masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

فسقى لهما ثم تولى الى الظل

Tuesday, 30-Jul-24 01:59:27 UTC

وأما حذف مفاعيل " تذودان " و " لا نسقي " ، " فسقى لهما " فيتعين فيها ما ذهب إليه الشيخان. وأما ما ذهب إليه صاحب المفتاح وشارحاه فشيء لا دليل عليه في القرآن حتى يقدر محذوف ، وإنما استفادة كونهما تذودان غنما مرجعها إلى كتب الإسرائيليين. ومعنى " من دونهم " في مكان غير المكان الذي حول الماء ، أي في جانب مباعد للأمة من الناس ؛ لأن حقيقة كلمة " دون " أنها وصف للشيء الأسفل من غيره. وتتفرع من ذلك معان مجازية مختلفة العلاقات ، ومنها ما وقع في هذه الآية. فـ " دون " بمعنى جهة يصل إليها المرء بعد المكان الذي فيه الساقون. شبه المكان الذي يبلغ إليه الماشي بعد مكان آخر بالمكان الأسفل من الآخر كأنه ينزل إليه الماشي ؛ لأن المشي يشبه بالصعود وبالهبوط باختلاف الاعتبار. ويحذف الموصوف بـ " دون " لكثرة الاستعمال فيصير " دون " بمنزلة ذلك الاسم المحذوف. وحرف ( من) مع ( دون) يجوز أن يكون للظرفية مثل إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير. ويجوز أن يكون بمعنى " عند " ، وهو معنى أثبته أبو عبيدة في قوله تعالى: ( لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا). والمعنى: ووجد امرأتين في جهة مبتعدة عن جهة الساقين. و " تذودان " تطردان.

  1. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير
  2. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل – تجمع دعاة الشام

فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير

ومن هنا نصل إلى ختام مقال قال تعالى ثم تولى إلى الظل معنى تولى في الآية، وقد ذكرنا أن تولى جاءت بما رجع وقيل انصرف، ثم تعرفنا على تفسير الآية الكريمة التي ذكرت حال موسى في مساعدته للفتاتين، ومن ثم تطرقنا لتفصيل القصة في السطور السابقة.

فسقى لهما ثم تولى إلى الظل – تجمع دعاة الشام

أيها المسلمون: خَرَجَ من أرضِه خائفاً يَترَقَّب.. لا يُبْصِرُ لِـمَسِيْرِهِ وجهةً، ولا يهتدي إلى سبيل {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} وفي ظهيرةِ يومٍ حارٍّ.. وردَ ماءَ مدينَ.. ــ بئرٌ يرِدُه أهلُ مَدْيَنَ ومنه يستسقون ــ. وَرَدَ ماءَ مدين.. وقَد أظناهُ التعبُ، وأرْهَقَهُ السفَر، وأرَّقَهُ التَّرَقُّبُ، وأجْهَدَهُ الجوعُ. فلما دَنا.. رأى مشهداً لا يَرْتَضِيْه! رأى لؤْماً يلوحُ أمامَ ناظِرَيْهِ بأظهرِ معانِيْه. رأى امرأتين عفيفتينِ.. ألجأتْهُما الحاجةُ إلى الخروجِ مِنْ بَيْتِهِما في حَرِّ القائلةِ تستسقيانِ لغنمهما. وقفتا في منأى عن الرجال، تذودانِ غنَمَهُما عن غنمِ القومِ. ورأى رجالاً أقوياءَ أشداء.. في زحامٍ حولَ البئرِ وعراكٍ ينتزعونَ مِنْهُ الماء. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل – تجمع دعاة الشام. لم يلتفتُ أحدٌ منهم لحاجةِ هاتين المرأتين الضعيفتين، ولم يرأفْ أحدٌ منهم بحالتهما. في أَثَرَةٍ لا إيثارَ فيها، وقسوةٍ لا رأفةَ معها. فأقبل موسى عليه السلامُ على المرأتين متسائلاً ــ في عِفَّةٍ ومروءَةٍ ونخوةٍ ورجولةٍ وكَرَم ــ: قال: ما خطبكما؟ قالتا: {لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} ليسَ مِن أخلاقنا أنْ نُزاحِم الرجالَ في اختلاطٍ مَشِينٍ.

وحقيقة الذود طرد الأنعام عن الماء ؛ ولذلك سموا القطيع من الإبل الذود فلا يقال: ذدت الناس ، إلا مجازا مرسلا ، ومنه قوله في الحديث فليذادن أقوام عن حوضي الحديث. والمعنى في الآية: تمنعان إبلا عن الماء. وفي التوراة: أن شعيبا كان صاحب [ ص: 100] غنم وأن موسى رعى غنمه. فيكون إطلاق " تذودان " هنا مجازا مرسلا ، أو تكون حقيقة الذود طرد الأنعام كلها عن حوض الماء. وكلام أيمة اللغة غير صريح في تبيين حقيقة هذا. وفي سفر الخروج: أنها كانت لهما غنم ، والذود لا يكون إلا للماشية. والمقصود من حضور الماء بالأنعام سقيها. فلما رأى موسى المرأتين تمنعان أنعامهما من الشرب سألهما: ما خطبكما ؟ وهو سؤال عن قصتهما وشأنهما إذ حضرا الماء ولم يقتحما عليه لسقي غنمهما. وجملة " قال ما خطبكما " بدل اشتمال من جملة ووجد من دونهم امرأتين تذودان. والخطب: الشأن والحدث المهم ، وتقدم عند قوله تعالى قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه ، فأجابتا بأنهما كرهتا أن تسقيا في حين اكتظاظ المكان بالرعاء ، وأنهما تستمران على عدم السقي كما اقتضاه التعبير بالمضارع إلى أن ينصرف الرعاء. والرعاء: جمع راع. والإصدار: الإرجاع عن السقي ، أي حتى يسقي الرعاء ويصدروا مواشيهم ، فالإصدار جعل الغير صادرا ، أي حتى يذهب رعاء الإبل بأنعامهم فلا يبقى الزحام.