تصاعدت المخاوف المسيطرة على أسواق الطاقة في الفترة الراهنة، بعد حظر دول غربية للنفط الروسي، من الدخول بأزمة شح الإمدادات. وتشهد الأسواق حاليًا تراجعًا واضحًا في العرض مقابل الطلب في أسواق النفط، حيث ارتفع الطلب بنحو 3 ملايين برميل مقارنة بالعام الماضي ومن المتوقع أن يعود إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد بحلول الربع الأخير من هذا العام. ليثار معها سؤال فرض نفسه بحكم طبيعة الأحوال المضطربة في الأسواق، حيث وجهت مذيعة فضائية "سي إن بي سي" الأمريكية تساؤلًا حول مدى إمكانية استبعاد روسيا من اتفاق أوبك +؟، لكن جاء رد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان حاسمًا، موجهًا في الوقت ذاته رسائل استراتيجية تهدف لدعم استقرار أسواق النفط. رد سعودي حاسم أجاب الأمير عبدالعزيز بن سلمان، موجهًا سؤالا استنكاريًا للمذيعة الأمريكية، قائلًا: "أسألك.. من الذي يطلق الصواريخ والصواريخ الباليستية على أراضينا؟". وأضاف الوزير السعودي، قائلًا: "من الذي يمول ويدرب ويزود هذه الجهة بالأسلحة؟ إنه عضو في أوبك.. سأترك لك تخيل الأمر"، حسب قوله. وأثار هذا المقطع تفاعلا على تويتر، إذ أعرب عدد من المغردين عن إعجابهم بسرعة بديهة الأمير وربطه للأحداث في الإجابة على السؤال.
قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، إن الشباب هم الطاقة الحقيقية لهذا البلد، مؤكدا أن تمكينهم يحقق الإنجازات. وأضاف الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال تدشينه معرض "صنع في السعودية" المقام ضمن فعاليات موسم الرياض أمس: "لن ننسى أن لهذا الجيل الشاب، شابا طموحا قائدا قادرا منجزا فاعلا هو صاحب "الرؤية"، الأمير محمد بن سلمان". وأكد وزير الطاقة أن ولي العهد يراهن على شباب وشابات الوطن، قائلا: "الأمير محمد بن سلمان لا يراهن على من هم في جيلنا بل يراهن على هذا الجيل الشاب والأجيال القادمة، ولا شك أنه بوجود ولي العهد وطموحه الكبير، ومن يعمل معه في هذه القطاعات سيكون منتجنا الأساس هو ما صنع في السعودية". من جانبه، أكد بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية، أن عدد الشركات المنضمة في برنامج صنع في السعودية بلغ 1300 شركة، ونحو ألفي شركة تنتظر الإدراج. وأشار إلى وجود ستة آلاف منتج مسجل في البرنامج، إضافة إلى 29 شراكة مع جهات حكومية وشركات وطنية. وأكد أن "صنع في السعودية" حلم استطاعت "رؤية 2030" تحويله إلى حقيقة، حيث يحظى بدعم واهتمام من القيادة وبمتابعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقال الوزير الخريف، إن البرنامج يهدف إلى إبراز قوتنا الصناعية وإمكاناتنا للوصول إلى العالم، حيث إنه يزيد الاستهلاك المحلي من المنتجات والخدمات وتعزيز الانتماء إلى المنتج المحلي.
وأضاف "المملكة تشهد تحولات كبرى، وهي أرض خصبة للفرص الاستثمارية، وأرامكو السعودية فخورة أن يكون لها دور كبير في تمكين التحولات وإتاحة الفرص عبر برنامج اكتفاء ومشاريع المحتوى المحلي الكبرى المرتبطة به مثل مدينة الملك سلمان للطاقة، ومجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، وبرنامج نماءات أرامكو". وأشار إلى أن استثمار أرامكو السعودية في شبكة من الموردين الوطنيين يزيد من مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد ويتيح الآلاف من الفرص الوظيفية والتدريبية الجيدة للشباب والشابات السعوديين في قطاع الطاقة". ثم شهد أمير المنطقة الشرقية توقيع عدد من الاتفاقيات كما كرم المشاركين في المنتدى. وسيتم من خلال إطلاق النسخة السادسة من برنامج اكتفاء تعزيز مرونة سلسلة التوريد في أرامكو السعودية بالتوقيع على 50 مذكرة تفاهم جديدة، كما ستشهد أعمال المنتدى، التي تستمر لثلاثة أيام في معرض الظهران إكسبو، عرض التقدم في مبادرة استدامة الأعمال الرائدة للشركة.
وأشار وزير الصناعة إلى أنه يعزز من جاذبية القطاع الصناعي للاستثمار، ويساعد على توفير فرص استثمارية ووظيفية إضافة إلى مساعدة الشركات على التصدير ويرفع نسبة الصادرات غير النفطية. ويهدف معرض "صنع في السعودية"، إلى جمع فخر الصناعة الوطنية تحت سقف واحد، لتوطين التصنيع وزيادة الصادرات إلى العالم، إضافة إلى رواد الأعمال لمناقشة الموضوعات المتعلقة بالصناعات الوطنية، والابتكارات والتقنيات. كما يعزز تبادل الخبرات والرؤى المستقبلية الضامنة لإيجاد سبل جديدة للتقدم والارتقاء، وبناء الشراكات الاستراتيجية. وتتضمن أعمال المؤتمر وورش العمل المصاحبة عددا من حلقات النقاش والعروض المتنوعة، إضافة إلى عدد من الخطوات الجادة المتخذة لجعل المملكة دولة اقتصادية وصناعية رائدة عالميا بحلول 2030. ويشهد المعرض عددا من الفعاليات المصاحبة، كالأمسيات الفنية، والمتاحف، والمعارض الفنية، والحرف، والمشاركات المتنوعة للمهتمين بالمجالات الصناعية، والشغوفين بخياراتها وتطوراتها المستقبلية. كما يحوي عددا من العروض الحية والفريدة، بمشاركة أكثر من 150 شركة، إضافة إلى تنظيم أكثر من 15 ورشة عمل، وسط استضافة 30 متحاورا للحديث عن خلاصة تجاربهم، وأبرز خطط نجاح التصنيع التي نفذوها، لتكون شواهد حاضرة على رحلة التغيير التي تقودها المملكة في مجال الصناعة وتنمية الصادرات السعودية.