وهل يكب الناس في النار علي مناخرهم الا حصائد السنتهم؟ اي جزاء ما تكلموا به من الحرام. فللسان فيها اكبر النصيب, واذا سمح الانسان للسانه ان يلغو في هذه الاعراض وغيرها كان عرضة للنهاية التعيسة والإفلاس في الآخرة, وشتان بين افلاس الدنيا وافلاس الآخرة. روي مسلم عن ابي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ان رسول الله قال: اتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع, قال: المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة, ويأتي وقد شتم هذا, وقذف هذا, واكل مال هذا وسفك دم هذا, وضرب هذا, فيعطي هذا من حسناته, وهذا من حسناته, فإن فنيت حسناته قبل ان يقضي ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. تفسير الايه ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد - إسألنا. وفي الحديث الذي يرويه البيهقي ان العبد ليقول الكلمة لا يقولها الا ليضحك بها المجلس يهوي به ابعد ما بين السماء والارض, وان المرء ليزل عن لسانه اشد مما يزل عن قدميه لقد كان خوف السلف من آفات اللسان عظيما. فهذا عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ يقول: وما شيء احوج الي طول سجن من لسان
عَتِيدٌ: أي حاضر ليس بغائب يكتب عليه ما يقول من خير وشر) [2219] ((أضواء البيان)) (7/427). وقال السمعاني: (أي: رقيب حاضر. قال الحسن: يكتب الملكان كل شيء، حتى قوله لجاريته: اسقيني الماء، وناوليني نعلي، أو أعطيني ردائي. ويقال: يكتب كل شيء حتى صفيره بشرب الماء) [2220] ((تفسير القرآن)) (5/240). انظر أيضا: ثانيًا: الترغيب في الصمت في السنة النبوية.
- قوله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18] قال ابن كثير: ( مَا يَلْفِظُ أي: ابن آدم مِنْ قَوْلٍ أي: ما يتكلم بكلمة إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ أي: إلا ولها من يراقبها معتد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار: 10-12]) [2217] ((تفسير القرآن العظيم)) (7/398). وقال الشوكاني: (أي: ما يتكلم من كلام، فيلفظه ويرميه من فيه إلا لديه، أي: على ذلك اللافظ رقيب، أي: ملك يرقب قوله ويكتبه، والرقيب: الحافظ المتتبع لأمور الإنسان الذي يكتب ما يقوله من خير وشر، فكاتب الخير هو ملك اليمين، وكاتب الشر ملك الشمال. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة ق - تفسير قوله تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "- الجزء رقم7. والعتيد: الحاضر المهيأ. قال الجوهري: العتيد: الحاضر المهيأ،... والمراد هنا أنه معد للكتابة مهيأ لها) [2218] ((فتح القدير)) (5/89). بتصرف وقال الشنقيطي: (قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ أي ما ينطق بنطق ولا يتكلم بكلام إِلَّا لَدَيْهِ ، أي إلا والحال أن عنده رقيبًا، أي ملكًا مراقبًا لأعماله، حافظًا لها شاهدًا عليها لا يفوته منها شيء.
وإنما رد الأمر على الآمر. وهذا أول الكفر. ثم بعد ذلك مضى في غيه فتوعد آدم وذريته بأن يضلهم عن سبيل الله. المصدر: موقع نداء الإيمان محتوي مدفوع
هؤلاء جميعا لهم مهمة مع الإنسان. ولكن الأمر بالسجود لم يشمل أولئك الملائكة العالين من حملة العرش وحراس السماء وغيرهم ممن ليست لهم مهمة مع الإنسان. ولذلك عندما رفض إبليس السجود. قال له الله تعالى: {قَالَ يا إبليس مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ العالين}.. [ص: 75]. قوله تعالى.. كنت من العالين أي أنك كنت من الملائكة العالين.. الذين لم يشملهم أمر السجود. إذن فأمر السجود لآدم.. كأمر الله لنا بالسجود إلى القبلة في الصلاة. فنحن لا نسجد للقبلة ذاتها.. ولكننا نسجد لأمر الله بالسجود إلى القبلة.. وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد تفسير حلم. سجد الملائكة الذين شملهم أمر السجود لأمر الله سبحانه وتعالى.. ولكن إبليس رفض أن يسجد. وعصى أمر الله. بعض الناس يقولون: أن إبليس لم يكن من الذين أمرهم الله تعالى بالسجود. لأن الأمر شمل الملائكة وحدهم.. وإبليس ليس ملكا. ولكنه من الجن. كما يروي لنا القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجن فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}.. [الكهف: 50]. ونقول: إن كون إبليس من الجن هو الذي جعله يعصي أمر الله بالسجود. فلو أن إبليس كان من الملائكة وهم مقهورون على الطاعة كان لابد أن يطيع أمر الله ويسجد.