masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وما تدري نفس بأي أرض تموت

Wednesday, 03-Jul-24 13:18:24 UTC
والمعنى: لا يعلم ذلك إلا الله تعالى بقرينة مقابلتهما بقوله { وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام}. وقد علق فعل الدراية عن العمل في مفعولين بوقوع الاستفهامين بعدهما ، أي ما تدري هذا السؤال ، أي جوابه. وقد حصل إفادة اختصاص الله تعالى بعلم هذه الأمور الخمسة بأفانين بديعة من أفانين الإيجاز البالغ حد الإعجاز. تفسير قوله تعالى: {وما تدري نفس بأي أرض تموت}. ولقبت هذه الخمسة في كلام النبي صلى الله عليه وسلم بمفاتح الغيب وفسر بها قوله تعالى: { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} [ الأنعام: 59].
  1. وما تدري نفس ماذا

وما تدري نفس ماذا

يقول: فسلك طريقًا بين هذه الجبال، فإذا هو واقف على بيت من الشعر فيه عدد من الناس قليلين، فسألهم: أين طريق نجد؟ قالوا: أنت بعيد عن الطريق، لكن نوخ البعير واجلس استرح ثم نحن نوصلك، يقول: فنزل نوخ البعير وأنزل أمَّه، يقول: فما هي إلا أن اضطجعت على هذه الأرض فقبض الله روحها، كيف جاءت من القصيم إلى مكة مع الحجاج؟ وأراد الله أن يتيه هذا الرجل حتى ينزل بهذا المكان، لا يعلم هذا إلا الله عز وجلَّ. وما تدري نفس ماذا تك. وكذلك أيضًا في الزمن، كم بلغنا من أناس تأخَّروا قليلًا فجاءهم حادث فماتوا به، ولو تقدَّموا قليلًا لَسَلِموا منه، كلُّ هذا لأن الله تعالى قد قدَّر كل شيء بأجل محدود، فالإنسان يجب عليه أن يحتاط لنفسه، وألا يطيل الأمل، وأن يعمل للآخرة وكأنه يموت قريبًا لأجل أن يستعد لها، فهذه الآيات كلها تدل على أن الإنسان يجب عليه أن يقصر الأمل، وأن يستعد للآخرة. جعلنا الله وإياكم من المستعدِّين لها بالعمل الصالح. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 439- 444)

قال تعالى: { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} [ يونس: 48] وقال: { وما يُدْرِيك لعلّ السَّاعة قريبٌ يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها} [ الشورى: 17 ، 18] ، فلما جرى في الآيات قبلها ذكر يوم القيامة أعقبت بأن وقت الساعة لا يعلمه إلا الله. فجملة { إن الله عنده علم الساعة} مستأنفة استئنافاً بيانياً لوقوعها جواباً عن سؤال مقدَّر في نفوس الناس. والجمل الأربع التي بعدها إدماج لجمع نظائرها تعليماً للأمة. وما تدري نفس ماذا. وقال الواحدي والبغوي: إن رجلاً من محارب خصفة من أهل البادية سماه في «الكشاف» الحارث بن عمرو ووقع في «تفسير القرطبي» وفي «أسباب النزول» للواحدي تسميته الوارث بن عمرو بن حارثة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ وقد أجدبت بلادنا فمتى تخصب؟ وتركتُ امرأتي حبلى فما تلد؟ وماذا أكسب غداً؟ وبأي أرض أموت؟ ، فنزلت هذه الآية ، ولا يُدرى سند هذا. ونُسب إلى عكرمة ومقاتل ، ولو صح لم يكن منافياً لاعتبار هذه الجملة استئنافاً بيانياً فإنه مقتضى السياق. وقد أفاد التأكيد بحرف { إن} تحقيق علم الله تعالى بوقت الساعة ، وذلك يتضمن تأكيد وقوعها. وفي كلمة { عنده} إشارة إلى اختصاصه تعالى بذلك العلم لأن العندية شأنها الاستئثار.