masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

قرار 181: ما هو مشروع قرار تقسيم فلسطين؟ &Laquo; فلسطين... سؤال وجواب

Wednesday, 03-Jul-24 13:53:14 UTC

لقد رأينا قيمة تعهدات الحكومة البريطانية ومدى ما يمكن الاعتماد عليها... ثم ما الفائدة للعرب من بقاء جوامع وكنائس ومقامات مقدسة في قسم من بلادهم يرغمون على الرحيل عنه؟ إن العرب يقدسون الجوامع والكنائس مادام فيها مصلون، أما إن قدر للشعب العربي أن يرحل عن وطنه (وهذا لن يكون) فخير له أن تنسف الجوامع والكنائس، وأن تمحى آثاره المقدسة، من أن تبقى أثراً يذكر الأجيال بأنه كان في هذه البلاد شعب عربي لم يعرف كيف يحتفظ بها... دولة يهودية إن لمشروع تقسيم فلسطين فائدة واحدة، ذكرها اللورد بيل في تقريره، وهي تحقيق أحلام اليهود من تأسيس مملكة لهم في الأرض المقدسة. لقد منح تصريح بلفور اليهود وطناً قومياً في فلسطين، يعطيهم الحق في القدوم إلى الأراضي المقدسة وسكناها دون أن يغير ذلك كيان العرب وحقوقهم. التقسيم الأول لفلسطين لجنة بيل 1937م - نكبة فلسطين| قصة الإسلام. غير أن هذا التصريح لم يحقق آمال اليهود؛ على أنهم قبلوه ليكون وسيلة لتحقيق تلك الآمال. وجاء اللورد بيل وأوصى بإلغاء الانتداب القائم على تصريح بلفور، وإعطاء اليهود مملكة في أطيب قسم من فلسطين، مستقلة تمام الاستقلال، ولها ما لأكبر الدول من سيادة ومكانة. ومثل هذه الدولة لا تحقق آمال اليهود كلها، بل هي إلى إحياء الصهيونية، بعد أن كادت تفشل، ووسيلة لإيصال اليهود إلى غايتهم الرئيسية، وهي: إنشاء دولة يهودية ممتدة من النيل حتى الفرات، واستعمار الشرق الأدنى، لاسيما الشرق العربي، استعماراً اقتصادياً.

التقسيم الأول لفلسطين لجنة بيل 1937م - نكبة فلسطين| قصة الإسلام

ولمّا عارض الفلسطينيّون قرار التقسيم عام 1947، صارت هذه المعارضة الطبيعيّة ورقة رابحة في يد إسرائيل وحلفائها لتبرير كلّ الجرائم التي ارتُكبت بحقّهم منذ عام 1948 حتّى يومنا هذا. واليوم، بعد مرور 63 عامًا على إقامة دولة اليهود، ومرور 44 عامًا على احتلال غزّة والضفّة الغربيّة، يعيش في فلسطين التاريخيّة نحو 11 مليون نسمة منهم 5. 8 مليون يهوديّ ونحو 5. 5 مليون فلسطينيّ. ورغم ذلك، ترفض إسرائيل رفضًا شديدًا إنهاءَ الاحتلال، والعودةَ إلى حدود عام 1967 كي يقيم الفلسطينيّون دولتهم المستقلّة على 22% فقط من فلسطين التاريخيّة. على خلفيّة هذا الواقع، يجدر بنا هذه الأيّام قراءة قرار التقسيم عام 1947 وتبعاته، لاستخلاص العبر التاريخيّة والسياسيّة المتعلّقة بفكرة تقسيم البلاد كحلّ أمثل للصراع الصهيونيّ- الفلسطينيّ. كان قرار الأمم المتّحدة ذو الرقم 181، القاضي بتقسيم فلسطين عام 1947-دون الأخذ برأي سكّانها الأصليّين، المعارضين لتقسيم بلادهم- كان فاتحةً للحرب والنكبة التي حلّت عام 1948 بالعرب عامّة والفلسطينيّين خاصة. ومن الطرف الآخر، إنّ هذا القرار كان تتويجًا لنجاحات الحركة الصهيونيّة بشرعنة مشروعها في إقامة دولة يهوديّة في فلسطين على حساب أهلها الأصلانيّين.

إن تأسيس مملكة يهودية في فلسطين أو في قسم منها، مهما كانت رقعته، خطر عظيم على الشرق العربي أجمع. لأن منح اليهود مملكة معناه تقوية نفوذهم في جميع أنحاء العالم، وسيطرتهم على الدوائر السياسية الدولية، سيطرة تجعل لدولتهم، مهما كانت صغيرة، أهمية دولية لا تقل عن أهمية عن كبار دول العالم. ويتلو ذلك تزلف الدول لهذه الدولة القوية، فتأخذ في عقد محالفات معها، تضمن للدولة اليهودية حرية العمل في الشرق الأدنى لاسيما في بلاد العرب منه. وفي أثناء ذلك تكون (الحكومة اليهودية) آخذة في حشد اليهود في (القسم اليهودي) من فلسطين. وقد صرح رجالاتهم من الآن، بأنه سيبلغ عدد اليهود في هذا القسم عما قريب خمسة ملايين، جلهم من الشبان والشابات الصالحين للعمل. لهذا ستكون قوة التجنيد عندهم معادلة، إن لم تكن أقوى، لقوة تجنيد بلاد عادية يبلغ سكانها خمسة عشر مليوناً. وستدرب الحكومة اليهودية هذا العدد الكبير من الرجال والشبان والنساء على الأعمال الحربية. وسيكون لديها جيش قوي مجهز بأحدث عدد الحرب. وزيادة على الجيش المحلي فإن للدولة اليهودية جيوشاً احتياطية منتشرة في جميع أنحاء العالم. لأن كل يهودي خارج فلسطين سيعتبر نفسه جنديا في جيش (الدولة اليهودية) وسيلبي النداء مهما كان بعده عن الأراضي المقدسة.