ثانيا: العلم دليل العمل: ومن فضائل العلم أنه يسبق العمل، ويدل عليه ويرشد إليه. وهذا ما ذكره الإمام البخاري في كتاب"العلم" من صحيحه واستدل عليه من القرآن الكريم قال:: " باب العلم قبل القول والعمل" ،لقوله تعالى: " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " [ محمد:19] فالعلم مقدم على القول والعمل ، فلا عمل دون علم والعلم إمام العمل وقائد له، والعمل تابع له ومؤتم به. فكل عمل لا يكون خلف العلم مقتديا به فهو غير نافع لصاحبه بل مضرة عليه كما قال بعض السلف: من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح ". والأعمال إنما تتفاوت في القبول والرد بحسب موافقتها للعلم ومخالفتها له ، فالعمل الموافق للعلم هو المقبول والمخالف له هو المردود فالعلم هو الميزان وهو المحك. هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون تفسير. - وفي حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" وذلك لأن العلم يسبق العمل ويدل عليه، ويرشد إليه، فهو دليل له من ناحية، وشرط لقبوله من ناحية أخرى. فلا عمل بدون علم معنى ذلك أنه كلما وجد العمل لزم وجود الفعل. - وفضل العلم على العبادة لأن نفع العلم متعد ونفع العبادة قاصر، فالعبادة تنفع صاحبها والعلم ينفع الكافة ثم إن نفع العبادة غالبا ما ينتهي بالفراغ منها ولكن العلم يبقى إلى ما شاء الله.
وكم كنت أتأسف على تلك المدارس والمعاهد والجامعات التي أفنوا عمرهم بها، والتي لم تخرج إلا أنصاف المتعلمين، والأشباح الهائمة منزوعة الإرادة التي لا تمتلك لا حرية التفكير، ولا السلوك، أو اتخاذ أي قرار، وسلمت مصائرها وحياتها وقيادها إلى مجموعة من الأميين والجهلة الأدعياء. مركز البحث والدراسات الاجتماعية والثقافية: العـــلم أساس البناء الحضاري. وخلية لندن، نفسها، خرجت من ذات هذه الجزر الفقهية والأوكار السلفية التي لم، ولن تخرج إلا هذه النماذج الرثة من المومياءات والمستحاثات. فالمقدمات الخاطئة تقود لنتائج خاطئة والعكس صحيح. إلا أن القادم أدهى، وأعظم، وأخطر، وبما لا يقاس، وكل ذلك، طبعاً، بمشيئة العزيز المقتدر القهار، وبركة، وتواطؤ أنظمة القهر والإفقار والاستبداد. (100) هل أعجبتك المقالة (97)
لقد اتخذ العلم لأول مرة صفة العالمية في جامعات العصر الوسيط الإسلامية..... كان العلم الإخ التوأم للدين..... وكانت البلاد المسيحية في تلك الفترة في القرون الوسطى في ركود وتزمت مطلق توقف معه البحث العلمي... " ويقول الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه " الدين والعلم":" لا خصومة عندنا -نحن المسلمين – بين الدين والعلم ، وأن العلم عندنا دين ، والدين عندنا علم ، وأن حضارتنا هي الحضارة التي جمعت بين العلم والإيمان ". أيها الحضور الكرام أيها السادة إن الحضارة لا قيام لها إلا بالعلم. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. و ريادة وقيادة العالم لا يكون إلا بالعلم. والمسلمون عندما كانوا يهتمون بالعلم وطلبه وكانت المدارس والمساجد تكتظ بطلاب العلم بدل المقاهي والساحات كانت لنا الريادة و القيادة كما أردها الله لنا "كنتم خير أمة أخرجت للناس". والغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية ما وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم إلا من خلال اهتمامه بالعلم واعتباره مفتاح التقدم. فالحضارة لا تبنى بالكسل والجهل والأمية وإنما تبنى بالعلم والعمل ، ولا بد من الإشارة في نهاية العنصر أن طلب العلم لا يرتبط بسن معين ولا بجنس وإنما طلب العلم من المهد إلى اللحد وفريضة على كل مسلم ومسلمة.