masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

مظاهر رحمة النبي بالحيوان - موضوع

Monday, 29-Jul-24 22:17:14 UTC

فقال: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه. وانظر إلى رحمته عليه الصلاة والسلام أن يبكي جزع النخلة بعد أن تركه وصعد إلى منبر صنعه له الصحابة، إذ يروى جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم، «كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار، يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: إن شئتم. الدرر السنية. فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه، تئن أنين الصبي الذي يسكن، قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها». لكن وسط كل ذلك دعا النبي صلى الله عليه وسلم لقتل بعض الحيوانات لما لها من أذى، حيث قال عليه الصلاة والسلام: «خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحل والحرم.. الغراب والحدأة والفأرة والحية والكلب العقور».

  1. من أفجع هذه بولدها؟؟ ردوا ولدها إليها - مومنات نت
  2. الدرر السنية

من أفجع هذه بولدها؟؟ ردوا ولدها إليها - مومنات نت

عن عبدالله بن مسعود قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها فجاءت الحُمَّرة فجعلت تفرش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((مَن فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها))، رواه أبو داود فنهاهم عن فجيعة ذلك الطائر الصغير وأمر بردّ فرخيها، والأمر ليس مخْتصًّا بتلك الحمّرة، بل الأمر عام في كل الحيوانات التي يحرم قتلها، فلا تفجع في نفسها ولا في أولادها. إذا كان رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن فجيعة الحيوان، فالنهي عن فجيعة الآدميين في رأيي أولى وأحرى.

الدرر السنية

فهنا الله -تبارك وتعالى- رفع عنه ذلك، وهناك نسخ قبل ورود الحكم، وبلوغ الحكم للمكلفين، كنسخ خمسين سنة إلى خمس، والنبي ﷺ في السماء، فهذا نوع، وهذا نوع، لكن قد يقول قائل: إذا كان لا يعذب بالنار إلا رب النار فإن ذلك لا يكون جائزًا في أول الأمر، فدل على أن النبي ﷺ اجتهد فيه، فبين الله له هذا بوحي منه، فلا يكون الأول من قبيل النسخ، والله أعلم. ثم قال النبي ﷺ: إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا، وفلانًا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما [4] رواه البخاري، هذا عام لا يعذب بالنار إلا رب النار [5] ولهذا علي  لما جاءه أولئك السبئية، وقالوا: أنت هو؟ قال: من؟ قالوا: الله، فقال ما قال، حفر لهم الخندق، وقال: لما رأيت الأمر أمرًا منكرًا أججت نارًا ودعوت قنبرًا [6] وقنبر هو مولى لعلي  فأخذهم، وأمر بإلقائهم في النار، فكانوا يتساقطون فيها، نسأل الله العافية، انظر إلى الفتنة، ويقولون: علمنا أنك هو، فلما سئلوا عن هذا قالوا: لأنه لا يعذب بالنار إلا رب النار، فأنت ربنا [7] نسأل الله العافية، ونعوذ بالله من الفتن. فهنا نهاهم النبي ﷺ دل ذلك على أنه لا يصح، حتى في حالات القتل للحيوان، يعني بعض الناس يسأل، يقول: الآن يضع مصيدة، فيصيد فيها -أعزكم الله- الفأر، يقول: هو في المصيدة، لا يستطيع إخراجه، فهل أحرق هذا الفأر بالنار حتى يموت، أضعه في نار، نقول: لا؛ لأنه لا يعذب بالنار إلا رب النار، لكن يمكن أن تغرقه، بهذا القفص، أو المصيدة، فيموت غرقًا، لكنه لا يموت حرقًا.

قَالَ: فَأُتِيَ عُمَرُ -رضي الله عنه- بِبَعْضِ وَلَدِهِ فَقَبَّلَهُ، قَالَ: أتُقَبِّلُ هَذَا؟ مَا قَبَّلْتُ وَلَدًا قَطُّ. شرح حديث من فجع هذه بولدها. فَقَالَ عُمَرُ: فأنت بِالنَّاسِ أقَلُّ رَحْمَةً، هَاتِ عَهْدَنَا، لا تَعْمَلْ لِي عَمَلاً أبدا. أيها المسلمونَ: رحمةُ الأطفالِ، والشفقةُ بهم، والعطفُ والحنوُّ عليهِم، وعدمُ حرمانِهِم مِنْ أمَّهاتِهِم، واجبٌ عليكُم، حتى لو كانَ بينَكَ أيها الزوجُ وبينَ زوجتِكَ مشاكل وخصوماتٌ، وحتى لو كُنتَ قدْ طلقْتَها. الخصومةُ والطلاقُ بينكَ وبينَ الزوجةِ، أما الأطفالُ، فما ذنبُ هؤلاءِ الصغارِ؟ نحنُ أهلُ دينٍ وأهلُ رسالةٍ ربانيةٍ، يجبُ أنْ نكونَ قدوةً للأممِ والشعوبِ، في تعاملِنا وتربيتِنا ورحمتِنا وشفقتِنا. إنهُ مِنَ المؤسفِ حقاًّ، أنْ يطالِعُنا المجتمعُ بيْنَ حينٍ وآخرَ بقصصٍ مؤسفةٍ عنْ قسوةِ الآباءِ علَى الصغارِ، وحرمانِهِم من مصدرِ الحنانِ الذي لا يجدونَهُ في الدنيا، إلا بينَ أنفاسِ هذهِ الأمِّ وفي حِجرِها، بلا مبررٍ يُعرفُ، أوْ ذنبٍ يُقترفُ، وهذَا مخالفٌ لتعاليمِ دينِنَا الحنيفِ وللفطرةِ الإنسانيةِ السويةِ، ومُنافٍ لتقاليدِنا وأعرافِ مجتمعِنَا المتراحمِ الذِي يعيشُ أفرادُهُ كأسرةٍ واحدةٍ مترابطةٍ.