النهي عن إزعاجه صلى االله عليه وسلم، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [٥] ، فقد نهى الله سبحانه المؤمنون أن ينادوا النبي عليه السلام باسمه مجردًا ورفع صوتهم ومناداتها من وراء الحجرات، وقد وصفهم الله سبحانه بأنّهم لا يعقلون، فكان عليهم أن يصبروا حتى يخرج عليهم وأن يضبطوا تحاورهم معه وفقًا للأحكام والآداب وهذا خيرٌ لهم.
الخطبة الأولى ( لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
فَأَعْجَبَهُمْ. فَضَحِكَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم). نعم. يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وولي. ( لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) فخافوا الله في قولكم وفعلكم أن يخالَف أمر الله ورسوله، وعليكم بالاقتداء والاتباع ، وإياكم والابتداع فإن الله سميع لأقوالكم، عليم بنياتكم وأفعالكم. وَقَالَ قَتَادَةُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَاسًا كَانُوا يَقُولُونَ: لَوْ أُنْزِلَ فِي كَذَا كَذَا، لَوْ صُنِعَ كَذَا، فَكَرِهَ اللَّهُ ذَلِكَ ودعاهم ألا يقدموا بين يدي الله ورسوله. وقال الحسن: هم قوم نحروا قبل أن يصلي النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم( أي صلاة عيد الأضحى)، فأمرهم النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يعيدوا الذبح. أيها المؤمنون لن يعظم الله تعالى من لم يعظم أمره سبحانه، ولن يوقره تعالى من لم يوقر شريعته عز وجل، ولن يقدره حق قدره من لا يستسلم لحكمه، ولا يخضع لشرعه. ومن حكَّم أهواء الناس على الشرع فهو جاهل بربه مغتر ببشر مثله. والآية تدعوا المؤمنين الى تعظيم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أبو هريرة «يَا ابْنَ أَخِي، إِذَا سَمِعْتَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَضْرِبْ لَهُ مَثَلًا» رواه الترمذي ، فالمؤمن إذا سمع قول الله أو قول رسوله فعليه ألا يقدم رأيه على حكم الله ورسوله ، وفي صحيح مسلم (قال سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ«لاَ تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا ».
وقد سلك القرآن لإقامة أهم حُسن المعاملة طريقَ النهي عن أضدادها من سوء المعاملة لأن درء المفسدة مقدم في النظر العقلي على جلب المصلحة. وعَطْف { واتقوا اللَّه} تكملة للنهي عن التقدم بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ليدل على أن ترك إبرام شيء دون إذن الرسول صلى الله عليه وسلم من تقوى الله وحده ، أي ضده ليس من التقوى. خطبة عن قوله تعالى (لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. وجملة { إن اللَّه سميع عليم} في موضع العلة للنهي عن التقدم بين يدي الله ورسوله وللأمر بتقوى الله. والسميع: العليم بالمسموعات ، والعليم أعم وذكرها بين الصفتين كناية عن التحذير من المخالفة ففي ذلك تأكيد للنهي والأمر.
روائع التلاوة(يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله)#قرآن_كريم#اكسبلور#expl - YouTube
شرح مفردات الآية قدم: بمعنى تقدّم مِنْ قَدَمَهُ إذا تقدّمه، كقوله تعالى: ﴿ يَقْدُمُ قَوْمَهُ ﴾. ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ أي تتقدّموا، وقيل: "لا تعجلوا بأمر ونهي قبله"[1]. المعنى التفصيلي للآية إنّ تصدير خطاب بعض الآيات بـ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو ﴾ سواء في سورة الحجرات أم في غيرها من السور[2] يختزن دلالات عديدة أهمها: 1- أنّ النداء: فيه تنبيه المخاطبين على أنّ ما في حيّزه أمر خطير يستدعي اعتناءهم بشأنه، وفرط اهتمامهم بتلقّيه ومراعاته. 2- أنّ وصفهم بالإيمان لتنشيطهم ، والإيذان بأنّه داع إلى المحافظة عليه ووازع عن الإخلال به. يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله والنور الذي أنزلنا. ثم بعد ذلك يأتي توصيفهم بأي وصف يتناسب مع مضمون الآية. 3- بعد النداء والوصف بالإيمان جاء قوله تعالى: ﴿ لَا تُقَدِّمُو ﴾ أي: لا تفعلوا التقديم، على ترك المفعول للقصد إلى نفس الفعل من غير اعتبار تعلّقه بأمر من الأمور، على طريقة قولهم: فلان يُعطي ويمنع، أو: لا تقدّموا أموراً من الأمور، على حذف المفعول، للعموم. أو: يكون التقديم بمعنى التقدّم، من "قدّم" اللازم، ومنه: مقدّمة الجيش، للجماعة المتقدّمة. آراء المفسّرين في معنى التقدُّم على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم: هناك أقوال وآراء متعدّدة لتفسير التقدُّم: منها: لا تعجلوا بالأمر والنهي دون الله ورسوله، ولا تقطعوا بالأمر والنهي دون الله ورسوله.