masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ولتنظر نفس ماقدمت لغد — واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين

Tuesday, 30-Jul-24 13:19:20 UTC

وهذا عجيب من أمرنا جميعاً! وكتاب الله يحذّر أشدّ التحذير من هذه الغفلة، ويبصّرنا أن هذه الحياة الدنيا متاع الغرور، أي متاع الوهم. * * * حزنُ الناس.. على ما فاتهم من الدنيا. وفرحهم.. بما أُوتوا منها. أمّا الآخرة...! من هنا كان نداء القرآن العجيب: يا أيها الذين آمَنوا.. آمِنوا. أي: أفيقوا ممّا أنتم فيه، وراجعوا أنفسكم قبل فوات الفرصة. إنّ أنجح الناس هو من يتأكد عنه دائماً أنه قد يرحل الآن، قد ينتقل من هذه الحياة إلى الحياة الآخرة فوراً. وهذا الاحساس عاصمٌ من الغفلة والانحراف. وأجرأ الناس على المعصية من نسي الموت وركن إلى الدنيا. هذه ـ يا اصدقاءنا ـ حقيقة.. فطُوبى لمن وعاها واستيقَظ بها. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحشر - الآية 18. أضف تعليقك تعليقات القراء الاسم العنوان بريد الإلكتروني * النص *

ولْتَنظُرْ نفسٌ ما قدّمَتْ لغد - .. :: منتدى تاروت الثقافي :: ..

فمستقبل الآخرة -وهي الدار الأبدية- نعيمًا وعذابًا مرتهن بعمل الدنيا وهي الدار الفانية: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدَّثر:38]، ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ) [آل عمران:30].

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحشر - الآية 18

هذا على مستوى الأفراد، وأما الجماعة والدولة والأمة، فالآيات في بيان تأثير المعاصي على مستقبلها الدنيوي كثيرة، قال الله تعالى: ( وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ) [الرُّوم:36]، وفي آية أخرى: ( ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الرُّوم:41]. وكان حال المشركين أنهم لا يؤمنون، فإذا أصابهم بعض وبال كفرهم راحوا يعتذرون بما كانوا به يكذبون: ( وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ) [القصص:47]، وهو حال المنافقين أيضًا؛ فإنهم يعتذرون عن سوء عملهم بأن قصدهم كان حسنًا: ( فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) [النساء:62]. أما في الآخرة فإن الناس يجدون آثار أعمالهم حسنها وسيئها في القبر ويوم النشر؛ فإن الجزاء يوم القيامة يكون على الأعمال التي كانت في الدنيا، وكانت الأيام والليالي مستودعها، وهي تمر بنا سريعًا كأننا لا نشعر بها: ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزَّلزلة:6-8].

ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ أي لينظر كل احد أي شيء قدم لنفسه من الاعمال يوم القيامة - بصمة ذكاء

بسم الله الرحمن الرحيم على أرض عرفة هناك الملايين من الحجاج تشغلهم حالة واحدة تقشعر لها الأبدان حيث الإقبال على الله و الانقطاع عن هذه الدنيا بقلوب خاشعة وأعين دامعة وحتى من يشاهدهم عبر الإعلام يجد نفسه قد تأثر وشاركهم أجوائهم الإيمانية. هذه اللحظات نعيشها كل عام مع هذا الركن العظيم فعلينا كمسلمين سواء كنا حجاجا او ممن يشاهد الحج عبر الإعلام ان نستفيد من دروس ذلك الركن التي تطرق قلوبنا لعل منها تذكر اليوم الآخر يوم نحشر في صعيد واحد قال تعالى: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) 46 الكهف فهناك اجتماع آخر مهيب له شأنه وأهواله سنعيشها بتفاصيلها لم نأخذ من دنيانا إلا تلك الأعمال هي الحاضرة الشاهدة وعليها يكون التفاضل والتمايز. جاء في حديث الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ ». ولْتَنظُرْ نفسٌ ما قدّمَتْ لغد - .. :: منتدى تاروت الثقافي :: ... قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا يَعْنِى بِالْمِيلِ أَمَسَافَةَ الأَرْضِ أَمِ الْمِيلَ الَّذِى تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعتبروا بمرور الليالي والأيام؛ فإنها تذهب شبابكم، وتضعف قوتكم، وتأخذ من صحتكم، وتنقص أعماركم، وتقرّب آجالكم، ولا بقاء لمخلوق في الدنيا مهما علت منزلته، وعظمت قوته، واتسعت مملكته، فليعتبر باقٍ براحل، وليتعظْ ممهل بهالك؛ فإن السعيد من وُعظ بغيره: ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء:34-35]. أيها الناس: في مثل هذه الأيام من كل عام يكثر الحديث في الخطب والمواعظ والإذاعات وغيرها عن توديع عام واستقبال آخر، وهي أعوام تطويها الأيام والليالي، وفيها أحداث وأعمال قد دونت في الصحائف بخيرها وشرها، وقد نسي الناس حلوها ومرها، فيفرح بحلاوتها من لا علم له بمرارة الغد، ويحزن لمرارتها من طويت عنه حلاوة الغد، وهذا من ضعف الإنسان وجهله، أن يفرح بالحاضر وهو لا يدري عن المستقبل. ومن تأمّل القرآن وجد فيه كثيرًا من الآيات تحث على مراعاة المستقبل في العمل، وتدعو لتحصيل لذته بالامتناع عن اللذة الحاضرة، وتخوف من ضياع المستقبل بسبب التفريط زمن الإمهال.

ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل هذا نفي للنفع الذي يطلب ممن يملكه بعوض، كالعدل، أو بغيره، كالشفاعة، فهذا يوجب للعبد أن ينقطع قلبه من التعلق بالمخلوقين، لعلمه أنهم لا يملكون له مثقال ذرة من النفع، وأن يعلقه بالله الذي يجلب المنافع، ويدفع المضار، فيعبده وحده لا شريك له ويستعينه على عبادته. [ ص: 62]

خطبة عن : الاستعانة بالصبر والصلاة ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ا لخطبة الثانية ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) وهناك مواضع متعددة في القرآن الكريم قرن الله تعالى فيها الصبر بالتقوى، فإن حقيقة التقوى: حب القلب وشغفه بطاعة الله، وكرهه ونفوره من معصيته. وأحمد الصبر وأعلاه عند الله درجة هو الصبر على طاعة الله والصبر عن معاصيه، لأن ذلك هو الذي يكون للعبد فيه عمل واختيار، وقلّ أن يتحلى به إلا عباد الله المخلصون. أما الصبر على قضاء الله وقدره فهو اضطراري لا عمل للعبد فيه، ولذلك يكون من غير المؤمنين وتجده عند كثير من الفاسقين. ومن أجل ذلك كان صبر يوسف عليه السلام عن مطاوعة امرأة العزيز واحتماله في سبيل ذلك السجن والمكروه والأذى أعظم من صبره على ما ناله من إخوته إذ ألقوه في الجب وباعوه بيع العبيد وفرقوا بينه وبين أبيه. فجازاه الله على صبره هذا أن جعله أميناً على خزائن الأرض ، وكذلك صبر الخيل إبراهيم على هجر أبيه وقومه واعتزالهم في الله؛ فكافأه الله بأن وهب له إسماعيل وإسحاق، وجعل كلاً منهما نبياً. خطبة عن : الاستعانة بالصبر والصلاة ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. وكان أقواهم في ذلك وأعظمهم صبراً خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك سماهم الله تعالى أولي العزم، قال الله تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الاحقاف: 35].

تفسير قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة...}

أمّا الصبر، فيمثّل الموقف القوي الذي يحكم الإنسان فيه نفسه انطلاقاً من إرادته وإيمانه، وهو من الأخلاق الإيجابية الإسلامية التي تبني للإنسان القاعدة النفسية القوية المتماسكة، التي تمنعه من الانهيار والانسحاق تحت وطأة نوازع الضعف البدنية والنفسية والخارجية، فيقوده ذلك إلى الالتزام بكلّ متطلبات الإيمان ومسؤولياته، لأنَّ الانحراف ينطلق غالباً من فقدان القوّة الذاتية للإرادة، وقد ورد في الحديث المأثور: « إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا جسد لمن لا رأس له، ولا إيمان لمن لا صبر له » [2]. أمّا الصلاة، فهي معراج المؤمن إلى ربّه، تعرج فيها روحه وضميره وقلبه وفكره.. فتلتقي باللّه في لحظات ابتهال وانفتاح، وتتصل بالمعاني الكبيرة الممتدة في رحاب اللّه. تفسير قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة...}. إنَّ الإنسان إذا اتصل قلبه باللّه انفتحت روحه على أخلاقه العظيمة التي أرادنا أن نتخلّق بها في الحياة؛ ومتى تحقّق للإنسان هذا الانفتاح، وعاش في هذه الأجواء الفسيحة، انخفض عنده مستوى الاهتمام بالقضايا الصغيرة، وعندها لن تثير في نفسه أيَّ شيء مما اعتاد النّاس أن يستثيروا به وجدانهم وحياتهم.

الخطبة الأولى عباد الله: العبد في سائر أحواله يحتاج إلى معين يعينه, وسند يسنده, وأمرٍ يعضده, لأنه بين طاعة يريد فعلها, ولن يقدر على ذلك إلا بعون من الله, وبين معصيةٍ يريد تركها, ولن يستطيع ذلك ما لم يكن له من ربه سندٌ, وبين أمرٍ دنيوي, فهو لن يقدر على أدائه إلا بتوفيق ربه. كلنا ضعيف محتاج للقوي سبحانه, كلنا عاجز إلا إن أعانه الله, كلنا ضالٌ إلا إن وفقه الله بهدى, ولأجل ذلك فكم يحتاج العبد في كل حال إلى أن يستعين بذي العزة والجلال, ويأوي إلى الكبير المتعال. ثمة أمورٌ في حياتنا يشق علينا أدائها, إلا بعون من الله, وإذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده.