعطاهم الله نعم أكثر ورزقهم أكثر فإنهم لا يشبعون أيضًا ولا يرضون بما وصلوا إليه وبما أعطاهم الله من كرمه ويتمنون لو يزيدهم الله أكثر وأكثر ولا يوجد نهاية لهذا الطمع الذي بداخلهم والذي يملأ قلوبهم ولا يصلون إلى مرحلة الرضا والاكتفاء بالنعم. شرح ومن دعوة لا يستجاب لها يستعيذ المسلم من الدعاء الغير مستجاب لما يوجد من فوائد متعددة من الدعاء ويستعيذ من ذلك للأسباب التالية الدعاء له أهمية كبيرة في حياة الإنسان فهو أهم من الطعام والشراب. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع - موقع الأستاذ / أحمد الشيبة النعيمي. السبب في أهميته أن الطعام والشراب إذا توقف الإنسان عنهم سوف يموت وإذا لم يكن عمله صالح ودعائه مقبول فتكون نهايته نار جهنم.
وهناك طائفة ثالثة من المؤمنين وهم الظالمون لأنفسهم الذين يقصرون في بعض الواجبات، أو يفعلون بعض المحرمات، وهم مؤمنون بالله ورسوله موحدون، ولكن قصروا في بعض الواجبات أو ارتكبوا بعض المحرمات، فهؤلاء على خطر، وهم داخلون تحت المشيئة، كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48] ، فمنهم من يعفى عنه ومنهم من يصيبه العذاب، فقد يعذب في قبره، كما في حديث ابن عباس في قصة الرجلين اللذين كان أحدهما لا يستنزه من البول، وكان الآخر يمشي بالنميمة، فعذبا في قبريهما. وقد تصيبه شدائد وأهوال
( [2]) البخاري، كتاب العلم، باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، برقم 71، ومسلم، كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة، برقم 1037.