[أمين هذه الأمة] السؤال من هو أمين هذه الأمة؟ الجواب أمين هذه الأمة هو أبو عبيدة بن الجراح، وقد كان أبو عبيدة من أعظم الصحابة حفظاً للأمانة، والأمانة تشمل: أمانة العبادات وأمانات الناس، وكان كثيراً ما يؤمِّره النبي عليه الصلاة والسلام لأمانته، من الذي أتى بمال البحرين؟ أبو عبيدة.
وفي قصة يوم السقيفة شواهد عديدة على شخصية أبي عبيدة بن الجراح مناقبه، منها قول أبي بكر "بايعوا عمر أو أبا عبيدة"، وهذا يدل على أنه كان أهلاً للخلافة، في منزلة أبي بكر وعمر، مع العلم أن أبا عبيدة لم يكن من علياء قريش، ولكنه حصل على الكفاءة بخدمته الجليلة في الإسلام، وبتفرّده وتفوّقه في مناقب القيادة، حتى وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه «أمين هذه الأمة». وقد أخرج مسلم عن أبي مليكة قال: سألتُ عائشة: "مَن كان رسول الله مستخلفاً لو استخلفه؟"، قالت: "أبو بكر"، فقيل لها: "ثم مَن بعد أبي بكر؟"، قالت: "عمر"، ثم قيل لها: "مَن بعد عمر؟"، قالت: "أبو عبيدة بن الجراح" ثم انتهت إلى هذا. ورُوي أن عمر بن الخطاب قال: "لو كان أبو عبيدة بن الجراح حياً لاستخلفته، فإن سألني ربي عنه قلت: استخلفت أمين الله وأمين رسوله".
أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، لقَّبَهُ النبي صلى الله عليه وسلم بأمين الأمّة حيث قال: "إن لكل أمّة أميناً، وإن أميننا أيتها الأمة: أبو عبيدة بن الجراح". أسلم أبو عبيدة في مرحلة مبكرة من الدعوة الاسلامية، وهاجر الى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بدر والمشاهد كلها، وكان من الذين ثبتوا في ميدان المعركة عندما بُوغت المسلمون بهجوم المشركين يوم أحد وفي عهد أبي بكر الصديق، كان أبو عبيدة أحد القادة الأربعة الذين عيَّنهم أبو بكر لفتح بلاد الشام، ثم أمر أبو بكر خالد ابن الوليد أن يسير من العراق الى الشام لقيادة الجيوش الإسلامية فيها، فلما ولي عمر ابن الخطاب الخلافةَ عَزَلَ خالداً بنَ الوليد، واستعمل أبا عبيدة، فقال خالد: "وَلِيَ عليكم أمينُ هذه الأمة"، وقد نجح أبو عبيدة في فتح دمشق وغيرِها من مُدُنِ الشامِ وقُراها. وفي عام 18 هـ الموافق 639 م توفي أبو عبيدة بسبب طاعون عمواس في غور الاردن ودُفن فيه.
"وأقرَؤُهم أُبَيٌّ"، أي: كان أُبَيُّ بنُ كعبٍ رضِيَ اللهُ عنه أحفَظَهم للقُرآنِ وأعلَمَهم بِه. "وأعلَمُهم بالحَلالِ والحَرامِ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ"، أي: أعلَمُهم بأحكامِ اللهِ؛ بما هو حَلالٌ وبما هو حَرامٌ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ رضِيَ اللهُ عنه، وقد ورَدَ أنَّه يكون أمامَ العُلماءِ يومَ القِيامةِ برَتوةٍ، أي: برُتبةٍ؛ ولعِلمِه وفقِههِ بعَثَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى اليمنِ داعيا إلى الإسلامِ وقاضيًا ومعلِّمًا، وكان مِن أفضلِ شبابِ الأنصارِ حِلمًا وسخاءً رضِيَ اللهُ عنه. ثم قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ألَا وإنَّ لكُلِّ أُمَّةٍ أَمينًا، وأمينُ هذه الأُمَّةِ أبو عُبَيدةَ ابنُ الجَرَّاحِ"، أي: أنَّه كان في كُلِّ أُمَّةٍ أَمينٌ صادِقٌ مُؤتَمَنٌ يأتَمِنونَه، ويَثِقون به، ولا يَخافون منه؛ فإنَّ هذه الأُمَّةَ فيها أبو عُبَيدةَ ابنُ الجَرَّاحِ عنه رضِيَ اللهُ هو أمينُها وثِقَتُها؛ فكان أبلغَهم وأكمَلَهم في تِلك الصِّفةِ؛ وكان قد فتَح اللهُ تعالى على يديه فُتوحًا كثيرةً في خِلافةِ أبي بكرٍ وعُمرَ رضِيَ اللهُ عنهم. ص59 - كتاب دروس للشيخ محمد المنجد - أمين هذه الأمة - المكتبة الشاملة. وهذا الحديثُ صَريحٌ في تَعدُّدِ جِهاتِ الخَيرِ في الصَّحابَةِ -رضِيَ اللهُ عنهم-، واختِصاصُ بعَضِها ببَعضٍ مع تَفضيلِ أعيانٍ مِنهم، كلُّ واحدٍ بأمرٍ مَخصوصٍ وميزةٍ تُميِّزُه، وقد ثبَت لكثيرٍ مِن الصَّحابةِ غيرِ هؤلاء فَضائلُ على العُمومِ والانفرادِ، ولا يَلزَمُ مِن إثباتِ فَضيلةٍ لأحدِ الصَّحابةِ في شَيءٍ أن يَكونَ أفضَلَ مِن الآخَرين مِن كلِّ وجهٍ، إلَّا الخُلفاءَ الأربعةَ؛ فهُم مُفضَّلون على تَرتيبِ الخِلافةِ().
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
* أبو عبيدة مبعوث الرسول إلي نجران لقد أحب الرسول عليه الصلاة والسلام أمين الأمة أبا عبيدة كثيرا.. وآثره كثيرا ويوم جاء وفد نجرن من اليمن مسلمين٬ وسألوه أن يبعث معهم من يعلمهم القرآن والسنة والاسلام٬ قال لهم رسول الله:لأبعثن معكم رجلا أمينا٬ حق أمين٬ حق أمين.. حق أمين"..!! وسمع الصحابة هذا الثناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم٬ فتمنى كل منهم لو يكون هو الذي يقع اختيار الرسول عليه٬ فتصير هذه الشهادة الصادقة من حظه ونصيبه.. أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" ما أحببت الامارة قط٬ حبي اياها يومئذ٬ رجاء أن أكون صاحبها٬ فرحت الى الظهر مهجرا٬ فلما صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر٬ سلم٬ ثم نظر عن يمينه٬ وعن يساره٬ فجعلت أتطاول له ليراني.. فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجر اح٬ فدعاه٬ فقال: أخرج معهم٬ فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه.. فذهب بها أبا عبيدة؟..!!