masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم

Saturday, 06-Jul-24 06:46:03 UTC

فلذلك، وجب عليهم إذا تعارض مراد النفس ، أو مراد أحد من الناس، مع مراد الرسول، أن يقدم مراد الرسول، وأن لا يعارض قول الرسول، بقول أحد، كائنًا من كان، وأن يفدوه بأنفسهم وأموالهم وأولادهم، ويقدموا محبته على الخلق كلهم، وألا يقولوا حتى يقول، ولا يتقدموا بين يديه. وهو صلى اللّه عليه وسلم، أب للمؤمنين، كما في قراءة بعض الصحابة ، يربيهم كما يربي الوالد أولاده. النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم. فترتب على هذه الأبوة، أن كان نساؤه أمهاتهم، أي: في الحرمة والاحترام، والإكرام، لا في الخلوة والمحرمية، وكأن هذا مقدمة، لما سيأتي في قصة زيد بن حارثة، الذي كان قبل يُدْعَى: "زيد بن محمد" حتى أنزل اللّه { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} فقطع نسبه، وانتسابه منه، فأخبر في هذه الآية، أن المؤمنين كلهم، أولاد للرسول، فلا مزية لأحد عن أحد وإن انقطع عن أحدهم انتساب الدعوة ، فإن النسب الإيماني لم ينقطع عنه، فلا يحزن ولا يأسف. وترتب على أن زوجات الرسول أمهات المؤمنين، أنهن لا يحللن لأحد من بعده، كما الله صرح بذلك: "وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا" { { وَأُولُو الْأَرْحَامِ}} أي: الأقارب، قربوا أو بعدوا { { بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}} أي: في حكمه، فيرث بعضهم بعضًا، ويبر بعضهم بعضًا، فهم أولى من الحلف والنصرة.

  1. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحزاب - الآية 6
  2. 15ـ هو صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم
  3. النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحزاب - الآية 6

قوله - عز وجل -: ( وأزواجه أمهاتهم) وفي حرف أبي: ( وأزواجه وأمهاتهم وهو أب لهم) وهن أمهات المؤمنين في تعظيم حقهن وتحريم نكاحهن على التأبيد ، لا في النظر إليهن والخلوة بهن ، فإنه حرام في حقهن كما في حق الأجانب ، قال الله تعالى: " وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب " ( الأحزاب - 53) ، ولا يقال لبناتهن هن أخوات المؤمنين ولا لأخوانهن وأخواتهن هم أخوال المؤمنين وخالاتهم. قال الشافعي: تزوج الزبير أسماء بنت أبي بكر ، وهي أخت أم المؤمنين ، ولم يقل هي خالة المؤمنين. واختلفوا في أنهن هل كن أمهات النساء المؤمنات ؟ قيل: كن أمهات المؤمنين والمؤمنات جميعا. 15ـ هو صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم. وقيل كن أمهات المؤمنين دون النساء ، روى الشعبي عن مسروق أن امرأة قالت لعائشة رضي الله عنها: قالت يا أمه! فقالت لست لك بأم إنما أنا أم رجالكم فبان بهذا معنى هذه الأمومة وهو تحريم نكاحهن. قوله - عز وجل -: ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) يعني: في الميراث ، قال قتادة: كان المسلمون يتوارثون بالهجرة. قال الكلبي: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الناس ، فكان يؤاخي بين رجلين فإذا مات أحدهما ورثه الآخر دون عصبته ، حتى نزلت هذه الآية: ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) في حكم الله) ( من المؤمنين) الذين آخى رسول الله [ ص: 320] - صلى الله عليه وسلم - بينهم) ( والمهاجرين) يعني ذوي القرابات ، بعضهم أولى بميراث بعض من أن يرث بالإيمان والهجرة ، فنسخت هذه الآية الموارثة بالمؤاخاة والهجرة وصارت بالقرابة.

15ـ هو صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم

قال القرطبي: "هذه الآية أزال الله تعالى بها أحكاما كانت في صدر الإسلام، منها: أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي على ميت عليه ديْن، فلما فتح الله عليه الفتوح قال: ( أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي وعليه دين فعلّي قضاؤه، ومن ترك مالا فلورثته)".. وقال بعض العلماء: النبي أولى بهم من أنفسهم؛ لأن أنفسهم تدعوهم إلى الهلاك، وهو يدعوهم إلى النجاة.. ويؤيد هذا ما أخرجه مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما مثلي ومثل أمتي، كمثل رجل استوقد نارا، فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه، وأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحمون فيه). وقيل: أولى بهم، أي أنه إذا أمر بشيء ودعت النفس إلى غيره، كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم أولى.. وقيل: أولى بهم، أي هو أولى بأن يحكم على المؤمنين فينفذ حكمه في أنفسهم، أي فيما يحكمون به لأنفسهم مما يخالف حكمه. قال الشوكاني: "فيجب عليهم أن يؤثروه بما أراده من أموالهم، وإن كانوا محتاجين إليها، ويجب عليهم أن يحبوه زيادة على حبهم أنفسهم، ويجب عليهم أن يقدموا حكمه عليهم على حكمهم لأنفسهم. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحزاب - الآية 6. وبالجملة فإذا دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لشيء ودعتهم أنفسهم إلى غيره، وجب عليهم أن يقدموا ما دعاهم إليه ويؤخروا ما دعتهم أنفسهم إليه، ويجب عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم لأنفسهم، ويقدموا طاعته على ما تميل إليه أنفسهم وتطلبه خواطرهم".

النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم

ولكن يقال: مثل الأب للمؤمنين; كما قال: إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم.. الحديث. خرجه أبو داود. والصحيح أنه يجوز أن يقال: إنه أب للمؤمنين ، أي في الحرمة ، وقوله تعالى: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم أي في النسب. وسيأتي. وقرأ ابن عباس: ( من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه). وسمع عمر هذه القراءة فأنكرها وقال: حكمها يا غلام ؟ فقال: إنها في مصحف أبي; فذهب إليه فسأله فقال له أبي: إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق ؟ وأغلظ لعمر. وقد قيل في قول لوط عليه السلام هؤلاء بناتي: إنما أراد المؤمنات; أي تزوجوهن. وقد تقدم. السابعة: قال قوم: لا يقال بناته أخوات المؤمنين ، ولا أخوالهن أخوال المؤمنين وخالاتهم. قال الشافعي رضي الله عنه: تزوج الزبير أسماء بنت أبي بكر الصديق وهي أخت عائشة ، ولم يقل هي خالة المؤمنين. وأطلق قوم هذا وقالوا: معاوية خال المؤمنين; يعني في الحرمة لا في النسب. الثامنة: قوله تعالى: إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا يريد الإحسان في الحياة ، والوصية عند الموت; أي أن ذلك جائز; قاله قتادة والحسن وعطاء. وقال محمد بن الحنفية ، نزلت في إجازة الوصية لليهودي والنصراني; أي يفعل هذا مع الولي والقريب وإن كان كافرا; فالمشرك ولي في النسب لا في الدين فيوصى له بوصية.

والأدعياء الذين كانوا من قبل، يرثون بهذه الأسباب، دون ذوي الأرحام، فقطع تعالى، التوارث بذلك، وجعله للأقارب، لطفًا منه وحكمة، فإن الأمر لو استمر على العادة السابقة، لحصل من الفساد والشر، والتحيل لحرمان الأقارب من الميراث، شيء كثير. { { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ}} أي: سواء كان الأقارب مؤمنين مهاجرين وغير مهاجرين، فإن ذوي الأرحام مقدمون في ذلك، وهذه الآية حجة على ولاية ذوي الأرحام، في جميع الولايات، كولاية النكاح ، والمال، وغير ذلك. { { إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا}} أي: ليس لهم حق مفروض، وإنما هو بإرادتكم، إن شئتم أن تتبرعوا لهم تبرعًا، وتعطوهم معروفًا منكم، { { كَانَ}} ذلك الحكم المذكور { { فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}} أي: قد سطر، وكتب، وقدره اللّه، فلا بد من نفوذه. #أبو_الهيثم #مع_القرآن 3 1 19, 208

أمر الله تعالى في كتابه المجيد "بتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوقيره، وتعزيره، والأدب البالغ في حضرته. وأُمر الصحابة في سورة الحجرات أن لا يرفعوا أصواتهم فوق صوته، وأن لا يجهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض، وأن لا ينادوه نداء بعضهم لبعض. وأعلمهم القرآن أن الذين يبايعون رسول الله إنما يبايعون الله،وأن يد الله فوق أيدي المبايعين. فاجتمعت للصحابة عوامل التبجيل والإجلال والمحبة أمراً مُوحى به من السماء، وانبعاثا متوثبا من القلوب. لولا هذا الانبعاث لما تُلُقّيَ الأمر السماوي ولا البيان النبوي بالتقديس". 3 روى البخاري عن عبد الله بن هشام قال:"كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب. فقال له عمر: يا رسول الله! لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا نفسي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا والذي نفسي بيده، حتى أكونَ أحبَّ إليك من نفسك! "فقال عمر: فإنه الآن والله لأنْتَ أحبُّ إليَّ من نفسي! فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الآن يا عمر"! 4 فكانت المحبة التي يقتضيها إيمان المؤمنين هي إيثار محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على محبة من سواه من المخلوقين، كيفما كانت قرابتهم وسلطتهم ونفعهم، ومن أحب شيئا آثره ووافقه وخدمه.