الشعر إلهام و موهبة من عند الله ، فقد تتفتح قريحة الإنسان في لحظة من اللحظات و فجأة ليصبح شاعرا. و من أحس بأنه ملهم و موهوب و عنده الرغبة في أن يكون شاعرا عليه أن يقرأ الشعر و يداوم على قراءته فلعل الله يبصره و تتفتح قريحته. و عليه تعلم قواعد اللغة العربية و بلاغتها وأن يتعرف على علم العروض و بحور الشعر.
في البِدايات ، حاوِلْ أَنْ تَكتُبَ المَطلَعَ ذاتياً حَتى يَكتَمِلَ وَزنُهُ كَما ذَكَرنا وَ تَتَّضِحْ قَافِيَتُهُ ، ثُمَّ ابحَثْ عَنْ أَيِّ قَصيدَةٍ عَلى نَفسِ الوَزنِ وَاقتَبِس مِنها القَوافي ثُمَّ نَقِّحها بِحَيثُ تَختارَ مِنها ما يُناسِبُ فَكرَتَكَ المَطروحَة ، وَ في الحَقيقَةِ أَنَّ الشاعِرَ الناجِحَ يَستَطيعُ تَوظيفَ أَيَّ قافِيَةٍ. الطَريقَةُ السابِقَةُ مَفيدَةٌ جِدّاً خاصَةً مَعَ البِدايات ، كَذَلِكَ فَإِنَّها تُثريكَ لُغَويّاً فالقافِيَةِ عِندَما تَقرَأُها كَثيراً وَ تَكتُبُ أَبياتَكَ الخاصَّه بِها فَإِنَّها تُختَزَنُ في ذاكِرَتِكَ وَ يُصبِحُ استِحضارُها سَهلٌ ، وَلَكِنْ يَعيبُ هَذِهِ الطَريقَةُ أََنَّها قَدْ تُفقِدَكَ تَسَلسُلَ الأَحداثِ ، لَكِنْ لَو كانَ لَدَيكَ حِسٌ أَدَبيٌ بِإِمكانِكَ تَلافي هَذِهِ المُشكِلَة. 5.
(vii) الغيرَة: قَدْ تَكونُ الغيرَةُ مِنْ أَسبابِ الكِتابَةِ وَ هَذا ما دَفَعَني لِطَلَبِ إِنشاءِ رُكْنٍ خاصٍ لإِبداعاتِ الأَعْضاءِ حَتى نَجِدَ رُوحَ التَنافُسِ ، فَرَأَينا بَعضَ الأَعضاءِ زَادَ الحَافِزُ لَدَيهِم فَأَبدَعوا في مَجَالِ القِصَةِ وَ الخَاطِرَةِ وَ الشِعر. كيف تكتب شعر فصيح. *هَذِهِ القَواعِدُ لِجَميعِ أَنواعِ الكِتاباتِ الأَدَبيَّةِ سَواءٌ كانَتْ شِعراً أَو نَثراً أَو أَيُّ نَوع. 2. الفِكْرَة: تَأتي في المَقامِ الثاني بَعدَ الرَغبَةِ وَ هي بِمَثابَةِ سَقفِ القَصيدَةِ الَّذي يَظهَرُ وَ يَصِلُ لِلنَّاسِ ، أَمَّا أَعمِدَتُها فَهي الأَوزان فَبِدونِها يَسقُطُ السَقفُ وَكَذلِكَ فَهي سَقفُ كُلُ عَمَلٍ أَدَبيٍّ مِنْ شِعرٍ وَ نَثرٍ وَ غَيرِهِ وَ عَمودُ النَثرِ هو الأُسلوبُ الأَدَبي. وَ الفِكرَةُ تَنشَأْ مِمّا يُساوِرُ النَّفسَ مِنْ مَشَاعِرَ وَ أَحاسيسَ سَواءً كانَتْ مُحيطَةً أَو دَاخِلية ، مُحيطَةً كالأَحداثِ سَواءً سياسية أو دينية أو خاصة ، وَ داخِليةً كالحُبِ وَ الهَمِّ وَ الاكتِئابِ.
كذلك فإنّ اللغة تتطلب معرفة دقيقة ببحور الشعر العربي، وتمرّس في كتابة أشعار على أوزان تلك البحور، وذلك قبل الشروع في الخروج عنها والإتيان بجديد، حيث إنّ العديد من الشعراء الجدد يقولون بعدم أهمية الشعر العربي القديم وبحوره وأنّ كل ما عليهم هو التعبير عن أفكارهم دون التزام بالقواعد الشعرية، وليس هذا صحيح لأنّه من غير المعقول أن يتمرّد الكاتب على شيء لم يمرّ به من قبل؛ لذا فإنّ القراءات المتعمقة في الشعر ومدارسه والالتزام بالقواعد في البداية ستزيد من فرص التقدم والمهارة في كتابة الشعر. الموضوع إنّ الشاعر يتحدّث في كل قصيدة عن موضوع أو أكثر، وكما هو معروف عن الشعر العربي القديم موضوعاته التي تناولت الفخر والرثاء والغزل والبكاء على الأطلال والمديح، فإنّ الشعر الحديث تناول موضوعات شتى تهمّ القارئ وتشغل وجدانه. لذا على الشاعر أن يكون مهموماً بهموم الآخرين، وإن كانت قصائده تعبر عن تجاربه الذاتية فيجب أن تكون محدثة تمسّ القارئ المعاصر. كيف تكتب شعر. ويمكن تطوير اختيار الموضوعات من خلال الإكثار من القراءة في المجالات التاريخية والفلسفية والسياسية المختلفة، وكذلك خوض التجارب الحياتية التي تصنع الشعراء، فلكل شاعر كبير سيرة ذاتية حافلة بالتجارب.