ويبلغ الإيمان في عمقه، غايته القصوى، حين يكون هادياً للمسلم إلى معرفة الوجود الإنساني الشامل من خلال عمارة الأرض والأخذ بالأوامر والنواهي وإقامة الشعائر. وكذلك من خلال الاهتداء إلى الفطرة السليمة وسلامة النفس من التمزق، والتحرر من العبودية وضمان الحياة الطيبة وولاية اللّه على المؤمنين وطلب رضاه عز وجل في كل وقت. اركان الايمان سته بالعربي. الملائكة والكتب السماوية والركن الثاني من الإيمان إنما هو الإيمان بالملائكة، مصداقاً لقوله تعالى في سورة البقرة (285): آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، وقد وصف القرآن الكريم الملائكة أحسن وصف: فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً (مريم: 17) وقوله: اللّه يصطفي من الملائكة رسلاً، (الحج: 75). ومنهم حملة العرش: الذين يحملون العرش، (غافر: 7) وهم رسل النصر: يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين، (آل عمران: 125) ومنهم من يصلون على المؤمنين ويستغفرون للذين آمنوا، (غافر: 7)، ومنهم الحفظة: إن كل نفس لما عليها حافظ، (الطارق: 4) والكتبة: ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد، (ق: 18) ومنهم الموكلون بالوفاة: قل يتوفاكم ملك الموت، (السجدة: 11).
رواه مسلم. وقرن الله سبحانه وتعالى الكفر بالرسل بالكفر به، فقال:في سورة النساء يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا ، ففي هذه الآيات دليل على ضرورة الإيمان بالرسل، ومنزلته من دين الله عز وجل، وقبل بسط الكلام في ذلك، يجدر بنا ذكر تعريف كل من الرسول والنبي، وتوضيح الفرق بينهما. الرسول هو الذي انزل عليه كتاب وشرع مستقل ومعجزة تثبت نبوءته وأمره الله بدعوة قومه لعبادة الله. حكم الإيمان بأركان الإيمان الستة - موقع محتويات. أما النبي هو الذي لم ينزل عليه كتاب إنما أوحي إليه أن يدعو قومه لشريعة رسول قبله مثل أنبياء بني إسرائيل كانوا يدعون لشريعة موسى وما في التوراة، وعلى ذلك يكون كل رسول نبيا وليس كل نبي رسولا. كما يجب على المؤمن الإيمان بهم جميعا فمن كفر بواحد منهم أصبح كافرا بالجميع وذلك لأنهم جميعا يدعون إلى شريعة واحدة وهي عبادة الله. [2] الإيمان باليوم الآخر ومعناه الإيمان بكل ما أخبرنا به الله عز وجل ورسوله مما يكون بعد الموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه، والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار، وما أعد الله لأهلهما جميعاً.