وهكذا يمكن أن يضيق صدر الإنسان ويختنق بصعود إرتفاعات أعلى من10 كيلو مترات إن لم يكن داخل غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي ونقص الاكسجين اللازم للتنفس.. وبدون هذه الغرفة المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة.. ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة عليه من خلال الغلاف الجوي. ويصاب بحالة ديسبارزم فتنتفخ بطنه وتجاويف جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في غيبوبة ثم يموت. كما أثبتت علوم طب الفضاء إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون الإحتماء في غرفة مكيفة، بالإعياء الحاد، وإرتشاح في الرئه، وأوديما في الدماغ ونزف شبكية العين،واضطراب التوجه الحركي في الفضاء، وإحمرار العصر ثم أسوداده. وأسوداد البصر هو أعلى حالات الهلوسة البصرية.. إذ الأعين موجودة وسليمة وظيفيا.. لكن الضوء غير موجود.. حيث لا يوجد في طبقات الجو العليا سوى الظلام الحالك.. فيظن الصاعد في تلك الطبقات أنه قد أصابه سحر أفقده القدرة على الأبصار وقد يكون هذا ما يشير إليه القرآن الكريم في قول الله تعالي (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون، لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون) ونعود إلى الآية الرئيسية في موضوع البحث وهي قوله تعالي (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون).
وجملة كانوا صلة الموصول لا محل لها. [سورة الأنعام (٦):آية ١٢٨] وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (١٢٨)